غداة تنفيذ الإرهابي الفرنسي المغربي الأصل العروسي عبدالله الموالي لتنظيم «داعش» طعناً الضابط في الشرطة باتيست سالفين وشريكته جيسيكا شنايدر قرب باريس، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن بلاده تبذل قصارى جهدها لمنع شن هجمات إرهابية على أراضيها، لكنها ستتعرض إلى مزيد منها. وقال لإذاعة فرنسا الدولية: «أحبطت الاستخبارات والشرطة 15 هجوماً منذ العام 2013، وتخوضان معركة مستمرة لتعقب مشبوهين في إمكان تحولهم إلى إرهابيين. نحتاج إلى تضييق الشبكة ومنح الشرطة والاستخبارات كل ما تحتاجه، ولكننا سنشهد هجمات إضافية تؤدي إلى مقتل مزيد من الأبرياء». إلى ذلك، أعلن موقع «فايسبوك» أنه يتعاون مع السلطات الفرنسية في التحقيق حول مقتل الشرطي وشريكته بأيدي رجل تبنى جريمته في شريط فيديو سجله في منزل ضحيتيه، وبثه مباشرة على الموقع. وأكد في بيان أن «لا مكان للإرهابيين وأعمالهم على فايسبوك. وكلما يشار إلى مضمون ذو طابع إرهابي نحذفه بأسرع ما يمكن. ونتعامل مع الطلبات بموجب القانون مع إعطائها أولوية». وقال عبدالله في شريط الفيديو ومدته 12 دقيقة قبل أن ترديه الشرطة: «سنجعل كأس أوروبا (الذي تستضيفه فرنسا حتى 10 تموز مقبرة. نعد بمفاجآت أخرى. اقتلوا العاملين في السجون ومسؤولي الشرطة والصحافيين والنواب». وتحدث عبدالله بالفرنسية غالباً في الفيديو المباشر على «فايسبوك» وكذلك بالعربية أحياناً. وأزيل الفيديو سريعاً من «فايسبوك»، لكن «داعش» نشر نسخة منه بعد تحريرها عبر قنوات عدة تابعة له. ويطرح ذلك مجدداً مسألة دور شبكات التواصل الاجتماعي في بث الرسائل العنيفة. وهي تريد الحفاظ على منبر منفتح لكن من دون أن تسمح للمستخدمين بترويج العنف. وصرح ناطق باسم «فايسبوك»: «ندرك ونقر بوجود تحديات تتعلق بمضمون وأمن تسجيلات الفيديو التي يجري بثها مباشرة. إنها مسؤولية كبيرة، ونحن نعمل بجد من أجل التوصل إلى حل وسط بين السماح بحرية التعبير، وبين تأمين مساحة آمنة ومحترمة». والعام الماضي، اعتمد موقع التواصل الذي يضم أكثر من 1,5 بليون مستخدم في العالم شرعة بين المستخدمين تنص على عدم استخدام الموقع للتحريض على العنف، علماً أن كل شركات التواصل الاجتماعي تطبق بروتوكولات تسمح بإزالة المحتوى الذي ينتهك شروط الاستخدام الخاصة بها، إذ تطالب المستخدمين بالإبلاغ عن أي محتوى مسيء من أجل مراجعته. لكن الشركات تعد عموماً بالرد على هذه البلاغات خلال 24 ساعة، في حين يجب مراجعة الفيديوات المباشرة وإزالتها خلال دقائق لتفادي نشرها على نطاق واسع. لكن عاملين في مجال التكنولوجيا يقولون إن «لا أدوات أوتوماتيكية تسمح بتحديد الفيديوات المباشرة التي يجب إزالتها». في الولاياتالمتحدة، عززت مجموعة «ديزني» إجراءاتها الأمنية في متنزهاتها الترفيهية بعد معلومات عن زيارة مرتكب مجزرة أورلاندو بولاية فلوريدا المواطن الأفغاني الأصل عمر صديق متين متنزه «ديزني وورلد» في المدينة في نيسان (أبريل) الماضي في سبيل إعداد هجوم. وقالت جاكي والر، الناطقة باسم المجموعة التي تملك متنزهان ترفيهيان في أورلاندو ولوس أنجليس، وأخرى في باريس وطوكيو وهونغ كونغ: «نعيش للأسف في عالم مليء بالغموض، ويجب أن نعزز في هذا الوقت إجراءات الأمن في كل منشآتنا»، والتي تشمل التفتيش باستخدام أجهزة كشف المعادن والاستعانة بكلاب، إضافة إلى إجراءات «أقل بروزاً تستخدم فيها تقنيات حديثة في مجال الأمن». وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي الاثنين الماضي أن المحققين يحاولون معرفة إذا كان متين استطلع متنزه «ديزني وورلد» ومواقع أخرى ضمن مجموعات أهداف لهجمات محتملة. ونقلت مجلة «بيبول» المتخصصة في أخبار المشاهير عن مصدر في الشرطة أن متين زار متنزه أورلاندو مع زوجته نور زاهي سلمان التي أبلغت أن زوجها درس إمكان شن هجوم في المتنزه.