طاولت التغييرات قائمة منتخبات عدة مشارِكة في نهائيات كأس العالم لأسباب متفاوتة، أبرزها الإصابات التي غيرت من مخططات مدربين وخلطت أوراقهم الفنية إذ تعرض نجوم للإصابات خلال فترة الاستعدادات الأخيرة التي تسبق انطلاق المونديال. أبرز الإصابات كانت تلك التي تعرض لها قائد المنتخب الانكليزي الجديد ريو فريناند الذي لم يقضِ وقتاً طويلاً في حمل شارة القيادة خلفاً لجون تيري لتؤول الشارة إلى قائد فريق ليفربول ستيفن جيرارد فيما حل مايكل داوسون بديلاً عن فرديناند في القائمة. ووصف مدرب إنكلترا فابيو كابيلو غياب فرديناند ب «الأمر السيئ»، قائلاً: «الجميع أصيب بخيبة إمل وإحباط شديد». ويعد قائد منتخب ساحل العاج لكرة القدم ديدييه دروغبا أبرز المنضمين إلى قائمة الغائبين، ولا سيما أن المراقبين كانوا ينتظرون ظهوراً بارزاً له في «المونديال» إلا أن حظوظه تبدو متراجعه في المشاركة إثر تعرضه لكسر في زند يده اليمنى خلال المباراة الودية التي فاز فيها «الأفيال» على اليابان بهدفين من دون رد في مدينة نيون السويسرية. مدرب ساحل العاج السويدي زفن غوران اريكسون وصف دروغبا ب «القائد وأفضل لاعب في المنتخب»، وبدا متسمكاً بأمل المشاركة قائلاً: «هناك فرصة ضئيلة سنتمسك بها»، فيما كان زميل دروغبا المدافع كولو توريه أكثر تشاؤماً من مدربه إذ قال: «انتهت كأس العالم بالنسبة لدروغبا لقد أكد لنا أنه لن يستطيع المشاركة في المونديال». وقبل ريو ودروغبا كان قائد المنتخب الألماني بالاك تعرض للإصابة بتمزق في أربطة كاحل القدم ولم يعد ضمن قائمة خيارات مدرب «المانشافت» يواكيم لوف. ويبدو أن مشكلات خط الدفاع تتواصل مع دومنيك إذ غاب مدافع «الديوك» ايريك ابيدال عن تدريب الفريق الاثنين الماضي بسبب ما وصفه المتحدث باسم المنتخب الفرنسي ب «اجهاد عضلي خفيف» من دون ذكر المزيد من التفاصيل. ولم تقتصر مشكلات ريمون دومينيك على أبيدال إذ أصيب وليام غالاس أيضاً بآلام في المعدة بعد تعافيه من اصابة في الساق، ويبدو أن الخناق يشتد على المدرب الفرنسي كون الثنائي أبيدال وغالاس شاركا سوياً في آخر ثلاث مباريات ودية. وفي المنتخب الهولندي، جاءت إصابة المهاجم أربين روبن لتوجه ضربة قاسية للمدرب برت فان مارفيك الذي قال صراحة: «تمنيت أن أخسر اللقاء ولا أخسر روبن». وأصيب روبن بتمزق عضلي في الفخذ الأيسر في المباراة الودية التي جمعت منتخب بلاده بهنغاريا وانتهت لمصلحة هولندا ب 6 أهداف في مقابل هدف، وأحرز روبن هدفين من أهداف «الطواحين». وانضم المنتخب النيجيري جون اوبي ميكل الى قافلة المصابين إذ قال لاعب وسط تشلسي الانكليزي انه يفضل عدم المشاركة في «المونديال» تجنباً لتفاقم إصابته في ركبته. وقال المسؤول عن المنتخب النيجيري ايمانويل عطا: «استبعدنا ميكل من المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم بعد ان أبلغنا بأنه لن يغامر بمستقبله لأنه لم يتعاف تماماً من جراحة في ركبته خضع لها أخيراً». واستعاض مدرب المنتخب النيجيري لارس لاغرباك عن ميكيل بالمهاجم براون ايدييه الذي يلعب في صفوف سوشو الفرنسي. ولم يشارك ميكل في المباراتين الوديتين ضد السعودية وكولومبيا الاسبوع الماضي. قائمة أبرز المصابين طاولت أيضاً صانع ألعاب منتخب ايطاليا لكرة القدم اندريا بيرلو الذي تعرض لإصابة في ربلة الساق اليسرى خلال معسكر المننتخب الايطالي وهو ما حدا به إلى الخضوع لبرنامج إعادة تأهيل عاجلة في محاولة للحاق بركب «المونديال» إذ ينتظر لاعب كالياري اندريا كوسو قرار المدرب في حال تم استبعاد بيرلو من القائمة إذ يعد كوسو البديل المحتمل لبيرلو. وبعيداً عن حمى الإصابات، لم تخلُ قائمة مسببات الغياب من الظروف العائلية وأبرزها غياب حارس مرمى المنتخب الاسترالي وميدلزبره الانكليزي براد جونز بسبب اصابة ابنه بمرض سرطان الدم، وهو ما جعله يغادر جنوب افريقيا سريعاً وهو ما حدا بالاتحاد الاسترالي إلى تقديم طلب عاجل للاتحاد الدولي لكرة القدم لاستبداله في قائمة «الكانغرو»، وهو الطلب الذي وافق عليه «الفيفا» ليحل الحارس ليوغين غاليكوفيتش بدلاً منه. ولا شك أن غياب الحارس جونز لا يشكل ضربة فنية بحد ذاته بقدر ما يسبب أزمة معنوية لزملائه، نظراً إلى الظروف النفسية التي يمر به وقال قائد المنتخب لوكاس نيل: «الخبر المأسوي صدمة على جميع اللاعبين الذي سيقفون الى جانب جونز ويدعمونه تماماً». وعلى عكس ما يدور في المنتخبات الأخرى يشهد المنتخب المكسيكي عودة لاعبيه المصابين إذ يبدو المدرب خافيير اجيري سعيداً بعودة المدافع رفائيل ماركيز والذي شارك في التدريبات الاثنين الماضي للمرة الأولى منذ وصول منتخب بلاده إلى جنوب افريقيا، إثر إصابة تعرض لها في الساق اليمنى، فضلاً عن عودة المهاجم جويرمو فرانكو والذي كان يعاني من أصابة أيضاً إلا أن الأخير يبدو أكثر جاهزية للمشاركة أساسياً إذ لم يتردد المدرب في إبداء رغبته في ذلك من خلال التدريبات. قائمة العائدين من الإصابة تضم أيضاً لاعب وسط المنتخب الهندرواسي ويلسون بالاسيوس والذي كان يعاني من إصابة في ساقه اليسرى إبان مشاركته في المباراة الودية أمام المنتخب الروماني في معسكر الفريق الاعدادي في النمسا مطلع الأسبوع الحالي، وهي الإصابة التي اضطرت القائمين على المنتخب الهندرواس إلى نقله الى المستشفى للخضوع للفحوص.