اعتقلت الشرطة النمسوية لاجئين قدِما من الشرق الأوسط للاشتباه في علاقتهما باعتداءات باريس التي حصدت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأوضح روبرت هولزليتنر، الناطق باسم نيابة سالزبورغ، أن المشبوهين أوقفا في مركز لاستقبال المهاجرين في المدينة، فيما أفادت صحيفة «كرونن تسايتونغ» بأن الرجلين وصلا إلى النمسا في تشرين الأول (أكتوبر) قادمين من سورية برفقة منفذي اعتداءات باريس، ويحملان أوراقاً ثبوتية سورية مزورة. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التي أدت إلى اعتقال الشخصين مصدرها وكالة استخبارات أجنبية. في فرنسا، أطلقت الشرطة النار على سيارة استدارت بسرعة واتجهت صوب مبنى متحف حربي في مجمع «لي انفاليد» وسط باريس، واعتقلت سائقها. إلى ذلك، دعا خبير القضايا الإسلامية السويسري طارق رمضان مسلمي فرنسا إلى اعتماد «خطاب واضح جداً حول الإسلام» بعد اعتداءات باريس، لكنه أبدى خشيته من أن تشوه حال الطوارئ المفروضة سمعتهم وتزيد عزلتهم وتضر بالمجتمع الفرنسي، كما حصل في الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال رمضان في الدوحة حيث يعطي دروساً: «يتحمل المسلمون مسؤولية اعتماد خطاب في غاية الوضوح حول الإسلام: عليهم إدانة الهجمات الإرهابية والتطرف العنيف، وتحديد المقبول والمرفوض في الإسلام»، ولكن يجب أن يمنحهم المجتمع في الوقت ذاته العدالة الاجتماعية، وضمان ارتياد أولادهم المدارس وتأمين فرص عمل لهم». وتابع: «العدو رقم واحد للمسلمين في فرنسا والعالم هو جهل الفرد نفسه وغيره». وطارق رمضان هو حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين»، وهو أستاذ في جامعة أكسفورد ومركز الدراسات الإسلامية في الدوحة. في ألمانيا، صرح رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية هانس يورغن ماسن بأن تنظيم داعش «أشبه بدولة ويريد شن حرب ضدنا. ووصفه بأنه تنظيم إرهابي يُقلل من خطورة المشكلة»، متهماً التنظيم بالسعي إلى «تشويه صورة اللاجئين عبر ارتكابه اعتداءات باريس». واعتبر أن «داعش لا يُقارن بحركات مثل منظمة الجيش الأحمر المتطرفة التي شنت هجمات دامية في ألمانيا في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وهو قدم عرضاً للقوة في اعتداءات باريس التي تسلل اثنان من منفذيها مع مهاجرين إلى جزيرة ليروس اليونانية». ويسيطر التنظيم على أجزاء واسعة من سورية والعراق، ويمارس سيادته على هذه المناطق التي أعلن فيها دولة «خلافة»، وفرض إدارته ونظامه القضائي. على صعيد آخر، أكدت ألمانيا أن شركات «فايسبوك» و«غوغل» و«تويتر» وافقت على إزالة محتوى يتضمن خطاب كراهية من مواقعها خلال 24 ساعة، وذلك في خطوة جديدة لمكافحة تصاعد العنصرية على الإنترنت بعد أزمة اللاجئين. وتحاول الحكومة دفع المنصات الاجتماعية إلى كبح تزايد التعليقات المناهضة للأجانب في ألمانيا على الإنترنت، في وقت تعاني البلاد من أجل استيعاب تدفق أكثر من مليون لاجئ. وأوضح وزير العدل الألماني هايكو ماس أن الاتفاق الجديد يسهل إبلاغ المستخدمين والجماعات المناهضة للعنصرية الفرق المتخصصة بالشركات الثلاث عن محتوى الكراهية. وقال: «لدى تجاوز حدود حرية التعبير باستخدام مصطلحات إجرامية والتحريض والحض على شن جرائم جنائية تهدد الناس يجب محو هذا المحتوى. ونحن اتفقنا على فعل ذلك خلال 24 ساعة». والشهر الماضي، بدأت ألمانيا تحقيقاً مع رئيس منطقة أوروبا في «فايسبوك» حول ما تقول إنه «إخفاق من الموقع في محو محتوى تضمن كراهية». ورد «فايسبوك» بأن هذه المزاعم «لا أساس لها وأن موظفيه لم ينتهكوا القانون الألماني». وهاجم مخربون مكاتب الشركة في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا مطلع الأسبوع، ما ألحق أضراراً بمدخل المبنى وكتبوا برذاذ طلاء عبارة «فايسبوك ديسلايك» على الجدار. في الولاياتالمتحدة، واجه قادة مدينة لوس أنجليس انتقادات بسبب رد فعلهم المبالغ به على إنذار كاذب تلقوه في شأن شن هجمات بقنابل وأسلحة، ما دفعهم إلى إغلاق أكثر من ألف مدرسة عامة أول من أمس وإعادة مئات آلاف الطلاب إلى منازلهم. وكرر مسؤولون فيديراليون طلبوا عدم نشر أسمائهم تصريح مفوض شرطة نيويورك وليام براتون بأن رد الفعل في لوس أنجليس «كان مبالغاً»، علماً أن نيويورك تلقت تهديداً مماثلاً اعتبرت سريعاً أنه تهديد كاذب. وجاء التهديد الذي أرسل عبر بريد إلكتروني، وقالت السلطات إنه وصل من ألمانيا لكن يحتمل أن يكون مصدره محلي، بعد نحو أسبوعين على قتل زوجين استلهما أسلوب «داعش» 14 شخصاً في مدينة سان برناردينو التي تبعد مئة كيلومتر من لوس أنجليس. وأوضحت سلطات لوس أنجليس أنها أمرت بإغلاق المدارس للسماح بتمشيط كامل للمدارس بلا التشاور مع مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) الذي يُشرف على التحقيقات في أي تهديد إرهابي محتمل. إلى ذلك، فتشت الشرطة طائرة ركاب أميركية متحدثة في مطار ميامي الدولي بعد العثور على مادة مريبة خلال رحلة آتية من باريس.