تمحورت المواقف السياسية أمس حول ملفي الشغور الرئاسي، والتعيينات العسكرية. وفي هذا الإطار قال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، بعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب: «استعرضنا الملف الرئاسي وكيفية إيجاد الحلول له، باعتبار أن هذا الموضوع يؤثر في كل الحياة اللبنانية». وأكد مكاري أن «الملف الرئاسي إلى الآن معقد، وعراقيله موجودة بأكثريتها في الداخل، وقسم منها في الخارج، وفي بعض الأحيان يكون الداخل والخارج مترابطين، ما يصعّب إيجاد الحلول»، آملا من كل القيادات، في أي موقع سياسي كان «النظر إلى مصلحة البلاد، التي تفرض علينا انتخاب رئيس». وعمن يضع العراقيل أجاب: «هناك فريق من اللبنانيين، يعتبر أن الرئاسة حق شخصي، أو شعبي بالنسبة إليه، بينما هناك فريق آخر يدعي وقوفه مع طرف، في حين أنه لا يؤيده في الواقع». وعما إذا كان تأجيل تسريح اللواء محمد خير هو باب للتمديد لقائد الجيش، رأى أن «موضوع التمديد للقيادات الأمنية أمر حساس»، وقال: «لكن حين يصل الأمر إلى قيادة الجيش المرتبطة بوجود رئيس للجمهورية، الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فلا يجوز بالتالي، أن يتم تعيين قائد جيش جديد، إذا كان رئيسه الأعلى غير مشارك في تعيينه، وهناك وجهة نظر أخرى تقول إنه حين ينتخب رئيس جديد للجمهورية، بإمكانه تعيين قائد جيش جديد، ولكن في ظل الأوضاع الأمنية، التي نعيشها، لا يستطيع أي قائد جديد للجيش استيعاب المسؤولية الملقاة على عاتقه لفترة قصيرة»، متمنياً «انتخاب رئيس جديد في الأشهر المقبلة، يقوم بدوره بتعيين قائد جيش جديد»، معتبراً أن «المفضل حالياً أن يستمر صاحب الخبرة، الذي أثبت قدرته إلى حين الفرج بملء سدة الرئاسة». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني أن «منطق انتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أو الاستمرار في التعطيل والفراغ هو كلام معيب»، مجدداً دعم تيار المستقبل ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ومؤكداً أن «ترشيح فرنجية خطوة لم تكن سهلة على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لكنه قرر الخوض فيها للمساهمة في إنهاء الفراغ». وأكد أن «تيار المستقبل مع إعادة انتخاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي في أي انتخابات جديدة». ولفت عضو الكتلة ذاتها النائب جمال الجراح إلى أن موقف تيار المستقبل واضح بالنسبة إلى ملف رئاسة الحكومة، واعتبر أن «تسمية رئيس الحكومة عمل ديموقراطي وليس منة من أحد»، ورأى أن «ليس هناك مبادرة بكلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله إنما مقايضة بمسألة لا يمتلكها والحل يبقى بالخضوع للدستور». وأشار إلى أن الحوار الثنائي مع «حزب الله» «فشل في محاولة الوصول الى انتخاب رئيس حتى الآن، لكنه بالمقابل نجح في تخفيف الاحتقان المذهبي». وسأل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي: أيعقل ان يكون هناك بلد من دون رأس، أي رئيس للجمهورية منذ فترة طويلة؟ الحكومة لا تتمكن من أن تقوم بواجباتها كما يقول عنها وزراؤها، حكومة مشلولة ضعيفة ومجلس نيابي عطل التشريع فيه إلى أن نتمكن من انتخاب رئيس»، ورأى انه «لا يمكن أن تصلح الأمور بين كل التيارات السياسية والأحزاب والطوائف في لبنان إلا من خلال لغة الحوار وطاولة الحوار التي نرغب من خلالها أن نلتقي مع الجميع ونتحاور مع الجميع لنتمكن من الاتفاق على حلول في هذا الوطن، وما اقترحه الرئيس بري بما سمي بالسلة على مستوى الحل الوطني أنا أقول لكم إنها ليست سلة، فلبنان لا يمكن وضعه في سلة»، مؤكداً أن «هذه خطة لإنقاذ الوطن وإنقاذه يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع». وشدد على «ضرورة الاتفاق على حكومة وعلى رئيس حكومة، لأنه في فترة سابقة انتخبنا رئيساً للجمهورية واختلفنا على الحكومة لفترة طويلة من الزمن، والنقطة الأهم هي قانون الانتخابات، ونحن نقول لا يمكن أن تتحقق العدالة في هذا الوطن إلا بتطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على انتخابات لاطائفية ولامذهبية، بل بإنشاء مجلس نيابي وطني مع تشكيل لمجلس الشيوخ».