واصل وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح لليوم الثاني تخلّفه عن السفر إلى الكويت لحضور جولة المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الجماعة الانقلابية والحكومة الشرعية، في حين استمرت الميليشيا الحوثية والقوات الموالية لها في خرق الهدنة في جبهات مأربوالجوف وتعز ونهم وميدي. وفيما كشفت مصادر حكومية أن الوفد الحكومي أبلغ الأممالمتحدة بأنه لن يبقى في الكويت إلى ما لا نهاية في انتظار وصول وفد الانقلابين، علمت «الحياة» أن جهوداً دبلوماسية مكثفة تبذلها الكويت وسلطنة عمان، إضافةً إلى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ من أجل إقناع وفد المتمردين بمغادرة صنعاء لحضور جولة المشاورات التي حال تخلفهم عنها من دون بدء أعمالها أمس. وقالت المصادر إن الانقلابيين وحزب حليفهم صالح تراجعوا عن موافقتهم السابقة على برنامج المشاورات ويشترطون «وقف الأعمال العسكرية بما في ذلك وقف الطلعات الجوية لطيران التحالف» كما يشترطون «تعديل مرجعيات الحوار» التي أعلنها مبعوث الأممالمتحدة ولد الشيخ ويرفضون التسليم بشرعية الحكومة والرئيس عبدربه منصور هادي. وذكر ديبلوماسيون غربيون يتوسطون بين الطرفين ويسعون لإقناع الحوثيين بالمشاركة في المشاورات أن لدى هؤلاء رغبة في تعديل جدول الأعمال الذي سبق أن أبلغوا ولد الشيخ موافقتهم عليه، كما يريدون إعطاء المسار السياسي الأولوية على سائر المسارات المتعلقة بتنفيذ القرار الدولي، كالانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإطلاق المعتقلين. وكان اجتماع لقيادات حزب صالح في صنعاء ليل الأحد الماضي أسفر عن شروط جديدة لحضور المشاورات، منها رفع الحظر عن صالح وإلغاء العقوبات الدولية عليه ورفض خروجه من اليمن أو استبعاده من العمل الساسي. وكان الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام أكد أول من أمس (الاثنين)، أن سبب تخلف جماعته عن الذهاب إلى مشاورات الكويت في الموعد المحدد يعود إلى الخرق المستمر لوقف إطلاق النار واستمرار الأعمال العسكرية وغارات طيران التحالف. وقال إن جماعته تحرص «على إجراء حوار سياسي يكون فيه خير ومصلحة الشعب اليمني وعموم المنطقة وأن المطلب الأساس، ومنذ اليوم الأول، أن يتم الحوار في أجواء يسودها هدوء وسلام واستقرار». إلى ذلك، سربت مصادر مطلعة في الكويت أن وفد الحكومة اليمنية أبلغ المبعوث الأممي ولد الشيخ أن الوفد سيضطر إلى مغادرة الكويت إذا لم تنجح المساعي في إقناع الانقلابيين بالحضور إلى طاولة المشاورات الرامية إلى إحلال السلام وإنهاء الانقلاب تنفيذاً لبنود قرار مجلس الأمن الدولي 2216. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن وزير الخارجية عبدالملك المخلافي الذي يرأس الوفد الحكومي الى المشاورات التقى ولد الشيخ أمس بعد لقاء عقده الأخير مع سفراء مجموعة «ال18». وأضافت «أن السفراء وعلى رأسهم سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أكدوا دعمهم جهود المبعوث الأممي، كما جددوا دعمهم مفاوضات السلام والمرجعيات المتفق عليها من أجل استعادة الدولة وعودة الشرعية». ميدانياً، أفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني بأن قواتهما المشتركة صدت هجمات للحوثيين في مديريات «المتون والمصلوب والغيل ومناطق العقبة والزلاق» غرب محافظة الجوف، وأضافت أن المتمردين واصلوا خرق الهدنة في جبهات صرواح وهيلان غرب مأرب وكثفوا هجماتهم على مواقع الجيش والمقاومة في مديرية نهم. وفي جبهة ميدي شمال غربي محافظة حجة الحدودية، كشف قائد المنطقة العسكرية الخامسة العميد علي حميد القشيبي أن ميليشيا الحوثيين وصالح أطلقت أمس، النار على ممثلي الجانب الحكومي في لجنة التهدئة. وقال القشيبي في بيان «إن اللجنة وصلت إلى مكانها المحدد وقامت بالتواصل مع اللجنة الحوثية، إلا أنها أغلقت هواتفها، وباشرت الميليشيات المتمركزة قرب المنطقة بإطلاق الرصاص الحي على أعضاء اللجنة»، وأضاف «هذا التصرف يؤكد عدم جدية الميليشيات في إحلال السلام في البلاد». وفي محافظة تعز أفادت مصادر المقاومة بأن قوات الحوثيين وصالح قصفت عشوائياً مواقع المقاومة في ثعبات ومنطقة الديم الآهلة بالسكان والقرى المجاورة لها في جبل صبر شرق تعز. وأضافت أن «المليشيات استمرت في نكث اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار وواصلت حصار المدينة وإغلاق الطرق الرئيسة المتفق على فتحها».