ستطغى المعارك التي اندلعت في جوبا والخوف من تجدد القتال واتساعه في جنوب السودان على محادثات القمة ال27 للاتحاد الأفريقي التي تُفتتح غداً في كيغالي. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، الجنوب أفريقية نكوسازانا دلاميني زوما إن «ما يحصل في جنوب السودان غير مقبول». ودعت الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار اللذين أعلنا وقفاً للنار، إلى «حماية» شعبهما» و «ألا يكونا سبب» معاناته. وطلب مجلس الأمن منذ بداية الأسبوع من دول المنطقة أن تكون على أهبة الاستعداد لإرسال مزيد من العناصر لتعزيز «قوة الأممالمتحدة في جنوب السودان» (مينوس). وسيشارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في قمة كيغالي، ويكرر الدعوة في هذا الصدد. وستوجَه أيضاً إلى رؤساء الدول الأفارقة الدعوة للانصراف مجدداً إلى مناقشة الأزمة في بوروندي، بعدما تراجعوا خلال قمتهم الأخيرة في كانون الثاني (يناير) عن إرسال قوة فصل قوامها 5 آلاف عنصر. وسينصرف الاتحاد الأفريقي إلى إيجاد وسيلة للضغط من أجل إحياء المفاوضات للخروج من الأزمة البوروندية. وما زالت حكومة الرئيس بيار نكورونزيزا ترفض التفاوض مع المعارضة. ويمكن أن تُطرح في قمة كيغالي نقاط أخرى ساخنة في القارة، مثل تجاوزات متشددي حركة «بوكو حرام» النيجيرية وعواقبها الإنسانية الفادحة وأعمال العنف الأخيرة في أفريقيا الوسطى أو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية. كذلك، يواجه الاتحاد الأفريقي مهمة معقدة، لأن القادة الأفارقة منقسمون حول خلافة رئيسة مفوضية الاتحاد بعد ولاية من 4 سنوات، والتي لا ترغب في الترشح مجدداً. ويعتري الغموض الانتخابات ذاتها، لأن عدداً كبيراً من الدول الأعضاء ترى أن المرشحين الثلاثة لخلافتها والذين طُرحت أسماؤهم، يتحدرون من بوتسوانا وأوغندا وغينيا الاستوائية، «ليسوا شخصيات معروفة كثيراً»، وتطالب بإرجاء الانتخاب. ولا تتوافر لأي من هؤلاء المرشحين الثلاثة، وزير خارجية بوتسوانا بيلونومي فنسون مواتوا، ونظيره في غينيا الاستوائية أغابيتو مبا موكوي والنائبة السابقة للرئيس الأوغندي سبيسيوزا وانديرا كازيبوي، الدعم الضروري على ما يبدو لتأمين أكثرية حول اسمه. لذلك، يمكن أن يرجأ الانتخاب إلى القمة المقبلة في كانون الثاني 2017 في أديس أبابا مقر الاتحاد الأفريقي. ويطرح اسما السنغالي عبدالاي باتيلي، المندوب الخاص للأمم المتحدة إلى أفريقيا الوسطى، والرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكويتي، باعتبارهما بديلين. وقال الناطق باسم رئاسة المفوضية جاكوب انوه ابين أن «المفوضية مستعدة للانتخابات. تسري إشاعات، لكن رؤساء الدول هم الذين يقررون الانتقال إلى التصويت أم لا». وشدد مندوب منظمة أوكسفام غير الحكومية لدى الاتحاد الأفريقي، ديزيريه أسوغبافي، على أن «أكثر من 80 في المئة من قرارات الاتحاد الأفريقي لا تُطبَق ولا تتجاوز مطار أديس أبابا. يجب انتخاب شخص قوي لتذكير الدول الأعضاء بالتزاماتها». واحتمال انسحاب البلدان الأفريقية الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، سيطرح أيضاً للمناقشة، كما تقول رواندا، التي أكدت أنها لن تعتقل الرئيس السوداني عمر البشير المدعو إلى القمة، علماً أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة وارتكاب جرائم حرب. إلى ذلك، ذكر مسؤولون في هيئات الأممالمتحدة أن 300 شخص على الأقل قُتلوا في المعارك الأخيرة التي شهدتها جوبا، وشردت حوالى 42 ألف شخص.