لم يطرأ أي خرق في تحرك المبادرة التي تطرح اسم رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية فيما الأنظار تستطلع المساعي الجارية على خط الرابية التي تبقى على موعد منتظر مع فرنجية لم يتضح توقيته، وكان تردد انه سيزورها أمس، إلا أن المكتب الإعلامي لرئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، أكد أن «الزيارة لن تحصل اليوم ولا إلغاء لأي من المواعيد». وعاد الى بيروت أمس وزير العدل أشرف ريفي والنائب في كتلة «المستقبل» أحمد فتفت بعد اجتماعهما مع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري في الرياض. وعلمت «الحياة» أنهما عرضا وجهتي نظرهما حيال ترشح فرنجية للرئاسة ووضعا موقفيهما في عهدة الحريري، الذي أكد لهما أن البلد لم يعد يحتمل استمرار الفراغ في سدة الرئاسة وأنه لا بد من الوصول الى تسوية لوقف الانهيار الذي يتهدده. وابلغ الحريري ريفي وفتفت أن ترشيحه فرنجية نابع عن قناعة وهذا هو المخرج الوحيد للخروج من دوامة الفراغ من أجل التعاون لإنقاذ البلد. والتقى عون الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال: «قدمنا واجب التعزية بوفاة شقيقه بسبب وجودي خارج لبنان الأسبوع الفائت. وتحدثنا عن المواضيع الشائكة وكيفية الخروج من الأزمة. واستحوذ الاستحقاق الرئاسي على قسم كبير من الحديث». وتمنى وزير الزراعة أكرم شهيب «اجتياز العراقيل لنجاح التسوية وانتخاب رئيس «تيار المردة» رئيساً لما يحمل من صفات ومزايا وطنية». وقال بعد زيارته فرنجية: «العقلاء كثر في لبنان، والأمل ان نصل الى حل ويكون لدينا رئيس في اقرب وقت وان شاء الله تكون عيدية للبنانيين». درباس: رشح فرنجية ولم يفرضه وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان «الرئيس الحريري قال ما لم يقله أحد من أقطاب 14 آذار، فهو أعلن انه يوافق على فرنجية المنتمي الى 8 آذار والصديق الشخصي للرئيس السوري بشار الاسد»، معتبراً ان «عند هذا الحد يجب ان ينتهي دور الحريري بانتظار الأجوبة وليس مسؤولاً عن الترويج للمبادرة خارج إطار تياره لأنه اذا تمادى في الترويج سيقال لن نقبل بفرنجية مرشح الحريري وفي ذلك إهانة لفرنجية والحريري ومركز الرئاسة». ورأى درباس ان «الحريري لم يختر رئيس الجمهورية ولم يفرض مرشح المسلمين على المسيحيين، بل أعلن انه موافق على أحد الأقطاب المسيحيين الأربعة وهو بذلك حرك الماء الراكد في هذا الملف». وشدد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على «أهمية الشراكة بين مكونات المجتمع اللبناني وفي التجربة لا يمكن لفريق إلغاء الفريق الآخر»، آملاً ب «انتخاب رئيس قوي وممثل حقيقي للشعب ككل وللمسيحيين خصوصاً». وبحث الرئيس أمين الجميل مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، تطورات الملف الرئاسي و«القلق على مستقبل لبنان، وضرورة معالجة موضوع اللاجئين السوريين». الكتائب: الموقف لا يبنى على الشخص ورأى حزب «الكتائب» في «المداولات الرئاسية الحاصلة، إعادة لترتيب الأولويات لملء الفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية». وأكد في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي برئاسة النائب سامي الجميل، أن «الكتائب يبني مواقفه على المشروع الذي يعلنه المرشحون وليس على شخص المرشح شرط أن تكون الرؤية شاملة للمبادئ الوطنية والتوافق الذي ينسجم مع مبادئ الحزب وسياسته ونضاله». وفي المواقف اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن «بداية الجهد الإيجابي يجب أن تكون ملء الشغور في موقع الرئاسة الأولى فننتخب رئيساً يعيد تفعيل عمل المؤسسات الدستورية وتنظيم الخلافات في ما بيننا». وأكد لإذاعة «الشرق»، «أننا حتى اللحظة لا نتحدث عن تسوية إنما عن بوادر مبادرة يطلقها الرئيس الحريري وهي لم تعلن رسمياً ولم تكتمل عناصرها». وقال رداً على سؤال: «حين يطرح الرئيس الحريري مبادرة كهذه فنحن لا نقول المطلوب من القوى السياسية أن تلغي أفكارها، لكن لا بد من نقاط إلتقاء. نحن مع فرنجية، في الماضي اتفقنا على أمور معه واختلفنا في أمور وهو ليس في تموضع الحليف، لكن القادة الموارنة هم الذين اختاروا هذه الأسماء الأربعة وهم الذين قالوا إذا كانت الفرصة غالبة لمصلحة أحدهم يسير الآخرون بها، وبالتالي ليس الرئيس الحريري من أتى باسمه خارج هذا السياق لأن فرنجيه بما يمثل سيقوم بنقاش معين والآخرون يقومون بنقاش مماثل». وأوضح «حتى هذه اللحظة لم يعلن الرئيس الحريري طرحاً محدداً بعد، وحتى يتم طرح كهذا نكون قد وصلنا الى تفاهمات معينة». ولفت عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا الى ان «القوات لم تعترض على ترشح النائب فرنجية، نحن طرحنا تساؤلات سياسية». وأكد انه «حتى اللحظة الدكتور سمير جعجع ما زال مرشح القوات، واذا أرادت 14 آذار سحب ترشيحها له لا يعني سحبه من قبل القوات»، وقال: «اننا ننتظر التوضيحات، وبناء عليها نعلن تأييدنا او رفضنا لفرنجية». ولفت الى انه في «مفاضلة بين عون وفرنجية، عون لديه الأحقية بالترشح على فرنجية نظراً الى نقاط عديدة، ولن نذهب لترشيح عون للرئاسة». وقال: «نتمسك ب«14 آذار» وبالاعتدال السنّي وبالحريري كرمز للاعتدال، ولكن إذا انتخب فرنجية رئيساً سنعيد النظر بأهداف هذا التحالف». «لوقف التعرض لقيادات 14 آذار» وعلى اثر «التسوية الرئاسية» المطروحة، وبعد الاعتراضات عليها، خصوصاً داخل قوى «14 آذار» وما خلّف ذلك من «تشنجات» بين الحلفاء، اصدرت الأمانة العامة ل «القوات اللبنانية تعميماً طلبت فيه عدم التعرض لقيادات «14 آذار». وجاء في البيان: «وردت في الساعات الأخيرة تصريحات بعض الرفاق والمناصرين على مواقع التواصل الاجتماعي في شكل يتعرّض لقيادات «14 آذار». لذلك، نحذر المحازبين ونتمنى على المناصرين عدم التعرض لقيادات «14 آذار» وتحديداً الرئيس سعد الحريري على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي». وطلب «تيار المستقبل» من مناصريه في بيان «تجنّب الانجرار الى السجالات في شأن المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً جمهور «القوات اللبنانية» وتفادي التعرض لأي من قيادات «14 آذار».