أدى الرئيس السوداني عمر البشير أمس اليمين الدستورية، أمام البرلمان لولاية جديدة من 5 سنوات، مبدياً استعداده لإصلاح العلاقات مع الغرب وأعلن تشكيل هيئة للشفافية ومكافحة الفساد وتعهد بالاستمرار في تطبيق التشريعات الإسلامية والعفو عن المتمردين الذين يشاركون في طاولة حوار وطني تُعقد قريباً في الخرطوم. وأقسم البشير، الذي يحكم البلاد منذ 25 سنة، على القرآن الكريم في مقر البرلمان السوداني وسط أجواء احتفالية شارك فيها الرؤساء المصري عبد الفتاح السيسي، والتشادي إدريس ديبي، والزيمبابوي روبرت موغابي، والكيني أوهورو كينياتا، والجيبوتي إسماعيل عمر غيلي، والصومالي حسن شيخ محمود. وحضر المناسبة رئيسا وزراء أثيوبيا وأفريقيا الوسطى ونواب رؤساء أوغنداوجنوب السودان وجزر القمر وغينيا، ونائب رئيس وزراء البحرين خالد بن عبد الله آل خليفة ونظيره القطري أحمد بن عبد الله آل محمود ووزير الدولة السعودي، مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز آل سعود ومسؤولون آخرين. ووعد البشير خلال خطابه عقب أداء اليمن بأن يكون رئيساً لكل السودانيين. وقال: «لا فرق بين مَن صوّت لنا ومَن لم يصوّت، وبين مَن شارك في الانتخابات ومَن قاطع، فهذا حق مكفول للجميع». وعاهد أعضاء البرلمان بتعزيز تطبيق الشريعة الإسلامية، وطالب النواب بأن يعينوه في معالجة أوجه القصور والعجز ومكافحة الفساد ودعم مسيرة الإصلاح. وزاد البشير أن «السودان سيسعى بإذن الله وبقلب مفتوح لاستكمال الحوار مع الدول الغربية حتى تعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي». وأكد البشير أن الحوار الوطني سينطلق قريباً بعد أن اكتملت ترتيباته وحُدِدت آلياته، وجدد العفو عن حمَلة السلاح الراغبين بصدق في العودة والمشاركة في الحوار، مشيراً إلى أن الأبواب لن تكون موصدة أمام القوى المعارضة والحركات المسلحة. ووعد بفتح صفحة جديدة من الوفاق الوطني والسلام والحفاظ على وحدة البلاد شعباً وأرضاً ونبذ التفرقة والحروب، وألا يألو جهداً في حقن الدماء وإحلال السلام في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وتعهد البشير أن تشهد السنوات ال 5 المقبلة تواصل مسيرة الإصلاح والحكم الرشيد وإقرار العدالة الاجتماعية وإعلاء قيم الشفافية والمحاسبة، ومراعاة الكفاءة في كل تكليف وتبني إجراءات حاسمة ضد الفساد، معلناً تشكيل هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد بصلاحيات واسعة، تتبع له مباشرة. وأضاف أن السنوات المقبلة ستكون للهناء والرخاء والأمن والسلام. وأفاد بأن المكتشف من معدن الذهب وفقاً للتخطيط الجيولوجي بلغ حتى الآن 8 آلاف طن بقيمة 330 بليون دولار، ستُسخَر للرخاء الاقتصادي، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تشكيل حكومة جديدة.