رضخ وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح أخيراً للضغوط الدولية بعد تخلفه يوم الإثنين الماضي عن حضور الموعد المحدد لبدء «مشاورات الكويت» التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، إذ أعلن رسمياً أمس مغادرته صنعاء إلى مسقط على متن طائرة عمانية في طريقه إلى الكويت التي كان وصلها وفد الحكومة السبت الماضي. وفيما تواصلت أعمال خرق الهدنة التي كانت الأممالمتحدة أعلنت بدءها في 10 الشهر الجاري بين ميليشيات المتمردين والقوات الموالية للحكومة في جبهات تعز ومأرب والجوف ونهم، علمت «الحياة» أن جولة المشاورات بين الفريقين ستبدأ مساء اليوم (الخميس) أو صباح غد إذا لم يحدث أي عراقيل من أعضاء وفد الانقلابيين لتأجيلها مجدداً. وكشف القيادي في حزب صالح والمشارك في وفد الانقلابيين يحيى دويد في تصريح رسمي، عن أن موافقتهم على الذهاب إلى الكويت جاءت بعد «مشاورات مضنية مع الأممالمتحدة وأطراف أخرى» -لم يسمها- قال إنها «أثمرت تفاهمات وتعهدات وإيضاحات أزالت الكثير من العوائق التي حالت دون ذهاب الوفد في الوقت المحدد». وكانت مصادر مطلعة أفادت «الحياة» في وقت سابق، بأن جهوداً مكثفة بذلتها سلطنة عمان ودولة الكويت وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ للضغط على الانقلابيين لحضور المشاورات التي يعول عليها للتوصل إلى اتفاق لإحلال السلام في اليمن وإنهاء الانقلاب وسحب المليشيات من المدن تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي في الكويت، أن ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وجهوا رسالة إلى المتمردين أكدوا فيها انهم «يتفهمون مخاوفهم»، وحضّوهم على «الانضمام سريعاً إلى المفاوضات في الكويت لعرض هذه المخاوف». وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في بيان ليل أول من أمس (الثلثاء) إن على جميع الأطراف الانخراط بحسن نية مع مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حتى تبدأ المحادثات من دون مزيد من التأخير، ودعا الجميع إلى «اغتنام هذه الفرصة للمضي قدماً بعملية السلام، لحل القضايا العالقة وإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده». كما صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في سلطنة عمان، بأن السلطنة تتطلع إلى نجاح المشاورات المرتقبة بين الأطراف اليمنية في الكويت، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن. وقال المصدر إنه منذ بداية الأزمة في اليمن، قامت السلطنة بمساع مع مختلف الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر في ما بينها، وذلك تنفيذاً لأوامر السلطان قابوس بن سعيد. وكشف المصدر لوكالة الأنباء العمانية الرسمية، عن «أن السلطنة قامت أيضاً بتقديم التسهيلات كافة لدعم جهود الأممالمتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لإنهاء الحرب الحالية والتوصل إلى تسوية سياسية بين الفرقاء اليمنيين». إلى ذلك، جددت الحكومة الشرعية تمسكها بمرتكزات الحوار المتفق عليها مع الأممالمتحدة والواردة في قرار مجلس الأمن 2216، وقال رئيسها أحمد بن دغر خلال اجتماع للوزراء عقد أمس في الرياض، «إن إحلال السلام الشامل الضامن لعودة الدولة ومؤسساتها وتثبيت الأمن والاستقرار للشعب اليمني الصابر، لن يتحقق إلا بالاستناد الى المرتكزات الثلاثة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ القرار الأممي 2216، الرامي إلى انسحاب الميليشيات الانقلابية من المدن وتسليم السلاح للدولة». ميدانياً، تواصلت المعارك المتقطعة أمس، لا سيما في مناطق قريبة من صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ أيلول (سبتمبر) 2014، وذلك على رغم انتشار لجان مشتركة لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار. وأفادت مصادر عسكرية بمقتل 19 مسلحاً هم 16 من الحوثيين و3 من القوات الحكومية، في اشتباكات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء. وتحدثت مصادر «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني، عن أن قواتهما المشتركة رصدت تحركات للحوثيين وقوات صالح على تخوم محافظة لحج «من جهتي المضاربة غرباً وكرش شمالاً»، كما اتهمت ميليشيات المتمردين بمواصلة خرق الهدنة في تعز ومأرب والجوف ونهم، وبالاستمرار في استقدام التعزيزات العسكرية وحشود المسلحين إلى مختلف الجبهات. على صعيد منفصل، كشفت مصادر قبلية في محافظة البيضاء، عن أن الحوثيين وتنظيم «القاعدة» نفذوا ليل الثلثاء- الأربعاء عملية لتبادل الأسرى بين الطرفين، وتوسط لإنجاح العملية زعماء قبليون وأسفرت عن إطلاق 47 حوثياً كانوا لدى التنظيم مقابل تسلم الأخير 49 من عناصره المحتجزين لدى الجماعة.