تضاربت المعلومات أمس، حول مصير زعيم حركة «طالبان» الملا أختر منصور بعد ضربة جوية اميركية استهدفته داخل الأراضي الباكستانية السبت، وسط معلومات انه كان عائداً من ايران، مستقلاً سيارة أجرة وحاملاً اوراق هوية باكستانية باسم محمد والي. واحتفظت الحركة بالصمت حيال اعلان كابول مقتل الملا منصور، الأمر الذي لم تؤكده المصادر الأميركية الرسمية ولم تستبعده، ما فتح الباب امام تكهنات بوصول الرجل الثاني في «طالبان» سراج الدين حقاني، الى زعامة الحركة خلفاً لمنصور، علماً أن خبراء أميركيين يعتبرون حقاني من أكثر قادة «طالبان» خطورة، كما ان واشنطن عرضت مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار من اجل القبض عليه (راجع ص 7). وأعلنت الإدارة الأميركية أن الرئيس باراك أوباما أعطى تفويضاً مباشراً لاستهداف الملا منصور في منطقة دلبندين الباكستانية المحاذية للحدود مع ولاية هلمند الأفغانية، بعد معلومات استخباراتية عن تواجده هناك. وقال الناطق في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بيتر كوك إن الملا منصور «ربما قتل في سلسلة غارات أتت بناء على معلومات استخبارية تشاركتها باكستان والولايات المتحدة. لكن الناطق أكد أن «البنتاغون والبيت الأبيض يواصلان تقييم نتائج الغارة». وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال وجوده في ميانمار أمس، أن أوباما وقّع تفويضاً باستخدام طائرات من دون طيار لاستهداف منصور بعد تأكد الاستخبارات الأميركية من تواجده في المنطقة الحدودية. وأشار كيري إلى أن الملا منصور شكل خطراً على المصالح الأميركية وعلى السلام في أفغانستان، بنجاحه في تعزيز علاقات «طالبان» بجماعات أخرى مثل «القاعدة». واعتبر ان استهداف منصور، يشكل تأكيداً على وقوف واشنطن إلى جانب الحكومة الأفغانية وعملية السلام في أفغانستان. وأعلنت الرئاسة الأفغانية مقتل زعيم «طالبان» الجديد الذي خلف مؤسس الحركة الراحل الملا محمد عمر في هذا المنصب قبل بضعة أشهر. وأصدرت الخارجية الباكستانية بياناً أشارت فيه إلى طلبها «توضيحات» من واشنطن حول مكان الضربة الجوية، وهل شنت في منطقة باكستانية أو على الحدود الأفغانية مباشرة. وأكد قرويون في منطقة دلبندين سماع دوي انفجارات، فيما نقلت وكالات أنباء أجنبية تصريحاً لقيادي «طالباني» يدعى الملا عبد الرؤوف يؤكد فيه مقتل الملا منصور. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤولين باكستانيين تفاصيل مثيرة لعملية استهداف الملا منصور الذين قالوا إنه «كان يسافر بهوية باكستانية ووصل لتوه من إيران في سيارة أجرة». وأبلغ مصدر أمني «فرانس برس» أن الرجل الذي يعتقد بأنه الملا منصور كان يحمل أوراق هوية باكستانية باسم محمد والي من سكان بلوشستان. وكان جواز سفره يحمل تأشيرة دخول إلى إيران تعود إلى 28 آذار (مارس) 2016. وأوضح المصدر أن الشخص المذكور «كان عائداً من إيران حين هاجمته طائرة من دون طيار قرب مدينة أحمد وال». وفي وقت سابق، تبادل مبلغاً من المال باليورو مقابل روبيه باكستانية على الحدود، واستقل سيارة أجرة تابعة لشركة مقرها في كويتا الباكستانية والتي تعتبر مقر «المجلس المركزي لشورى طالبان». والسائق الذي وصفته واشنطن بأنه «مقاتل» في الحركة، قتل في الغارة، ونقلت جثتا الرجلين إلى مستشفى في كويتا حيث سلما إلى أقاربهما بعد تشريح. وأفاد مصدر طبي بأن جثة الرجل الذي يُعتقد بأنه قائد «طالبان»، كانت متفحمة إلى درجة يتعذر معها التعرف على هويته. وسلم جثمان السائق إلى ابن شقيقه بعد تقديمه أوراق هوية، أما جثة الراكب فسلمت إلى شاب قدم نفسه على أنه قريب لمحمد والي، ورافقه آخرون بلباس مدني طلبوا من الفريق الطبي إنجاز الإجراءات بأسرع وقت ممكن. وقال مصدر في المستشفى إن «الإجراء الطبي - الشرعي انتهى بسرعة شديدة ونقل الجثمان. ولم يطلب أي إثبات على هوية الشاب» الذي ادعى أنه قريبه.