بذكريات الفوز التاريخي بكأس السوبر الأوروبي 2012 ، استقبل أتلتيكو مدريد الإسباني نبأ صدامه مع تشلسي الإنكليزي في الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في مواجهة سيكون بطلاها المديران الفنيان البرتغالي جوزيه مورينيو والأرجنتيني دييغو سيميوني. كان أتلتيكو، بطل الدوري الأوروبي 2012 ، قد فاجأ العالم بفوزه الكاسح على تشلسي، بطل دوري الأبطال في العام نفسه، في السوبر القاري 4-1 بفضل نجمه الكولومبي السابق راداميل فالكاو الذي سجل "هاتريك" فيما سجل زميله البرازيلي غواو ميراندا الهدف الرابع، وسجل غاري كاهيل هدفاً شرفياً لل"بلوز". التتويج بالسوبر رسخ مكانة أتلتيكو كأحد كبار القارة العجوز في الوقت الحالي بفضل القيادة الفنية الرائعة لسيميوني، الذي انتشل فريقاً ضعيفاً يحتل مراكز متأخرة بالليغا مع سلفه غريغوريو مانزانو، وجعل منه فريقاً بمواصفات عالمية ناطح الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة وتفوق عليهما لاحقاً، وفاز قبله بالدوري الأوروبي عن استحقاق، وينافس بقوة حالياً على الليغا التي يحتل صدارتها. لكن مواجهة تشلسي ستكون مختلفة هذه المرة، فلم يعد المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو في مقعده، بل يشغره المحنك مورينيو، الذي يعتبره سيميوني مثلاً أعلى، ولديهما العديد من النقاط المشتركة، خاصة في جزئية تحفيز اللاعبين وتحميسهم مع بعض الأمور الفنية الخططية داخل الملعب. مورينيو يدير فريقاً شاباً طموحاً لا يخلو من بعض عناصر الخبرة، ورغم تذبذب الأداء والنتائج على فترات هذا الموسم، إلا أنه بارع في المواجهات الهامة، إذ ينافس على لقب البريميير ليغ وهزم جميع المنافسين الكبار، كما وصل إلى نصف نهائي التشامبيونز بعد عودة تاريخية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي. ويتحفز مورينيو للانتقام من سيميوني، الذي انتزع منه لقب كأس الملك في تجربته السابقة مع ريال مدريد على ملعبه سانتياغو برنابيو، وهي الذكرى الأخيرة والمريرة قبل الرحيل عن إسبانيا والعودة للندن. وانتصر مورينيو على سيميوني في ثلاثة من أصل أربعة مواجهات (جميعها بين الريال وأتلتيكو) لكن خسارته الوحيدة أفقدته لقب الكأس. وسيقام لقاء الذهاب على ملعب فيسنتي كالديرون معقل الروخيبلانكوس يوم 22 أبريل، فيما تكون العودة بستامفورد بريدج معقل البلوز يوم 30 من نفس الشهر، وهو معطى ليس بالضرورة في مصلحة الإنكليز، على رغم جودة نتائجهم على أرضهم، إذ أثبت أتلتيكو تألقه المستمر خارج الديار. وسبق للفريقين أن التقيا بدور المجموعات لدوري الأبطال عام 2009 ، وحينها انتصر تشلسي على أرضه 4-0 (هدفان للإيفواري سالومون كالو، وثالث للمخضرم فرانك لامبارد، فيما سجل المدافع لويس بيريا بالخطأ في مرماه). وفي الإياب بمدريد تعادل الخصمان 2-2 (سجل لأتلتيكو النجم الأرجنتيني سرجيو أغويرو، وسجل لتشلسي أسطورته الإيفواري ديدييه دروغبا) وودع أتلتيكو البطولة من مرحلة المجموعات، لينتقل الى اليوروبا ليغ التي توج بلقبها على حساب فولهام، فيما خرج تشلسي من نصف نهائي التشامبيونز على يد برشلونة. وتشهد المواجهة عودة مهاجم تشلسي الإسباني فرناندو توريس لملعب فيسنتي كالديرون معقل فريقه الأسبق للمرة الأولى، إذ تغيب عن زيارته عام 2008 بدوري الأبطال أيضا مع فريقه السابق ليفربول بسبب الإصابة. كما سيحرس عرين أتلتيكو الحارس البلجيكي المتألق تيبو كورتوا المعار أصلاً من تشلسي، وذلك بعد موافقة "الويفا" والنادي اللندني. فيما يعود أيضاً لاعب وسط أتلتيكو البرتغالي تياغو مينديش للصدام بفريقه الإنكليزي السابق، إذ سبق أن تعامل مع مورينيو في موسم 2004-2005 وفاز بالدوري الإنكليزي وبلغ نصف نهائي التشامبيونز.