قتل زعيم الحزب الباكستاني الملا نذير الذي أرسل مسلحين لقتال القوات الأميركية والتابعة للحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، مع 5 من مرافقيه في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار في منطقة ساركاندا في إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غربي البلاد). وقتلت طائرة أميركية أخرى أربعة متمردين آخرين على الأقل في إقليم شمال وزيرستان. وأوضح مسؤولون أمنيون باكستانيون أن الطائرة الأميركية أطلقت صاروخين على سيارة «بيك آب» استقلها الملا نذير (30 عاما)، ما أدى إلى مقتله وخمسة من مرافقيه، بينهم نائبه رافع خان والقائد المحلي عطاء الله. وحظي الملا نذير باحترام شعبي واسع في جنوب وزيرستان، بعدما فرض رجاله الأمن والهدوء فيها العام 2007 إثر طردهم مقاتلين من الأوزبك انشقوا عن الحركة الإسلامية في بلدهم وتبنوا الفكر التكفيري. وركّز الملا نذير جهوده لاحقاً على دعم حركة «طالبان» الأفغانية من دون قتال القوات الباكستانية أو تنفيذ عمليات ضد مدنيين، ما جعله مرات هدفاً للغارات الأميركية، إحداها عام 2009، حين أبدت وزارة الخارجية الباكستانية، في رسالة وجهتها إلى واشنطن، استياءها من «استهداف الغارات قادة قبليين موالين لها، وليس أؤلئك الذين يحاولون تعكير الأمن وتنفيذ عمليات انتحارية في المدن الباكستانية». وشكل الملا نذير تحالفاً مع القائد في «طالبان باكستان» الحافظ غل بهادور و «شبكة حقاني»، لدعم العمليات ضد القوات الأجنبية داخل أفغانستان. وتوسط هذا التحالف مرات لوقف معارك اندلعت بين الجيش الباكستاني ومسلحي القبائل التابعين لحركة «طالبان - باكستان» بقيادة حكيم الله محسود. ودافع الملا نذير سابقاً عن علاقته ب «طالبان» الأفغانية بالقول إنه «بايع زعيمها الملا محمد عمر أميراً للمؤمنين، وإنه من واجب جميع المسلحين القبليين مساندة طالبان الأفغانية بدلاً من قتال الجيش الباكستاني». كما دعم ناشطي تنظيم «القاعدة» في منطقة القبائل الباكستانية، رغم إعلانه العام 2007، أن مقاتلي التنظيم غير موجودين في المناطق الخاضعة لسيطرته في جنوب وزيرستان. وتعرض الملا نذير نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لمحاولة اغتيال نفذها انتحاري من المسلحين القبليين يعتقد بأنه من جماعة حكيم الله محسود، ما دفعه إلى طرد مقاتلي قبيلة محسود عن جنوب وزيرستان. وتعتبر مصادر في الجيش الباكستاني بأن اغتيال الأميركيين للملا نذير يقوي الجماعات القبلية المسلحة المعادية للحكومة ويوجه ضربة للجهود التي يبذلها الجيش لتهدئة منطقة القبائل، ما قد يطرح، وفق العميد سلطان هالي الناطق السابق باسم سلاح الجو الباكستاني، تساؤلات عن إمكان تعاون الجيش الباكستاني مستقبلاً مع الأميركيين في أفغانستان. في المقابل، يرى محللون أفغان أن مقتل الملا نذير قد يكون نتج من معلومات استخبارية وفرتها جماعات قبلية مسلحة لها صلات بقوات «الناتو» والاستخبارات الهندية والأفغانية، وذلك رداً على عدم تعاون إسلام آباد مع كابول وقوات «الأطلسي» في الضغط على «طالبان» الأفغانية لقبول التفاوض مع حكومة الرئيس حميد كارزاي واقتسام السلطة. وفي أفغانستان، هاجم متمردون قاعدة «شابمان» الأميركية في ولاية خوست الشرقية المحاذية للحدود مع باكستان، ما أدى إلى سقوط قتلى أفغان. وقضى جندي أجنبي في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع جنوبأفغانستان، فيما أعلن الحلف الأطلسي مقتل ستة مسلحين من «طالبان»، بينهم قياديان، واعتقال 5 آخرين في 5 عمليات مشتركة نفذت مع القوات الأفغانية خلال الساعات ال24 الأخيرة في مناطق غزني وبقلان وقندهار وخوست وننغرهار.