أعلن حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر، عن تنظيم لقاء تشاوري غير مسبوق سيجمع قياداته بقادة «حركة مجتمع السلم» (الإخوان) بزعامة عبدالرزاق مقري والتي تبنت خطاً معارضاً للسلطة في السنوات الثلاث الأخيرة. وفاجأ هذا الإعلان مراقبين كثراً، نظراً للغموض المحيط بهذا التقارب المفاجئ. ولم يعد شكل المشاورات التي تجري حالياً بين الأحزاب الجزائرية واضحاً، بخاصة بعد اللقاءات التي أجراها حزب المعارضة التقليدي «جبهة القوى الاشتراكية» مع أحزاب في السلطة والمعارضة، والاجتماعات الثنائية التي يقودها حزب الغالبية. وأثار هذا الوضع سجالاً سياسياً بين أطراف تدعي أن لا علم لها أصلاً بلقاءات مفترضة. ونفى رئيس «حركة مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري أمس، علمه بلقاء مفترض لحركته مع الأمين العام ل «جبهة التحرير الوطني» عمار سعداني، على رغم أن حزب الغالبية أرسل دعوات، تملك «الحياة» نسخة منها، لتغطية اللقاء غداً في مقر الجبهة. كما تفجّر خلاف داخل «حركة مجتمع السلم» نفسها، إذ هاجم رئيسها مقري، سلفه أبو جرة سلطاني، بسبب لقاء الأخير مع قادة «جبهة القوى الاشتراكية». وكتب مقري في حسابه الرسمي على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي: «طالعتنا وسائل الإعلام بانتقال السيدين أبو جرة سلطاني وعبد الرحمن سعيدي (رئيس مجلس الشورى السابق) إلى مقر جبهة القوى الاشتراكية تجاوباً مع مبادرتها السياسية». وأضاف: «بعد أن تأكدنا من صحة الخبر، نفيد الرأي العام بأن المعنيَين قاما بهذه الخطوة من دون استشارتنا، ولم يُتخذ أي قرار في مؤسسات الحركة بهذا الشأن وأن عملهما لا يمثل الحركة من قريب أو من بعيد ولا علاقة له بقرارات المؤسسات وأن مؤسسات الحركة ستنظر في الموضوع». وتفاجأ سلطاني ببيان مقري، وقال في اتصال مع «الحياة» إنه «بيان مؤسف لأن الذي أعرفه أن الحركة لا تسير بالفايسبوك وتويتر». إلى ذلك، نشب خلاف بين «جبهة القوى الاشتراكية» وحزب «العدالة والتنمية» الإسلامي المعارض بزعامة عبد الله جاب الله، بسبب وضع الأخير شروطاً على الجبهة الاشتراكية قبل أي لقاء. وأبدى جاب الله موافقة مبدئية على اللقاء لكنه وضع عراقيل أمام أي مسعى للاشتراكيين للحديث عن مبادرة الإجماع الوطني، فيما لم يمانع من عرض الوضع السياسي العام على طاولة النقاش، ما دفع هؤلاء لإلغاء اللقاء. على صعيد آخر، أعلن وزير الصحة الجزائري عبد المالك بوضياف أمس، أن كل جرحى اصطدام قطارين في الضاحية الشرقية للعاصمة أول من أمس، غادروا المستشفى إلا 5 فقط بينهم 2 في حالة خطرة. من جهة أخرى، أعلنت قيادة الدرك الجزائري أنها ستعزز الأمن على حدودها مع المغرب للتصدي للتهريب والهجرة غير الشرعية. وتعتبر الحدود الطويلة والمغلقة رسمياً منذ عقدين بين البلدين، مكاناً لتهريب المخدرات والنفط. وأضافت أن وحدات حرس الحدود «عكفت على تشديد تدابير الحراسة والمراقبة بالاعتماد على الدوريات الراجلة والآلية والطلعات الجوية بواسطة الحوامات».