لفت الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام الى انه «ليس صدفة ان يكون لبنان مستقراً خلال خمس او ست سنوات من الحرب من حولنا، وخصوصاً في سورية»، معتبراً ان «هذا أمر مهم جداً ويجب الحفاظ عليه، ولو لم يكن هناك رأس يدير هذه الامور بشكل جيد وبحكمة لكان اختل هذا الاستقرار»، منوهاً بالدور «المهم جداً الذي يقوم به سلام ومن المؤكد أنه يساهم بشكل كبير جداً في حفظ الاستقرار في البلد». وأوضح سليمان ان البحث تطرق الى «مواضيع الجيش والامن والتعيينات الامنية، وصولاً الى المواضيع المتعلقة بشؤون الناس الحياتية، وتوصلنا الى قواسم مشتركة هي ضرورة اللجوء الى القانون والدستور بشكل دائم، ولا يمكننا أن نقول إنه اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية أصبح بالامكان تجاوز القوانين»، مشدداً على ان «كل من يعرقل انتخاب الرئيس سيتحمل مسؤولية أمام التاريخ». وقال: «عقدت 43 جلسة لانتخاب الرئيس، وأحياناً تكون الرهانات على الاتفاق النووي او معركة حلب او التدخل الروسي، رهانات لا تفيدنا بشيء، يجب ان نعود الى لبنانيتنا ومسؤوليتنا. ولبنان بصيغته الميثاقية نجح في هذه الفترة نجاحاً كبيراً في حين لم تنجح الدول المحيطة، على مستوى الامن والاستقرار وأداء المؤسسات الأمنية واجبها وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي يحيطه الرئيس سلام بعناية لصيقة». واعتبر ان «الدستور الميثاقي أعطانا الكثير من الفرص في وقت يحصل تطهير عرقي ومذهبي وتهجير في الدول المحيطة». ورأى ان «لبنان واحة سلام يطمح الكثيرون للجوء اليها، وأظهر الكيان اللبناني انه ثابت وان اللبنانيين مرتاحون بعضهم الى بعض والى الشراكة التي يعيشونها، والرئيس سلام على رغم العواصف التي يتحدث عنها والانتقادات والملاحظات التي يعبر عنها يقود السفينة عبر الموقف والرأي وعبر الوزراء الموجودين الذين يمكن ان يكونوا الى جانبه دائماً». وعن التمديد لقائد الجيش، شدد على انه «في الاساس مع التعيين، وفي المرة الماضية كنا كذلك، ولكن لم يتوصل وزير الدفاع الى تأمين التعيين لأنه يحتاج الى ثلثي الاصوات، وهذا بذاته أمر صعب في الايام العادية، فاذا توصل الى اتفاق يمكن ان يتم التعيين على رغم انه بالنسبة الينا اسهل الطرق واقصرها هو انتخاب رئيس، ولا يجوز ان نحصر كل الهم في التمديد او التعيين، وهناك خلاف على الحلين. مرت سنتان ونصف سنة، أي بمثابة نصف ولاية تقريباً ونحن نتلهى بكل الامور ما عدا الرئاسة. من يطالب بالتعيين الآن لديه الحق مئة بالمئة، لكن فلننتخب رئيس جمهورية وهو الذي يعين قائد الجيش. حتى لو حصل تمديد اضطراري يستطيع رئيس الجمهورية القيام بتعيين جديد في مجلس الوزراء». واستبعد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أن تُحدث جلسة الحوار المقبلة في 5 أيلول (سبتمبر) المقبل أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية، لأن مناقشات جلسات «الثلاثية» لم توحي بذلك، ولأن الظروف الآن لا تسمح بانتخاب الرئيس فهناك طرف سياسي داخلي لا يُسهّل إنجاز الاستحقاق ولديه حساباته واجتهاداته الخاصة، وقد يكون ينتظر تطوراً ما في أوضاع المنطقة». إلا أنه أشار إلى «وجود بنود في اتفاق الطائف لم تُنجز حتى الآن، ولا مانع من الاستفادة من الوقت للبحث فيها في سياق عمل تحضيري إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية». وقال مكاري ل «المركزية»: «لا يُمكن إقرار مجلس الشيوخ أو أي مشروع قانون آخر في غياب رئيس الجمهورية، لذلك يُمكن الاستفادة من الوقت والبحث في اقتراحات وتحضيرها لإقرارها في المستقبل إلى حين تحقق أمنية الرئيس نبيه بري بانتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية العام». وانضم عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت إلى مستبعدي انتخاب الرئيس قريباً وقال لإذاعة «صوت لبنان» إن «لا دخان أبيض ولا حلول في جلسة الحوار المقبلة إلا إذا أتت من إيران وحزب الله»، مشيراً إلى «إمكان حدوث تطور في مسألة قانون الانتخاب». ورجح أن «تجري الانتخابات النيابية في مواعيدها»، لافتاً إلى أن «تيار المستقبل قدم الكثير من أجل قانون الانتخاب كما الرئاسة وآن الأوان للأطراف الأخرى لتبادر». وجدد نفي «حصول تعديل في موقف تيار المستقبل لجهة دعم النائب سليمان فرنجية للرئاسة»، داعياً «الأطراف الأخرى إلى تقديم أطروحات جديدة»، معرباً عن «استعداد المستقبل لتبني أي طرح جديد يخدم التوافق الوطني». وقال عضو الكتلة نفسها عاطف مجدلاني بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده: «للأسف الشديد، حتى الآن لا نرى باب نور في موضوع الرئاسة وهو أولوية والمفتاح للمشكلات التي يعانيها لبنان اليوم، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي أصبح ضاغطاً جداً، ونحن على حافة كارثة اقتصادية، وكل هذا نتيجة المناخ السياسي الموبوء في غياب رئيس يمكنه أن ينظم المؤسسات الدستورية والحياة السياسية». وتوقف عند مسألتي اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ، وقال: «الطائفة الأرثوذكسية أصبحت من الطوائف المحرومة مما تستحق من مراكز في السلطة، وارتأى القيمون عليها العض على الجرح حرصاً منهم على مصلحة البلد. لكن إن كنا سنرجع إلى منطق العدد ومنطق تعويض الغبن ومنطق ما للطائفة الأرثوذكسية في مجال بناء لبنان واستقلاله، فمن البديهي أن يكون رئيس مجلس الشيوخ أرثوذكسياً». وأكد تأييد «ما ورد في الطائف والدستور». فضل الله: الحسم قد لا يأتي ونبه السيد علي محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة إلى أن لبنان «دخل مجدداً في مرحلة الترقب والانتظار لما قد تحمله جلسة الحوار المقبلة والتي يمكن القول من الآن إنها ستكون كسابقاتها، إن بقيت القوى السياسية على مواقفها، ولم تحرك ساكناً، ولم تعد النظر في مواقفها». وقال: «أصبح واضحاً، ومن المسلمات، أن الحلول بيد القوى السياسية إن أرادت ذلك، فلا حلول ترتجى من الخارج الغارق في اهتمامات لا يرى لبنان أولوية فيها. وإذا كان بعضهم يراهن على حسم هنا أو هناك، فإن هذا الحسم لن يأتي سريعاً، وقد لا يأتي».