وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    خام برنت يصعد 1.3% ويصل إلى 75.17 دولار للبرميل    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    6 فرق تتنافس على لقب بطل «نهائي الرياض»    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نصر الله يفتح «الباب» للتحقيق مع الاسرائيلي باغتيال رفيق الحريري
نشر في الحياة يوم 10 - 08 - 2010

اتهم الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله اسرائيل بالوقوف وراء اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مساء امس، في ضاحية بيروت الجنوبية، معتبراً أنها «دخلت على خط خصومة سياسية كانت بين الحريري والحزب»، واعطى «معطيات» عن «مصلحتها ودوافعها وامكاناتها للقيام بذلك»، مستعيناً باعترافات ل «عملاء لإسرائيل قاموا بعمليات استطلاع ميدانية لحركة شخصيات سياسية وحزبية لبنانية من غير حزب الله ونقلوا مجموعات الى لبنان بقوا لأسابيع وعادوا عبر البحر كما ادخلوا حقائب سوداً تحمل اسلحة ومواد لوجستية وسيطروا على الهاتف الخليوي»، واوقفوا خلال عامي 2009 و2010»، سائلاً عن سبب عدم استجوابهم من قبل لجنة التحقيق الدولية.
وبعد ان كشف عن الطريقة التي نفذ بها «حزب الله» عملية انصارية من خلال التقاط الصور التي تبثها طائرة «ام كا» مباشرة الى غرفة عمليات اسرائيلية، قال إن الحزب عاد الى ارشيفه، الى افلام التقطها من طائرات استطلاع اسرائيلية فوق بيروت واكتشف انها «لحركة الرئيس رفيق الحريري».
عاد السيد نصرالله في مستهل مؤتمره الى «حادثة الثالث عشر من أيلول (سبتمبر) سنة 1993، يومها كان توقيع اتفاق أوسلو ونظم حزب الله تظاهرة في الضاحية الجنوبية عارضتها الحكومة برئاسة الرئيس الحريري، وأطلقت النار وسقط 10 شهداء و50 جريحاً وحصل توتر سياسي مع الرئيس رفيق الحريري ودخل الإسرائيليون على هذا الخط ومن خلال أحد عملائهم الذي اتصل بالرئيس الحريري عبر أحد مساعديه وعمل على إقناعه بأن حزب الله يريد اغتياله ووجه الاتهام الى الحاج عماد مغنية».
وعرض تسجيل صوتي لاعترافات العميل نصرالله. وقال: «هذا شاهد على بدايات التلفيق الإسرائيلي وإشباع ذهن الرئيس الحريري بهذا الأمر، بطبيعة الحال نفترض ان الرئيس الحريري أبلغ آخرين غير اللواء غازي كنعان لأن هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه وهكذا تمكن الإسرائيلي ان يزرع في أذهان كثيرين وجود مؤامرة من هذا النوع. ووجدنا أن الإسرائيليين في 14 شباط 2005 سارعوا الى اتهامنا منذ البداية وبقوا على هذا الاتهام وصولاً الى دير شبيغل وما بعد، ما بعد دير شبيغل وسمعتم التعليقات الإسرائيلية الأخيرة حول هذا الموضوع».
ثم عرضت «عينات من الاتهام الإسرائيلي لحزب الله».
قدرات اسرائيل ودوافعها
وفي محور اتهام اسرائيل باغتيال الحريري قال نصرالله: «اولاً اسرائيل تملك القدرة ولسنا في حاجة الى الاستدلال أن اسرائيل تملك القدرة على تنفيذ عملية مشابهة وتاريخ العدو حافل بالعمليات التي استهدفت قيادات في لبنان والخارج، والساحة اللبنانية افضل ساحة لها بعد الساحة الفلسطينية. جغرافياً هناك حدود وساحل طويل، ونذكر كيف يدخلون عبر الشواطئ اللبنانية ويبقون اسابيع. العدو الاسرائيلي يملك القدرة والفرصة، واليوم يتبين لنا أن لديه الوفرة من العملاء، وما لم يكشف اعظم».
وأضاف: «المصلحة والدافع، هذا تحليل سياسي مبني على قطعيات. الكل يعلم ان عداوتها للمقاومة قوية ومريرة وشديدة وخصوصاً حزب الله، ولإسرائيل ايضاً عداوة مع سورية لأنها ترفض تسوية بشروط اسرائيل وتتمسك بحقوقها وتحمي المقاومة في فلسطين وفي لبنان وبكل صدق ليست مشكلة اسرائيل مع سورية إنها تدير لبنان او تمارس وصاية عليه، بل مشكلتها معها أنها كانت تساند وتدعم حركات المقاومة وانا اعلم وذكر لي شخصياً الرئيس الاسد قبل صدور القرار 1559 أن قائداً عربياً زاره وقال له ان اميركا والمجتمع الدولي لا يمانعان بقاء قواتك في لبنان. بل ليس لديهم مشكلة بأن تتجاوز قواتك نهر الاولي وصولاً الى الحدود لكن بشرطين الاول ان تنزع سلاح حزب الله وان تنزع سلاح المخيمات، واجاب الرئيس الاسد ان المقاومة في لبنان هي جزء من الأمن القومي الاستراتجي الذي لا يمكن احداً ان يتساهل فيه، وان اسرائيل اجتاحت لبنان ولم تتمكن من نزع سلاح المخيمات. وهذه الاجابة تعني لا». وزاد : «هذا قبل صدور القرار 1559، وصار لازم ان يحصل في لبنان حدث ضخم يمكن توظيفه لتنفيذ هذه الغاية فكان الزلزال الكبير في 14 شباط 2005، اغتيال الرئيس الحريري واستخدم لإخراج سورية من لبنان والآن يستخدم للضغط على المقاومة ومحاصرتها».
الاستطلاع الجوي
واضاف: «عندما يريد العدو ان ينفذ عملاً امنياً يعتمد عناصر عدة اولاً الاستطلاع الجوي وطائرة «أم ك» خصوصاً فيستطلع الاماكن والطرق والمواكب وحركة الافراد والتجمعات والتحصينات وانتشار القوات المسلحة. ثانياً السيطرة الفنية، اجهزة تنصت ومراقبة وكاميرات وصولاً الى الافادة القصوى من الهواتف الخليوية، ثالثاً الاستطلاع الميداني من خلال عملاء او جواسيس او كومندوس اسرائيلي ينزل على الارض يستطلع ميدانياً لأنه يؤمن معلومات دقيقة احياناً لا تتوافر من الجو، ورابعاً العنصر اللوجستي وادخال متفجرات وصولاً الى التنفيذ».
وفي القرائن والمعطيات قال: « هل لاسرائيل نشاط عمليات ام لا على الساحة اللبنانية؟ البعض كان يتعاطى على انه ليس لديها اي نشاط وكانت الاتهامات توجه الى سورية او حلفائها.. عندما نجيب على هذا السؤال يمكننا ان نقرأ ونصل الى مكان ما في فهم عمليات الاغتيال والترابط الذي كان قائماً بينها خلال السنوات الماضية».
وبدأ بالحديث عن عينات من العملاء : العميل فيليبوس حنا صادر، كان يستطلع حركة رئيس الجمهورية وقائد الجيش، وقال: « لو توقفنا قليلاً عند المهمة التي قام بها، يجب ان نذكر ان الاستطلاع الميداني خطوة تسبق التنفيذ. وهنا مسألة مهمة جداً عندما تشاهدون شريط اغتيال الرئيس الحريري هو الشاطئ البحري. لذلك طلب من العميل ان يمضي مشياً ليرى منزل الرئيس سليمان ويرى كم يستهلك من الوقت ثم بالسيارة. هل هذا للفكاهة ام تحضيراً لشيء؟ هذا العميل استطلع تفصيلياً اليخت التابع لقائد الجيش. لماذا؟ لزرع عبوة مثلاً. اريد ان أؤسس على هذا لننتبه الى اعترافات العملاء ومهماتهم؟ لماذا لم تأت لجنة تحقيق دولية لتسألهم لعلها تجد رابطاً بين هذا العميل وعملاء آخرين.
ثم عرضت معلومات عن عميل ثان هو سعيد طانيوس العلم، «كان مكلفاً رصد تحركات سعد الحريري وسمير جعجع، وتحديد حركة بعض السياسيين الى مقاهي منطقة جبيل، بدأ العمالة عام 90 19 واوقف عام 2009. وقال نصرالله: «لماذا تستطلع اسرائيل الرئيس الحريري، والدكتور سمير جعجع؟ هذا يجيب عن لماذا القتل في قيادات 14 اذار، الهدف هو ان يحسن توجيه الاتهام الى المستهدف سورية. السياسيون الذين يذهبون الى مقاهي جبيل ليسوا محمد رعد ولا الشيخ نعيم قاسم، بل اغلبهم من 14 اذار؟ ما طابع هذا الاستطلاع؟».
العميل الثالث محمود رافع بدأ العمالة سنة 1993 واوقف سنة 2006 ابرز اعترافاته المشاركة في عمليات اغتيال علي ديب وجهاد جبريل وعلي صالح والأخوين مجذوب والمشاركة في زرع عبوات كعبوة الناعمة والزهراني. وقال نصرالله: «العميل رافع استهدف قياديين في المقاومة واعترف بذلك، والمحكمة العسكرية اصدرت حكم الاعدام به وهو اعترف بكل الجرائم التي ارتكبها لكن اتوقف عند نقطتين: عبوة الزهراني، نحن نعتقد ان العبوة التي وضعت في آخر عام 2005 وفككتها مخابرات الجيش كانت تستهدف الرئيس بري. العميل لا يعرف ذلك انا اصدقه لأنه يزرعها فقط لكن بعد تنفيذها يعرف. هذه العبوة كانت على درجة عالية من الجدية والخطورة وتقريرها موجود وهي اسرائيلة مئة في المئة وباعتراف محمود رافع وشهادة العبوة نفسها وهذا يؤشر الى ان الاسرائيلي الذي برأينا قتل الرئيس الحريري السني بدايات عام 2005 ولم تنجح الفتنة، خطط لقتل الرئيس الشيعي من اجل الفتنة. اتمنى ان تبقى عبوة الزهراني في البال. والأمر الثاني، هو اعتراف محمود رافع باستقبال وايواء ونقل مجموعات اسرائيلية كان يدخلها ولا يعرف ماذا تفعل واين تذهب وتبقى مدة من الزمن ثم تنقل الى البحر او الى حافة الشريط الحدودي. هل جاءت لجنة التحقيق الدولي لتسأل محمود رافع ماذا كانوا يفعلون خصوصاً في ذلك العام الذي شهد كمية كبيرة من الاستهدافات؟».
العميل ناصر نادر بدأ العمالة عام 97 19 اوقف عام 2009 ابرز اعترافاته المشاركة مع المجموعة المنفذة لاغتيال الشهيد غالب عوالي. وقال نصرالله: «هذا عميل مشارك تنفيذي لا ادري اين وصلت التحقيقات معه وهو مسلم شيعي مقيم في جل الديب. عندما استشهد الاخ غالب عوالي صدر بيان باسم جند الشام يتبنى عملية اغتيال الشهيد عوالي وهذا من صغر عقل الاسرائيلي ليقول لنا بأن تنظيماً سنياً قتل كادراً في المقاومة».
العميل فيصل مقلد بدأ العمالة 2003 واوقف عام 2006 ابرز اعترافاته نقل عناصر تنفيذية للعدو عبر البحر ذهاباً واياباً. نقل حقائب سوداء ولوجستية. وقال نصرالله: «هذا العميل وغيره كانوا يعترفون بأنهم تسلموا حقائب سود فيها متفجرات او اسلحة ويضعونها في اماكن معينة وثم يعودون الى اماكن ليضعوا حقائب اخرى».
العميل اديب العلم بدأ العمالة 1994 واوقف عام 2009 قام بعمليات تصوير ومسح لأغلب المناطق وشارك مع زوجته في اعمال استطلاعية لمصلحة عملية اغتيال الأخوين مجذوب».
المطلوب قراءة لحركة العملاء
وقال نصرالله: «هؤلاء العملاء لديهم هذه الاعترافات وهم لدى الاجهزة الامنية اللبنانية وادعو ان تقوم جهة ما بجمع كل اعترافاتهم ورسم خريطة لهم والقيام بقراءة معمقة لحركة العملاء النشطة سواء على مستوى المعلومات او العمليات ومن يريد الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري وكل العمليات الاخرى يجب ان يبدأ من هنا وليس من شهود زور».
وفي ملف الاتصالات قال: «في ضوء اعتقال عملاء مهمين من قطاع الاتصالات يتأكد ان العدو سيطر بشكل كامل على هذا القطاع. ومن خلال الخليوي يستطيعون ان يتنصتوا على اي شخصية وتحديد مكانها اذا ارادوا ان ينفذوا عملية اغتيال».
الكشف عن عملية انصارية
وقال نصرالله: «وهنا نأتي الى الفقرة الحساسة جداً، موضوع الاستطلاع الجوي وهو حجر الزاوية في كل ما تقوم به اسرئيل في لبنان. الاسرائيلي لديه قدرة معروفة وعالية في هذا المجال، لديه طائرات تستطلع وتقود وتنفذ والعدو من اهم الدول المصنعة لطائرات الاستطلاع ويبيعها ولديه تطور تقني عال جداً. يقوم بتصوير الاماكن المستهدفة والمواكب والطرق ويعتمد الاستطلاع الجوي كحجر زاوية يستكمل احياناً ببعض الاستطلاع الميداني. السر الذي نريد ان نكشفه للرأي العام، لكن نعتقد بعد عملية انصارية كان لاسرائيل تحليل وتقدير وقامت بإجراء. قبل عام 97 تمكنت المقاومة الاسلامية في الجنوب من التقاط، من خلال جهد فني، بث طائرة استطلاع وهي تقوم بالتصوير في امكنة معينة في جنوب لبنان وترسل صورها مباشرة الى غرفة العمليات لدى العدو في فلسطين المحتلة. تمكن الإخوة من الدخول الى خط الارسال واصبحت هناك امكانية ان يصل الفيلم في الدقيقة نفسها الى غرفة عمليات المقاومة وهذا كان انجازاً فنياً لشباب المقاومة. احتفظنا بهذا الأمر لأنفسنا وبالصور. كانت البداية صعبة وقراءتها بحاجة الى تخصص واحتراف وتحتاج الى معرفة مباشرة بالارض او الى صور صناعية تأتي بصورة الفيلم وصورة صناعية لمطابقتها. بعد عملية انصارية اتخذ العدو اجراءات وقام بتشفير البث، وحينها كنا نواجه مشكلة فك التشفير، واحياناً من دون تشفير نفهمها. بعد هذه المقدمة التقط الإخوة صوراً جوية لطائرة الاستطلاع تصور من الشاطئ باتجاه البساتين تمشي خلف طرق معينة الى ان تصل الى طريق زفت يؤدي الى بلدة انصارية. في البداية لم نكن نفهمها لكننا لأننا ابناء الجنوب عرفنا. تمت معرفة المكان الذي تستطلع طائرة العدو الطرق التي تركز عليها وحللنا هل يقوم بعملية في هذه المنطقة؟ افترضنا ذلك على هذا الطريق وصولاً الى ذاك المكان فنصبنا كمائن عدة وبقي اخواننا اسابيع عدة وفي ليلة ليلاء مظلمة في 5 ايلول 97 جاء كومندوس اسرائيلي نزل بالبحر ومشى في الطريق المستطلع وصولاً الى المكمن الذي اعده الإخوة فتم تفجير العبوات ويبدو انهم كانوا يحملون عبوات فقتل 12 وجرح اثنان وبقي واحد تكلم مع الاسناد وجاء الاسناد. طبعاً في ذلك الوقت كانوا يملكون الرؤية الليلة وسحبوا الاجساد وبقيت لنا بعض الاشلاء. وعرض فيلم عن العملية.
ارشيف «حزب الله»
واضاف: «بعد هذا العرض ادخل الى ما يرتبط بموضوع الرئيس الحريري، بعد استشهاده قمت بزيارة عائلته في قريطم وطلبت العائلة مني ان يساعد حزب الله في التحقيق ضمن الامكانات المتوافرة وشكلنا في هذا الحين لجنة مشتركة من قياديي الحزب ومثل العائلة السيد وسام الحسن قبل توليه مسؤولية المعلومات وتمت قراءة مسرح الجريمة وقدمت الى اللجنة معطيات حول تحركات الرئيس الحريري والمواكب والأماكن التي كان يقصدها واعدت حينها دراسة اولية ثم حصلت تطورات سياسية في البلد وانتهى الأمر عند هذا الحد. ذهب البلد الى اتهام سورية والضباط والنظام الامني اللبناني السوري المشترك الى ان جاء موضوع ديرشبيغل وكشف شهود الزور وبدأ يسير الاتهام بالاتجاه الجديد.
وقال: «من جملة الافكار التي طرحت لجنة شكلناها ان لدينا ارشيفاً بعضه واضح ولكن لم نكن نتابع لأن اولويتنا كانت مراكز المقاومة. وقلنا لنبحث في الارشيف قبل عام 2005 ونطابق حركة الرئيس الحريري وهل هناك استطلاع لأماكنه وهل هناك ما له طابع تنفيذي وبقينا نعمل لمدة سنة وما زلنا نقرأ المزيد من الأفلام. ووصلنا الى نتائج مهمة جداً».
ثم عرضت مشاهد لطائرات الاستطلاع اغلبها فوق مدينة بيروت، في اوقات متعدددة وعلى مدى زمن منذ 99 الى 2005 وقال: «ستلاحظون ان المكان الذي يتم استطلاعه يتم من زوايا مختلفة وهذا ليس على سبيل الصدفة او جمع المعلومات انما عندما يقارب بعض المنعطفات من زوايا متعددة يعني ان له بعداً تنفيذياً. ما سنعرضه يرتبط بمدينة بيروت، ثم بمنتجع الحريري في فقرا، وكذلك مدينة صيدا. وستجدون ان الاسرائيلي يهتم بالمنعطفات وبخاصة في بيروت والطريق الى فقرا لأن السيارات المصفحة تخفف الحركة عند المنعطفات وهذا يسمونه المقتل. وارجو ان تركزوا على المنعطفات القريبة من الشاطئ».
واضاف نصرالله: « في ما شاهدناه، لدي سؤال كبير: في كل هذه المناطق هل تعرفون مراكز لحزب الله او منازل لقيادييه؟»
وعرض تقرير عن رصد الطريق الى فقرا. وقال: «هي طريق الزامي للوصول الى فقرا وعادة كان يسلكه الرئيس الشهيد، في تلك المنطقة ليس هناك من المقاومة من يقيم هناك او يتردد الى المنطقة او يستخدم تلك الطريق لنقل عتاد، اذاً لمن يستطلع هذا الكوع والطريق وله ميزات من قربه من الشاطئ؟». ثم عرض تقريراً عن استطلاع مدينة صيدا من قبل الاولي ومن قبل الجية وصولاً الى الاولي وصيدا وصولاً الى محيط منزل شفيق الحريري ثم تستطلع المنزل من زوايا متحركة».
وقال نصرالله بعد عرض الفيلم: « نحن نعتبر هذه الصور والافلام والمتابعة في ازمنة متعددة وزوايا متعددة لا يمكن ان تكون على سبيل الصدفة، والقرينة: الحركة الجوية للعدو يوم الاغتيال، وفي يوم من الأيام اذا واجهنا تحقيقاً جدياً ومسؤولاً اكشف سراً، نحن لدينا معطيات مؤكدة ترتبط بحركة العدو الإسرائيلي في 14 شباط 2005 ومعروف ان طائرة الاواكس حين تتواجد مقابل الشاطئ اللبناني انها مجهزة للتجسس والرصد».
ثم عرض فيلماً عن تحليق طائرة اواكس وطائرات حربية قبل ساعات من اغتيال الرئيس الحريري من صيدا الى جونية رافقه تحليق سرب حربي من الساعة 9 وحتى الساعة 11 و 15 دقيقة. وقال: الانفجار حدث الساعة 12:56، وبعد الانفجار بيوم واحد رصد تحليق طائرة تجسس من صور الى بيروت وذلك من الساعة 11 حتى الساعة 2 بعد الظهر. ودعا الى طلب «جدول بالحركة الجوية الاسرائيلية من اي جهة دولية او من دول صديقة لديها رادارات تسجل وترصد كل الحركة ويمكنها التأكد من صحته، ونحن متأكدون من صحته». وقال: القرينة الاخيرة ترتبط بأحد العملاء التنفيذيين اسمه غسان جرجس الجد وكانت له علاقة آوى مجموعة تنفيذية كانت لها علاقة باغتيال غالب عوالي او الشهيد علي صالح، ومرتبط بأعمال تنفيذية ونحن حصلنا على دليل يؤكد انه كان متواجداً في منطلقة العملية في 13 شباط عام 2005، جمعنا معلومات عنه قبل مدة وسلمناها الى الأجهزة الأمنية اللبنانية ولكن هذا العميل فر من لبنان قبل ان تقوم الأجهزة الأمنية باعتقاله».
وقال: «لا ادعي انني اقدم دليلاً قطعياً، بل مؤشرات واسئلة تفتح المجال للتحقيق واذا كان هناك من يريد الوصول الى الحقيقة يأخذ المعطيات ويفتح الباب للتحقيق مع الاسرائيلي. هذا بعض ما عندنا ونحتفظ بالبقية لزمن آخر لأن الزمن غادر. انا ملتزم بالتهدئة، ولا اقارب موضوع التحقيق».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.