كشف مبعوث الجامعة العربية إلى السودان صلاح حليمة أمس، عن جهود حثيثة واتصالات أصابت نجاحاً كبيراً لتهدئة الصراع القبلي في إقليم دارفور، إضافة إلى تفاهمات جارية لإقناع الحركات المسلحة في تحالف المتمردين للمشاركة في حوار وطني لمعالجة قضايا البلاد. وأعلن حليمة عن سعي الجامعة للحصول على موارد إضافية لتنفيذ مشروعات مستقبلية في إقليم دارفور، مشيراً إلى أن قيمة المشروعات التي نفذتها الجامعة العربية في السودان أخيراً تُقدَّر بحوالى 30 مليون دولار. ودعا البعثة الدولية الأفريقية المشتركة في دارفور (يوناميد) إلى الاضطلاع بدورها وبذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين والحد من انفلات الأمن في دارفور، منوهاً إلى أن واجب حماية المدنيين ليس مسؤولية الحكومة السودانية وحدها وإنما من مسؤولية قوات بعثة السلام أيضاً. ووصف الجهود المبذولة لتطبيق «وثيقة الدوحة للسلام» في دارفور بالمخلصة. وأضاف أن ما تم على الأرض يُعتبر إنجازاً وخطوةً كبيرة للأمام نحو التوصل إلى تسوية شاملة. وأكد حليمة اهتمام الجامعة العربية بأنشطة مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج لمعالجة وضع المقاتلين السابقين، مشيراً إلى ما قدم من دعم لإعانتها في بعض مشروعاتها، إلى جانب منح المفوضية أجهزة ومعدات. إلى ذلك، أكد مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور أن آلية الحوار بين قوى الموالاة والمعارضة قطعت نحو 95 في المئة من خريطة طريق نحو الحوار الوطني. وأشار إلى أن اللجنة العليا للآلية أبلغت الرئيس عمر البشير أن خريطة الطريق تسير بصور جيدة. وأطلق البشير مبادرة للحوار في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن العملية تواجه عثرات بعد تعليق حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي مشاركته في لجنة التحضير، ورفض الحركات المسلحة وقوىً محسوبة على اليسار المشاركة. وأوضح غندور أن الأيام المقبلة ستشهد اكتمال التوافق الكامل على الخريطة. وأعلن أن «الحكومة ستفتح حواراً مجتمعياً بقيادة البشير مع كل مكونات الشعب السوداني مع استمرار الحوار الوطني مع القوى المعارضة حتى تصل البلاد إلى سلام دائم واستقرار كامل في ربوعها». وعن توقف المحادثات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ نيسان (أبريل) الماضي، أكد غندور استعداد وفد حكومته للمشاركة في أي جولة مفاوضات مع المتمردين وفقاً لأي دعوة تأتيه من الوساطة الأفريقية. وتابع: «نحن في انتظار دعوة الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي». وفي سياق متصل، أكد حاكم ولاية جنوب كردفان آدم الفكي تحسن الأوضاع الأمنية في الولاية بفضل تقدم الجيش في عملية «الصيف الحاسم» لإنهاء التمرد، لكنه رأى أن خيار السلام والحوار مع المتمردين ما زال مطروحاً لأنه يمثل الهدف الاستراتيجي للحكومة. ودعا المواطنين إلى المزيد من التماسك والتعاضد وتفويت الفرصة على الراغبين في تدمير الروابط الاجتماعية بين مختلف المكونات السكانية للولاية. وقال الفكي: «العيد يمثل فرصة جديدة لتجديد العفو عن كل من يضع السلاح جانباً ويسلك مسار السلام»، مؤكداً التزام السلطات العفو عن حاملي السلاح الذين يسلمون أنفسهم للقوات الحكومية، مشيراً إلى أن الاسابيع الماضية شهدت عودة عشرات المتمردين. وفي شأن آخر، قال السفير المصري لدى الخرطوم أسامة شلتوت، إن الرئيس السوداني سيزور القاهرة قريباً، لإجراء محادثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تركز على تمتين العلاقات الثنائية خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية واستكمال مناقشة الملفات المشتركة التي بدأها الرئيسان خلال زيارة السيسي الأخيرة إلى الخرطوم. وأشار شلتوت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد افتتاح الطريق البري بين البلدين.