أكد الرئيس بشار الأسد امس حرص سورية على «أفضل العلاقات» مع العراق وعلى «أهمية وضع آلية وأسس لهذه العلاقات تضمن مصالح الشعبين الشقيقين»، لافتاً الى ان العلاقات بين دمشق وبغداد «تعود الى وضعها الطبيعي». وكان الأسد استقبل في سرت ليل أول امس الرئيس العراقي جلال طالباني بحضور نائب الرئيس فاروق الشرع وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثنية شعبان. وتطرق الأسد الى العلاقات مع العراق في تصريحات صحافية ادلى بها في سرت خلال انعقاد القمة العربية. وأفاد بيان سوري ان اللقاء تناول «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث أعرب الرئيس طالباني عن أهمية العلاقات بين البلدين من خلال التنسيق الكامل لكل ما يهم العراق وسورية». كما اكد الأسد «حرص سورية على أفضل العلاقات مع العراق»، مشدداً على أهمية «وضع آلية وأسس لهذه العلاقات تضمن مصالح الشعبين الشقيقين». وتناول اللقاء ايضاً «تطور الأوضاع العراقية خصوصاً الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة وضرورة التوصل إلى توافق لتشكيل حكومة شراكة وطنية تمثل كل الأطياف العراقية بما يضمن وحدة الصف العراقي الكفيلة بالحفاظ على وحدة العراق وأمنه واستقراره». وفي معرض رده عن سؤال عن العلاقات السورية - العراقية، قال الأسد انها «تعود إلى وضعها الطبيعي، وبحثت ذلك مع الرئيس طالباني واتخذنا قراراً بعودة السفراء وتحدثنا حول تسريع هذه الخطوات والعودة إلى الوضع الطبيعي ومساعدة العراقيين على الخروج من حالة عدم إمكانية تشكيل حكومة، وكيف يمكن سورية والدول المجاورة والإقليمية بشكل خاص، المهتمة بالشأن العراقي، أن تساعد في تسهيل تشكيل الحكومة. ليس نيابة عن العراقيين وإنما بدور مساعد للفصائل العراقية المختلفة». وأكدت مصادر ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيزور دمشق اليوم ويتوقع ان تتناول محادثاته مع الجانب السوري العلاقات الثنائية والأوضاع في العراق. وكان الموضوع العراقي حاضراً في محادثات الأسد ونظيره الإيراني محمود احمدي نجاد، حيث اكد الطرفان «حرصهما على وحدة العراق وسيادته واستقلاله، وعبرا عن دعمهما لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف الشعب العراقي وتتمتع بعلاقات طيبة مع كل دول الجوار». إلى ذلك (أ ف ب)، باشر السفير العراقي لدى سورية علاء حسين الجوادي مهماته في دمشق بعد ان تم استدعاؤه من بغداد اثر انداع ازمة ديبلوماسية بين البلدين في آب (اغسطس) 2009. وكان العراق وسورية اتفقا في ايلول (سبتمبر) الماضي على انهاء ازمة ديبلوماسية حادة بإعادة سفيري البلدين الى مقر عملهما بعد اكثر من عام على استدعائهما، اثر توتر نجم عن موجة من التفجيرات هزت بغداد صيف عام 2009. فقد طلبت الحكومة العراقية من دمشق تسليم شخصين ينتميان الى حزب البعث المحظور في العراق اثر اتهامهما بالوقوف وراء سلسلة اعتداءات في بغداد في 19 آب (اغسطس) العام ذاته اسفرت عن نحو مئة قتيل وأكثر من 600 جريح. لكن سورية رفضت هذا الأمر. يذكر ان البلدين استأنف العلاقات الدبلوماسية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 بعد قطيعة استمرت 26 عاماً خلال زيارة المعلم لبغداد في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006.