وصف الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الشاعر حبيب الصايغ الآراء التي أطلقها الكاتب المصري يوسف زيدان عن حضارة شبه الجزيرة العربية، ب«المرتجلة وغير المسؤولة». وقال الصايغ في بيان للاتحاد: «لسنا في وارد الدفاع عن الحقيقة، لأنها ناصعة إلى الدرجة التي يصبح معها أي إنكار أو تشويه نوعاً من العمى أو الجهل أو سوء النية المبيت، الذي لا يجدي معه أي حوار، لكننا في حاجة إلى أن نتوقف عند ظاهرة مرضية بدأت تستشري على نحو ما في الوسط الثقافي العربي، وتحدث نوعاً من البلبلة الخطرة في ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى الحكمة والتبصر. وهذه الظاهرة أدنى ما توصف به أنها تهريج يراد به لفت النظر بأي طريقة من الطرق، ولو جاء ذلك على حساب الحق والحقيقة، ولو كان ثمنه التضحية بروح الأخوة التي تربط بين شعوبنا العربية، وهي آخر ما تبقى لنا في زمن التشرذم والضعف وانهيار القيم». وأضاف الصايغ: «ما نحتاج إليه هو التحلي بحس المسؤولية في البحث والتحليل وقراءة التاريخ، وعدم الانجرار وراء المغالطات، التي تم الترويج لها من أنظمة وتيارات وقوى تخوض شعوبنا الآن أشرس معاركها ضدها، ولا سيما ما يتصل منها بنظرية الهوامش والمراكز، التي تجاوزها الزمن، وكانت تعبيراً بغيضاً عن نزعات استعمارية عنصرية لم تجلب سوى الويلات والكوارث»، داعياً «إلى ضرورة التصدي لأية قضية تتعلق بالتاريخ في إطار علمي منهجي محكم، وضمن قواعد رصينة من التحليل، لا عبر تصريحات أو آراء مرتجلة بغرض إثارة الإعجاب أو لفت النظر». وقال: «نعتقد أن الوقت حان كي يتجاوز بعض المثقفين العرب مرحلة الارتجال إلى مرحلة البحث، وأن يدركوا أن مسؤولياتهم تتخطى طموحاتهم الشخصية الضيقة لتصبح مسؤولية سياسية واجتماعية وأخلاقية، ولا سيما في هذه المرحلة التي نبحث فيها عما يجمع لا عما يفرق، من دون أن نضحي بالحقيقة، والحقيقة في موضوعنا ثابتة وفوق كل الشبهات». وكان يوسف زيدان وصف عرب شبه الجزيرة العربية في مهرجان أقيم أخيراً في المغرب، بأنهم «سراق إبل». وأن المنطقة لم تكن فيها حضارة في يوم من الأيام.