استؤنفت بعد ظهر امس في قصر بيان في الكويت المشاورات بين الأطراف اليمنيين التي تتم برعاية الأممالمتحدة ممثلة بالمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وعقدت جلسة ثانية لاستكمال بحث البنود المطروحة على جدول الأعمال بعد افتتاح المشاورات مساء اول من امس (الخميس)، شارك فيها وفد يمثل الحكومة الشرعية وآخر يمثل الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، وضم كل من الوفدين 7 اعضاء. وتركزت النقاشات في جلسة امس على اولوية تثبيت وقف اطلاق النار وقدم الوفد الحكومي قائمة بالخروقات التي ارتكبتها جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح. وخُصصت الجلسة لمناقشة وإقرار جدول أعمال المحادثات، وتشكيل لجان مشتركة من الطرفين لبحث آليات تنفيذ القضايا الخمس التي أعلن عنها المبعوث الدولي، والتي تمثل بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وكان وفد الحوثيين والرئيس السابق علي صالح اعتصم قبل بدء الجلسة، مطالباً بتغيير «مفكرة» الاجتماع، وهو ما رفضه المبعوث الدولي، الذي أكد أن المفكرة موضوعة منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما حدا بوفد المتمردين المشاركة في الجلسة. وعقد ولد الشيخ في وقت سابق جلستي محادثات مع وفدي الحكومة الشرعية والمتمردين، كلاً على حدة، قبيل الجلسة التي جمعت الطرفين على مائدة واحدة. وفي مؤتمر صحافي عقده ولد الشيخ بعد انتهاء الجلسة أكد انها تمّت «في اجواء بناءة وإيجابية جداً» وتعد بتقدم. وقال «اننا نقترب من السلام اكثر من اي وقت مضى». وذكر المبعوث الدولي ان الجلسة ناقشت ثلاث نقاط: 1- وقف اطلاق النار، 2- القواعد الأساسية التي سيتم العمل على اساسها من اجل تعزيز الروح الإيجابية، 3- تكوين اللجان لمناقشة النقاط الخمس المنصوص عليها في القرار الدولي رقم 2216. وترك حسم تشكيل اللجان الى جلسة لاحقة. وفيما كُرست الجلسة للتوافق على تثبيت وقف إطلاق النار في مختلف الجبهات، اتهمت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي ميليشيات الانقلابيين بمواصلة خرق الهدنة في جبهات تعز وميدي ومأربوالجوف. وأكدت المصادر مقتل وجرح عدد من المدنيين في قصف للمتمردين على الأحياء السكنية في الجبهتين الشرقية والغربية في تعز، وقالت إن مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في جبهة ميدي (شمال غربي محافظة حجة الحدودية) أطلقوا النار على عضو اللجنة المحلية لوقف إطلاق النار من جانب الجيش الوطني أحمد سعد أثناء تأدية عمله ما أدى إلى مقتله. كما استمرت المواجهات في جبهات مأرب بخاصة في مديرية صرواح وتواصلت الاشتباكات على نحو متقطع في محافظة الجوف المجاورة على رغم توقيع ممثلي الطرفين في اللجنة المحلية اتفاقاً لتثبيت وقف إطلاق النار. ميدانياً، قال قائد اللواء «21 ميكا» العميد جحدل العولقي: إن مقاتلي اللواء والمقاومة الشعبية كبدوا ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات خلال الساعات ال 24 الماضية، مضيفاً إن مقاتلي اللواء والمقاومة تصدوا لهجوم مباغت شنته الميليشيا الانقلابية، في محاولة منها لاستعادة المواقع التي فقدتها في الجبهة الشرقية من مديريتي عسيلان وبيحان. وفي مأرب، أكدت قيادات الجيش والمقاومة التزامها بالهدنة ووقف إطلاق النار، على رغم استمرار خرق الحوثيين وقوات صالح لها. وقال مصدر في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار: إن قيادة الجيش والمقاومة في جبهة القتال في مأرب أكدت التزامها بالهدنة على رغم خروق الحوثيين وقوات صالح منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 نيسان (أبريل) الجاري. وذكرت اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في مأرب إنها تعرضت لإطلاق نار أثناء قيامها بعملها تنفيذاً للاتفاقات التي جرى توقيعها، وفي مقدمها اتفاق جنوبالظهران. ولقي بدء المفاوضات بين الحكومة والانقلابيين في الكويت ترحيباً إقليمياً ودولياً، ورحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين بانطلاق المفاوضات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن هذه المحادثات لها «أهمية حيوية لليمنيين وحضّ جميع الأطراف على المشاركة فيها بحسن نية وفي شكل تام وإنهاء العمليات العسكرية وبدء عملية سياسية سلمية وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة «ترغب في أن تمكن المحادثات من البناء فوق الخطوات التي تم التوصل إليها في الجولة السابقة» التي عقدت أواخر العام الماضي في سويسرا. واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مشاورات السلام «خطوة مهمة» نحو التوصل إلى اتفاق نهائي يعطي فرصة حقيقية باتجاه استعادة الأمن والاستقرار لليمن، وقال إن «الخيار السياسي يظل الحل الأمثل لإنهاء الأزمات المتعددة التي يعيشها اليمن داعياً جميع الأطراف المعنية إلى التعاون لإنهاء الصراع ومواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية والسماح بعودة الحكومة الشرعية». وقالت المتحدثة الصينية هوا تشون يينغ «إن الصين ترحب باستئناف محادثات السلام اليمنية وأعربت عن أملها بأن تجد الأطراف المعنية حلاً يعالج مخاوف كل الأطراف من طريق الحوار من اجل استعادة الأمن والاستقرار». على صعيد منفصل، شنت مقاتلات التحالف العربي ليل الخميس - الجمعة غارات على مواقع لتنظيم «القاعدة» في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بالتزامن مع وصول قوات ضخمة تابعة للجيش الوطني من عدن إلى مشارف المدينة لاستعادتها من قبضة التنظيم. وأفادت مصادر محلية وأمنية بأن الغارات استهدفت مبنى الأمن السياسي (الاستخبارات) ومواقع أخرى في المدينة يتحصن فيها المسلحون ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم وقيادته المحليين بينهم رضوان قنان وأبوسالم العدني وأبو حمزة الشبواني.