شدد رئيس حزب جزائري يشارك في «التحالف الرئاسي» الحاكم على التزام حزبه ب «السياسة الخارجية الجزائرية في خصوص نزاع الصحراء الغربية». وزار رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) أبو جرة سلطاني مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (1800 كلم جنوب غربي العاصمة الجزائرية)، في خطوة ميدانية فُهم أنها تهدف إلى الرد على اتهامات قيادي في حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي المغربي بأن حركة «حمس» تدعم الطرح المغربي في ما يتعلق بقضية الصحراء. ويرأس سلطاني «حركة مجتمع السلم» التي تُعتبر أحد الأحزاب الثلاثة التي يقوم عليها «التحالف الرئاسي» في الجزائر، إلى جانب حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي. وجال سلطاني على رأس وفد كبير من «حمس» على مخيمات الصحراويين في تندوف. ونُقل عنه قوله إن حركته «مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير». وزاد خلال لقاء من الأمين العام لجبهة «بوليساريو» محمد عبدالعزيز أن حركة «حمس» الإسلامية «ليست لها سياسة خارجية منفصلة عن السياسة الخارجية للدولة الجزائرية». وأكد سلطاني أن موقف حزبه «لم يتغير ولن يتغير» من قضية الصحراء، وأنه سيبقى «داعماً لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال». وفُهمت زيارة سلطاني على أنها «تأكيد ميداني» لنفي تصريحات سابقة صدرت على لسان نور الدين بوقربالة، العضو القيادي في حركة «العدالة والتنمية» في المغرب، قال فيها إن أحزاباً سياسية جزائرية بينها «حركة مجتمع السلم» تدعم الطروحات المغربية في شأن نزاع الصحراء، وزعم أن قيادات في الحركة الجزائرية عبّرت عن موقفها الداعم لحق المغرب في الصحراء الغربية. والظاهر أن سلطاني أُحرج كثيراً بسبب تلك المزاعم التي نفاها في بيان ثم في تصريحات عبر منابر مختلفة. لكن حركة «حمس» رأت، على ما يبدو، أن خطوة القيام بزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة ما يقوله سلطاني. وكان رئيس «حركة مجتمع السلم» زار المغرب في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بناء على دعوة من حزب «العدالة والتنمية»، وزار مقر هذا الحزب الإسلامي التوجه في مدينة الدارالبيضاء حيث أجرى محادثات مع قياداته. لكن سلطاني، على ما يبدو، فوجئ بعد عودته إلى الجزائر بأن حزب «العدالة والتنمية» يقول إن حركة «حمس» تدعم «الطرح المغربي» في شأن الصحراء. ومعلوم أن المغرب يطرح خيار الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، في حين تتمسك جبهة «بوليساريو» - مدعومة من الجزائر - بحق تقرير المصير والاستقلال. ورد سلطاني يومها بالقول إن هذه التصريحات الصادرة عن الحزب الإسلامي المغربي «غير مسؤولة ولا أساس لها من الصحة»، داعياً «الأشقاء في حركة العدالة والتنمية في المغرب إلى عدم العبث في مثل هذه القضايا ... لم تكن (التصريحات) أكثر من محاولة مغالطة الرأي العام المغربي والجزائري والدولي». وكرر سلطاني هذا الموقف خلال يومي زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، وقال إن «الصحراويين يعزفون على نغمة واحدة، هي نغمة المقاومة والكفاح من أجل نيل الحرية والاستقلال»، مضيفاً أنه «حتى أطفال المدارس ورثوا هذا الشعور بالمسؤولية». وجاء موقف سلطاني في كلمة ألقاها خلال حفلة استقبال أقيمت على شرف وفد «حركة مجتمع السلم» في مقر «رئاسة الجمهورية الصحراوية» التي أعلنتها «بوليساريو» وتعترف بها الجزائر. وحضر الاحتفال مسؤولون صحراويون وأعضاء في «الحكومة والبرلمان الصحراويين» وفاعليات في المجتمع المدني الصحراوي. وأكد سلطاني خلال الاحتفال دعم «الجزائر الثابت والمبدئي لقضية الشعب الصحراوي العادلة من أجل الاستقلال والحرية». وأوردت حركة «حمس» على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت أن وفد الحركة الذي جال على مخيمات الصحراويين ضم رئيس الحركة الشيخ أبو جرة سلطاني والشيخ عبدالرحمن السعيدي رئيس مجلس الشورى الوطني وأعضاء المكتب الوطني رضوان بن عطاء الله وزين الدين طبال. وأضافت أن الزيارة هي «للتأكيد على وقوف جميع مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الجزائرية إلى جانب مساندة الشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه في الحرية وتقرير المصير، على أساس مبدأ مساندة نضال الشعوب المستعمرة».