مهد اجتماع عقده وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي (ناتو) في بروكسيل أمس للقضايا التي ستناقشها قمة الحلف في وارسو في 8 و9 تموز (يوليو) المقبل. وتركزت حول تعزيز قدرات ردع الأخطار التي يواجهها الحلفاء من الجبهة الشرقية، والتعاون في شأن عمليات مكافحة التنظيمات الإرهابية في جنوب القارة الأوروبية امتداداً من تونس وليبيا إلى سورية والعراق. وأكد الأمين العام ل «الناتو» ينس ستلوتنبرغ ضرورة تحلي القوات القتالية للحلف بجاهزية دائمة للتحرك في أي وقت، وتدريب القوات المحلية لضمان أمن تراب الدول الأوروبية ومكافحة التنظيمات الإرهابية». وربط وزير الخارجية الأميركي جون كيري استئناف التعاون الكامل مع روسيا بشرط تنفيذ اتفاق «مينسك» في حل أزمة انفصال شرق أوكرانيا، وقال: «كان الحلف مستعداً ولا يزال لمحاورة روسيا، لكنه لن يعترف بضمها شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا. وعقدت روسيا والحلف في نيسان (أبريل) الماضي أول اجتماع على مستوى السفراء منذ تفجر أزمة أوكرانيا مطلع 2014. وأكد الوزراء المجتمعون أهمية تعزيز قدرات الردع في شرق القارة الأوروبية، من خلال زيادة قوات التدخل السريع وتدوير كتائب القوات المرابطة في دول شرق أوروبا وجمهوريات البلطيق. وتشمل القدرات الجديدة نشر أربعة فيالق تضم حوالى 4 آلاف جندي، وتوزيعها بين بولندا وجمهوريات البلطيق الثلاث، علماً أن الحلف دشن مقراً لقيادته في سشيسين شمال شرقي بولندا، حيث أدار قبل أيام مناورات شارك فيها 20 ألف جندي استخدموا أسلحة مختلفة. وعلى رغم التوتر مع روسيا منذ تفجر أزمة أوكرانيا، يتفادى الحلف خيار مرابطة القوات في شكل دائم في دول شرق أوروبا. وهو يعد 40 ألف عسكري من قوات التدخل السريع التي يمكن تعبئتها ونشرها خلال أيام قليله. وتمكن الاستراتيجية من تعزيز جاهزية قوات الحلف في الجبهة الممتدة من بلغارياجنوب شرقي منطقة الحلف إلى مياه البلطيق في الشمال. وأكدت الولاياتالمتحدة مساهمتها بمبلغ 3.4 بليون دولار في صندوف ««مبادرة إعادة التأمين الأوروبية»، والتي تشمل نشر وحدات قتالية إضافية وتجهيزها لطمأنه بولندا ودول البلطيق التي تمنت زيادة عداد القوات المرابطة لإحباط أي هجوم محتمل من الشرق. إلى ذلك، رحب الحلف بتوقيع مونتنيغرو معاهدة الانضمام إلى الحلف، والتي ستجعلها العضو ال29 بعد مصادقة البرلمانات الأوروبية. وفي اتجاه الجنوب، أكد كيري التقدم الذي يحققه التحالف في الحرب على تنظيم «داعش»، مشيراً إلى عودة 90 في المئة من سكان تكريت إلى مدينتهم، فيما تتواصل الجهود لتحرير مدينة الرمادي ومناطق أخرى». وفي اتجاه الجنوب أشار كيري إلى دعم «الناتو» الجهود التي تبذلها مجموعة دعم سورية لوقف الأعمال العدائية في أنحاء البلاد، وتأمين دعم إنساني وتسهيل مرحلة الانتقال السياسي وفق مبادئ جنيف 1 في 2012. وقال: «سيسمح تنفيذ الخطة بتشديد عزلة «داعش» وجبهة النصرة وخلق ركائز إنهاء الحرب وتأمين عودة اللاجئين. ويساهم الحلف في الحرب على «داعش» من خلال تدريب ضباط عراقيين. وهو سيرسل فريقاً من الخبراء لتقويم إمكان الاستجابة لطلب رئيس الوزراء حيدر العبادي نقل عمليات التدريب من الأردن إلى العراق. ويدعم الحلف في تدريب القوات الخاصة في تونس، وبناء جهاز الاستخبارات. وجدد ستولتنبرغ استعداد الحلف لدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على بناء مؤسساتها العسكرية. وينتظر الحلف زيارة خبراء ليبيين لبحث خط قد يقدمها الحلف لبناء مؤسسات القوات الليبية. وأوضح أن هذا الدعم «لا يعني إرسال قوات قتال إلى ليبيا، بل المساعدة في بناء هياكل ومؤسسات العسكرية» تحتاجها الدولة لبناء قوات مسلحة. ويساهم الحلف الأطلسي في عمليات مكافحة شبكات تهريب الهجرة غير الشرعية في بحر إيجه. وخفضت دوريات أسطول الحلف والسفن التابعة لجهاز «فرونتكس» عدد زوارق الهجرة غير الشرعية بنسبة في المئة.