أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس، تمديد وقف النار في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حتى نهاية العام، وتعهد امام 4 زعماء دول وممثلين عن منظمات اقليمية ودولية تحولاً سياسياً في البلاد لضمان الأمن والاستقرار مجدداً دعوته إلى قوى المعارضة بالانضمام إلى وثيقة وطنية أقرتها طاولة حوار وطني. وتسلم البشير التوصيات والوثيقة الوطنية التي أقرتها القوى التي شاركت في طاولة الحوار، وأبرزها حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحلفاؤه، فضلاً عن قوى صغيرة، باستثناء المؤتمر الشعبي وحركات مسلحة منشقة عن الحركات الرئيسية التي تقود حرباً ضد الحكومة في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور. وتعهد البشير بتنفيذ الوثيقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 3 أشهر وصوغ دستور دائم وإقرار الحريات وجدد دعوته القوى المعارضة التي قاطعت الحوار بالانضمام الى الوثيقة، مؤكداً أن السودان يسع الجميع. وتابع: «لا مجال بعد اليوم لاستخدام أي من اشكال العنف في الممارسة السياسية». واستضافت الخرطوم أمس، قمة أفريقية رباعية مصغرة شارك فيها البشير وضيوفه الرؤساء المصري عبد الفتاح السيسي والتشادي ادريس ديبي والأوغندي يوري موسفيني والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ناقشت آخر التطورات على الساحة الأفريقية وسبل دعم جهود إحلال السلام والاستقرار في ربوع القارة السمراء. وبدأت القمة بلقاء بين البشير والسيسي فور وصول الأخير إلى الخرطوم، وانضم إليها في ما بعد ديبي وموسفيني وولد عبد العزيز، الذين شاركوا في ختام أعمال الجمعية العامة للحوار الوطني. وركزت القمة على القضايا التي تواجه الدول الأفريقية، وانتهت بالاتفاق على زيادة التنسيق والتشاور خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الجهود الأفريقية الرامية إلى التصدي للتحديات المختلفة ومواصلة التنمية. وأكد السيسي لدى مخاطبته مؤتمر الحوار الوطني حرص مصر على تحقيق الأمن والرخاء للمواطنين السودانيين كافة، وقال إن القاهرة مستعدة للقيام بكل مسعى وبذل كل جهد لدعم السودانيين، مؤكداً حرصها الدائم على نشر التنمية والازدهار في ربوعه. وأعرب السيسي عن سعادته بتأكيد السودان على الترحيب بفتح باب الحوار بين القوى والفصائل السودانية وأشاد بشجاعة البشير «كرجل دولة في اتخاذ القرارات المصيرية التي يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، والعمل على وحدة الصف السوداني». وأضاف: «أثق بأن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجدداً من استكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في إطار الحوار الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف تصحيح الأوضاع الاقتصادية وتحقيق آمال الشعب السوداني في الأمان والاستقرار». وقال موسيفيني أن حكومة بلاده تدفع بكل ما في وسعها من أجل تحقيق السلام والاستقرار، ورأى إن ما يعانيه السودان من مشاكل تعاني منها أوغندا والدول الإفريقية الأخرى. وأشار موسيفيني الى تجاوز مرحلة سوء التفاهم بين كمبالا والخرطوم موضحاً أن بعض السودانيين ساهموا في تقريب وجهات النظر بين البلدين. وتابع: «نحن في اوغندا أضعنا كثيراً من الفرص بسبب الحرب في السودان»، منوهاً أن بلاده غير قادرة على استغلال بحيرة فكتوريا بسبب تلك الحرب. أما الرئيس الموريتاني، فقال: «إننا على يقين من أن نتائج الحوار الوطني بالسودان ستعطي دفعة قوية لمسيرة السلام والتنمية في ربوع السودان». على صعيد آخر، انتقدت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بزعامة رياك مشار الولاياتالمتحدة لتجديد دعمها العسكري لحكومة جوبا، واصفةً الخطوة بأنها «قرار خاطئ» لدعم جيش يرتكب عمليات اغتصاب وتعذيب ويقتل المدنيين. ولفتت المعارضة الى أن الدعم الأميركي سيساعد حكومة كير على تحمل تكاليف الحرب الأهلية الجارية ويشجعها على مواصلة العمليات العسكرية ضد قوات المعارضة. وكانت حكومة جنوب السودان رحبت بالقرار الأميركي، مؤكدةً أن الخطوة ستساعد في تعزيز «الاستقرار» في البلاد وتعزيز العلاقات بين البلدين.