على رغم التوقعات المتفائلة بنجاح المشاورات التي كان يفترض أن تبدأ أمس في الكويت لتسوية الأزمة اليمنية، تخلّف ممثلو جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح عن الحضور إلى المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين، وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تأخير موعد انطلاق المشاورات، مؤكداً أن «الساعات المقبلة ستكون حاسمة». في غضون ذلك، استمرت الخروق العسكرية للهدنة التي كانت أعلنت الأممالمتحدة بدءها في 10 الشهر الجاري، في محافظات تعز ومأرب والجوف وسط تبادل الاتهامات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وميليشيا الحوثيين وقوات صالح. ودعا ولد الشيخ في بيان له وفد الحوثيين وحزب صالح إلى «إظهار حسن النية والحضور الى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي وقال «على الأطراف تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة.» ولم يحدد ولد الشيخ موعداً جديداً فيما أوضح أن جهوداً تبذل لتجاوز الصعوبات التي حالت دون انطلاق المشاورات أمس، من دون أن يذكر تفاصيل. وقال في بيان أن «تأخيراً طرأ على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنية - اليمنية، نظراً لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة». وفيما شكر المبعوث الدولي وفد حكومة اليمن «الذي التزم موعد المحادثات ووصل في الوقت المحدد»، دعا ممثلي الحوثيين وعلي صالح إلى «ألا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الأرواح». وكان نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجارالله أكد استعداد الكويت لاستضافة المشاورات اليمنية «مهما استغرقت من وقت»، معرباً عن الامل في نجاح المشاورات اليمنية «وأن تسفر عن توقيع الأطراف اليمنية اتفاق سلام ينهي الأزمة التي تشهدها بلادهم». وقال إن الكويت «حرصت على تقديم جميع التسهيلات الممكنة ووفرت أسباب النجاح لاستضافة هذا الاجتماع، كما أنها على استعداد لمواصلة هذا الجهد». وتضاربت الأنباء حول أسباب تخلف وفد الانقلابيين في صنعاء عن الحضور في الموعد المحدد لبدء المفاوضات. ففي حين أفادت مصادر قريبة من الحكومة بأن السبب يعود إلى نشوب خلاف في اللحظات الأخيرة بين ممثلي الحوثيين وممثلي حزب صالح أدى إلى عرقلة سفر الوفد، علمت «الحياة» من مصادر قريبة من وفد الانقلابيين بأنهم يشترطون قبل ذهابهم لحضور مشاورات الكويت «وقفاً كلياً للأعمال العسكرية بما فيها غارات طيران التحالف». وأكدت مصادر المقاومة والجيش الوطني أن ميليشيا المتمردين استمرت أمس، في خرق الهدنة في جبهات مأرب وتعز والجوف ومديرية نهم شمال شرق العاصمة، وأضافت أن قوات المقاومة والجيش صدت محاولات تقدم لقوات الحوثيين وصالح في جبال «هيلان» غرب مأرب وفي مناطق نهم، وقالت «إن قوات الشرعية ملتزمة قرار وقف النار، إلا أنها مضطرة للرد على خروق المتمردين». واتهم رئيس الوفد الحكومي إلى مشاورات الكويت وزير الخارجية عبدالملك المخلافي وفد الحوثيين وحزب صالح بأنه «ما زال يماطل في الوصول وينتهك اتفاق وقف إطلاق النار والذي يعد تحدياً للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن ومساعي إحلال السلام وتطلعات الشعب اليمني في السلام وتحقيق الأمن والاستقرار»، بحسب تعبيره. وفي نيويورك، بحث مجلس الأمن أمس، مشروع بيان رئاسياً ينص على دعم المحادثات السياسية بين الأطراف اليمنيين، فيما كان مقرراً أن يعقد السفير السعودي في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي لقاءاً مع الجالية اليمنية في نيويورك، في مقر البعثة السعودية الدائمة لدى الأممالمتحدة. وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر إن استئناف المحادثات السياسية في الكويت يشكل فرصة «على مجلس الأمن دعمها بشكل عاجل، ودعم المبعوث الخاص إلى اليمن» اسماعيل ولد شيخ أحمد. وأضاف ديلاتر في جلسة لمجلس الأمن أن على المجلس أن «يتوصل إلى توجيه رسالة موحدة وعاجلة لدعم المحادثات».