في الوقت الذي استكملت فيه قوافل المشتين في منطقة عسير مسيرتها عبر رحلة البحث عن الدفء في مناطق الاستقطاب الشتوي وتزامناً مع إجازة الفصل الدراسي الأول، يصطدم المشتين بضعف الخدمات السياحية المقدمة سواء من المستثمرين السياحيين أو من قلة الأماكن المزودة بالخدمات البلدية، فلا زال كورنيش عسير الموعود على ساحل البحر الأحمر ينتظر النور منذ خمس سنوات ماضية، كما أن الرحلة التي أجبرت تلك القوافل في الاصطفاف وسط طرق مدينة أبها لتتجه عبر عقبتي شعار شمالاً وضلع جنوباً، تتفاوت تكلفتها عند البعض من الأسر فهناك الأسر ذات الدخل المحدود تكتفي بالنزول إلى أسفل عقبة ضلع والافتراش في وادي ضلع والاستمتاع بالأجواء الدافئة، في ظل وجود جزء من الخدمات التي تقدمها بعض المطاعم هناك، وعند منتصف الليل تعود إلى منازلها هذه الرحلة القصيرة لاتتجاوز تكاليفها 300 ريال للأسرة. ساحل عسير ينتظر أعمال الكورنيش أما الأسر التي خططت للإجازة فتواصل الرحلة حتى السواحل العسيرية وهذا ماعكس إشغال الفنادق والشقق المفروشة في مدينتي أبها وخميس مشيط؛ حيث شهدت ركوداً كبيراً بسبب موجة البرد التي دفعت عدداً من السكان للتوجه الى المناطق الدافئة، وهذا ما جعل نسبة الإشغال في الشقق السكنية والمنتجعات السياحية تصل إلى 100% مع إرتفاع الأسعار، كما أن الأسعار تختلف تبعاً لاختلاف المسكن، وعدد الغرف، ودرجته حيث بلغ سعر الشقة التي تحوي على غرفة ومطبخ ودورة مياه وصالة مابين 250 إلى 300 ريال، بينما بلغ سعر الشقة التي تحوي غرفتين ومطبخاً ودورة المياه 500 ريال، أما المنتجعات السياحية التي تكون قريبة من الشواطئ فأسعارها باهضة الثمن مع إن نسبة الإشغال فيها 100%. قرية رجال ألمع تستقبل السياح كما أن الأسعار في المنتجعات متفاوتة حيث يبلغ سعر الشالية ذي الغرفة الواحدة والصالة والمطبخ 500 ريال، بينما سعر الشالية ذو الغرفتين والمطبخ 700 ريال، والشاليه ذو الثلاث غرف ومنافعها 800 ريال، وهناك جلسات على البحر سعر الجلسة 30 ريالاً للساعة الواحدة بزيادة 30% عن الأوقات العادية، كما أصبح سعر الفلل ذات الدورين والمنافع بالإضافة إلى مسابح خاصة 1800 ريال لليلة الواحدة بزيادة 4 أضعاف عن الأوقات العادية، أما سعر الخيام على الشاطئ فإنها بالمقارنة بأسعار الشاليهات لا تعتبر غالية حيث يبلغ سعر الخيمة لليلة 100 ريال. جمال الطبيعة التهامية يفتقد الخدمات كانت هذه نسبة التشغيل لدى المستثمرين على سواحل تهامة فيما بلغ متوسط تكاليف تلك الرحلة لدى الأسر ما يقارب 4000 ريال وتزيد عند البعض، وطالب عدد من المشتين إلى المبادرة في إكمال البنى التحتية لمشروع كورنيش عسير الذي عبر عنه محمد سعيد الشهراني بقوله "طال انتظارنا لهذا المشروع منذ سنوات نسمع عنه ونقرأ، ولكن لم نشاهد ذلك على أرض الواقع.."، مضيفاً أن البرد في أعالي جبال السراة أجبر الأهالي للنزول إلى هذه السواحل كونها المتنفس الوحيد الذي يعني برحلة البحث عن الدفء، ونوه عبدالرحمن الأسمري، أن الخدمات على هذا الساحل لا زالت تعتبر إلى الآن متوسطة بعيداً عن الشقق، ولكن الخدمات الأخرى التي يحتاجها المشتي والتي تتمثل معظمها في المطاعم، فالمنطقة التهامية خصوصاً الساحلية لا زالت تحتاج إلى الكثير من المطاعم النظيفة، حيث لا يمثل هذه الخدمات سوى مطعم واحد أو اثنين وهي التي تجد الإقبال عليها أما البقية فهي بالفعل تفتقد إلى النظافة، وهذا ما يتضح عليها، مطالباً بلديات المناطق التهامية بتكثيف الرقابة على هذه المطاعم. الجدير بالذكر أن منطقة عسير أصبحت مهيأة للسياحة طوال العام ولم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط، كما أعطت النتائج الباهرة لنجاحات مهرجان عسير الشتوي خلال الأعوام الماضية في رجال ألمع، والقحمة، والحريضة، وعلى ساحل البحر الأحمر، ومحايل عسير وهي دلالات مؤكدة أن عسير تتميز بالسياحة المستدامة وتحظى بإقبال كبير من السياح. ضعف الخدمات على ساحل عسير