أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف أمس، ان القوات الحكومية «في حال استنفار شامل» للقتال إذا غزت القوات الروسية المحتشدة عند حدود البلاد، وهو ما تنفيه موسكو، رغم ضمها شبه جزيرة القرم في آذار (مارس) الماضي. واعقب ذلك اعلان كييف ان القوات الحكومية ستجري تدريبات عسكرية وسط العاصمة كييف. وقال خلال اجتماع للحكومة: «خطر شن روسيا حرباً ضد اوكرانيا حقيقي»، مع نشر موسكو بحسب الحلف الأطلسي (ناتو) حوالى 40 الف جندي على طول الحدود. وأكد ايضاً ان الهدف الأساس للسلطات هو منع تمدد الارهاب من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الى مناطق اخرى في الشرق»، علماً ان الجيش الأوكراني والشرطة حققا تقدماً محدوداً في اطار عملية «مكافحة الارهاب» التي اطلقتها كييف قبل 3 اسابيع. وأشار الى اجراءات لتشكيل «ميليشيات محلية تضم متطوعين في كل منطقة شرق البلاد، لمساعدة الجيش والشرطة»، مبدياً خشيته من حصول «أعمال تخريب» من جانب روسيا خلال احتفالات مطلع ايار (مايو)، خصوصاً في مدن خاركيف (شرق) وأوديسا (جنوب) ودنيبروبيتروفسك (شرق) وزابورييا (جنوب شرق) وخرسون وميكولاييف (جنوب). وكان الرئيس الانتقالي ندد اول من امس «بعدم تحرك شرطيين ضد انفصاليين موالين لروسيا سيطروا على مقار حكومية وامنية في 12 مدينة شرق اوكرانيا، ووصفهم بأنهم «خائنون»، علماً ان انفصاليين موالين لروسيا سيطروا امس على مقري الادارة الاقليمية والشرطة في بلدة هورليفكا. كما دعا قادة الإدارات المحلية الى ضمان حملات انتخابية بلا عوائق لجميع المرشحين الرئاسيين من مختلف القوى السياسية. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في 25 الشهر الجاري. الى ذلك، أعلنت اجهزة الأمن الأوكرانية اعتقال مخربين خططوا لتنفيذ اعتداء بالمتفجرات خلال وضع محاربين القدامى، بمناسبة عيد النصر على النازيين في 9 ايار، اكليلاً من الزهر امام نصب الحرب العالمية الثانية في ميكولاييف. وفي بارقة أمل ضئيلة بإمكان حل قضية مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا المحتجزين لدى ميليشيات موالية لروسيا، كشف زعيم الانفصاليين في بلدة سلافيانسك تحقيق «تقدم كبير» في محادثات الافراج عن المسؤولين الأوروبيين السبعة، مبدياً أمله ب «نتيجة ايجابية مع استمرار المفاوضات». ووصل رئيس منظمة الأمن والتعاون في اوروبا الى كييف لاجراء مفاوضات. ولحق به رئيس مجلس اوروبا وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس. واشنطن وفي خطاب ألقاه امام مؤسسة بحوث العلاقات الأميركية – الأوروبية في واشنطن، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو الى «ترك اوكرانيا وشأنها»، متعهداً الدفاع عن كل جزء من اراضي الحلف الأطلسي. وأوكرانيا ليست عضواً في الحلف لكن دول مجاورة لها اعضاء فيه. وقال: «تسعى روسيا الى تغيير المشهد الأمني في اوروبا الشرقية»، محذراً من ان اراضي الحلف «لا يمكن انتهاكها، والأحداث في اوكرانيا هي بمثابة جرس انذار». ويبحث البنتاغون اتخاذ تدابير اضافية لدعم اعضاء الحلف شرق اوروبا القلقين من تحرك روسيا في اوكرانيا، خصوصاً عبر تعزيز التدريبات العسكرية المقررة في دول البلطيق في حزيران (يونيو) المقبل. وقال الأميرال جون كيربي، الناطق باسم البنتاغون: «تدريبات بالتوبس البحرية المتعددة الطرف وسايبر سترايك البرية مقررة منذ وقت طويل»، لكن البنتاغون يدرس تعزيزها بوسائل اضافية تتواجد اصلاً في اوروبا، ربما تكون مزيداً من الطائرات او السفن». وارسلت الولاياتالمتحدة قوة جوية الى بولندا، واربع مجموعات يضم كل منها 150 عنصراً الى بولندا ودول البلطيق الثلاث التي انضمت الى الحلف الأطلسي عام 2004. ووصلت آخر هذه الكتائب الى استونيا الاثنين الماضي. وفي شأن المكالمة الهاتفية التي أجريت الاثنين بين وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل ونظيره الروسي سيرغي شويغو، اقر كيربي بتباعد المواقف بين المسؤولين، وقال: «الجانبان متفقان على ان الوقت حان لخفض التوتر وبلوغ حلول ديبلوماسية سليمة وصلبة، لكنهما يختلفان في كيفية تحقيق ذلك». وبخلاف ما أعلنته موسكو حول عودة القوات الروسية التي شاركت في مناورات قرب حدود اوكرانيا الى ثكناتها، أكد كيربي ان الولاياتالمتحدة لم ترصد تحركات مماثلة. الى ذلك، شدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال لقائه رئيسة وزراء لاتفيا، ليامدوتا سترايوما، في البيت الابيض، على التزام واشنطن الثابت مهمة الدفاع الجماعي عن دول الحلف الأطلسي. وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن وسترايوما اتفقا «على ضرورة أن تبقى أميركا وأوروبا موحدتين في مواجهة أفعال روسيا المزعزعة للاستقرار شرق أوكرانيا، واحتلالها غير الشرعي للقرم». كما ناقشا أهمية تعزيز أمن الطاقة بأوروبا عبر اعمال منسقة بين الدول الأوروبية. وتزور المستشارة الألمانية انغيلا مركل واشنطن اليوم وغداً، حيث سيطغى التوتر الشديد في اوكرانيا على فضيحة التنصت الاميركية خلال محادثاتها مع الرئيس الأميركي باراك اوباما. وعلى هامش جلسة عقدها مجلس الأمن حول ازمة اوكرانيا في نيويورك، دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان الى تجديد جهود تطبيق اتفاق جنيف الذي أبرم في 17 نيسان (أبريل) الماضي لحل الأزمة. وقال إن «الوضع في شرق اوكرانياوجنوبها يستمر في التدهور، مبدياً قلق المنظمة الدولية من اختفاء روح التوافق التي ظهرت في اتفاق. وأعلن انه سيتوجه الى أوكرانيا الأسبوع المقبل بتكليف من الأمين العام بان كي مون.