صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته لألمانيا، إذ اعتبر أنها باتت «ملاذاً للإرهابيين»، ورأى أن «التاريخ سيحاكمها» إذا امتنعت عن تسليم أنصار للداعية المعارض فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي. وكان أردوغان يعلّق على قول وزير العدل الألماني هيكو ماس، إنه أن بلاده سترفض تسليم مشبوهين بالانتماء إلى الجماعة، إذا كانوا يواجهون اتهامات سياسية، في إطار «ما سُمِّي حملة التطهير القائمة» في تركيا بعد المحاولة الانقلابية. واشترط لفعل ذلك وجود مؤشرات أكيدة على «نشاط جنائي تقليدي». واتهم أردوغان ألمانيا بإيواء مسلحين من «حزب العمال الكردستاني» وأعضاء في «جبهة حزب التحرير الشعبي الثورية» اليسارية التي نفّذت هجمات مسلحة في تركيا. وأضاف: «نحن قلقون من أن تكون ألمانيا التي حمت طيلة سنوات، حزب العمال الكردستاني وجبهة حزب التحرير الشعبي الثورية، ساحة خلفية للمنظمة الإرهابية لغولن. ليست لدينا أي توقعات من ألمانيا، لكن التاريخ سيحاكمها على تحريضها على الإرهاب. ألمانيا باتت ملاذاً آمناً مهماً للإرهابيين». ونبّه إلى أن «خطر الإرهاب» سيرتدّ عليها. في السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية التركية تجميد عمل 1218 دركياً، بينهم أكثر من ألف ضابط، للاشتباه بانتمائهم إلى جماعة غولن. وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بتوقيف موظفين في جامعة مرمريس. الى ذلك، نظم مئات من الأساتذة والطلاب والنقابيين تظاهرة أمام جامعة إسطنبول، احتجاجاً على «تصفية» حوالى 50 ألف أستاذ جامعي ومدرّس، وحبس 37 ألفاً، في انتظار محاكمتهم بعد المحاولة الانقلابية. وهتف المتظاهرون الذين تابعهم عشرات من الشرطيين الملثمين، «كتفاً بكتف ضد الفاشية» و«سنكسب بالمقاومة». ورفع بعضهم لافتات كُتب على إحداها «لن نستسلم». وقال تحسين يسيلدير الذي يرأس رابطة المدرّسين في جامعة: «نواجه فترة أسوأ من (حقبة) الانقلاب. في بلادنا التي تتحوّل نظام رجل واحد، من خلال (قانون) الطوارئ، بات جميع المعارضين المقاومين أهدافاً» للسلطات. وتفاعلت معلومات أوردتها صحيفة «جمهورييت» أفادت بأن المدّعي العام مراد إنام الذي اتهمها بدعم تنظيمات إرهابية، وأمر بتوقيف رئيس تحريرها وموظفين آخرين بارزين، يُحاكَم بتهمة الانتماء إلى جماعة غولن. وأقرّ محمد شيمشك، نائب رئيس الوزراء، بأن إنام مُتهم في القضية، مستدركاً أنه لم يُطرد من عمله. وبثّت وسائل إعلام تسجيل فيديو لوصول اثنين من «قادة الانقلابيين»، هما عادل أُوكسوز وكمال باتماز، إلى مطار إسطنبول، قبل يومين من المحاولة الفاشلة، بعد زيارة للولايات المتحدة حيث يقيم غولن منذ العام 1999.