أكد القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف خلال زيارته كييف أمس، قلق الحلف الشديد من «عسكرة القرم»، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا الى اراضيها في آذار (مارس) الماضي، في حين كشف مصدر في الجيش الروسي نشر 10 طائرات من طراز «سوخوي 27» و4 من طراز «سوخوي 30 ام2» في كراسنودار جنوب القرم، ضمن سرب سيضم اجمالي 30 طائرة حربية. وكانت روسيا جددت مطار بيلبيك العسكري في مدينة سيباستوبول بالقرم، وقررت فتح مركز للإنذار المضاد للصواريخ فيها، وتخصيص أكثر من 1.75 بليون يورو حتى 2020 لتطوير أسطولها في البحر الأسود. ترافق ذلك مع اتهام المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، في خطاب ألقته أمام البرلمان، روسيا بانتهاك القانون الدولي عبر تدخلها في اوكرانيا، مشددة على ان حل الصراع يتطلب الصبر. وقال الجنرال بريدلاف الذي التقى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ورئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك: «نشر صواريخ روسية عابرة ومضادة للطائرات في القرم يهدد كل البحر الأسود، ونحن نراقب تطورات هذه المسألة». وأشار إلى أن القوات الروسية «ما زالت تعمل شرق أوكرانيا، وهي تشكّل العمود الفقري للانفصاليين الذين يحاربون القوات الحكومية»، علماً أنه اتهم دائماً موسكو بنشر قوات ومعدات ثقيلة في شرق اوكرانيا، وهو ما نفته موسكو بقوة. وفيما تستعد كييف للتخلي عن وضع عدم الانحياز بهدف الانضمام مستقبلاً إلى الحلف الأطلسي، يتوقع أن يعتمد البرلمان الجديد الذي يعقد جلسته الأولى اليوم، قانوناً يلغي وضع عدم الانحياز، علماً أن بوروشنكو وعد الإثنين الماضي بتنظيم استفتاء وطني حول الموضوع، من دون أن يعلن موعد «التزام» المعايير المطلوبة. لكن حلفاء كييف لا يزالون يشككون في آفاق انضمام اوكرانيا الى الحلف الأطلسي، وقالت مسؤولة وزارة الخارجية الأميركية المكلفة الشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند في مقابلة مع موقع «ميدوزا» الروسي المستقل: «من الصعب جداً انضمام اوكرانيا الى حلف الأطلسي». والأسبوع الماضي، صرّح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: «أرى شراكة بين اوكرانيا والحلف لكن ليس انضماماً». إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه سينشر نحو 150 دبابة وعربة مصفحة في عدد من دول الحلف، بعضها في اوروبا الشرقية للمشاركة في مناورات عسكرية، كما سيرسل جنوداً في شكل منتظم لأشهر من اجل المشاركة في المناورات التي تندرج ضمن عملية «اتلانتك ريزولف» التي تهدف الى طمانة دول البلطيق وبولندا القلقة من تحركات روسيا في اوكرانيا. وأوضح قائد القوات الأميركية في اوروبا الجنرال بن هودجز انه سيبحث توزيع المعدات عبر دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا، علماً ان 29 الف عسكري أميركي يتمركزون في شكل دائم في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، كما زادت واشنطن عدد جنودها في شرق اوروبا. وتدرس فرنسا إرسال وحدة عسكرية مدرعة إلى بولندا لإجراء تدريبات بعدما علّقت تسليم روسيا سفينة «ميسترال» الحربية بسبب أزمة اوكرانيا.