شهد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس خلافات مصرية- قطرية حادة، بعدما رفضت الدوحة المرشح المصري للأمانة العامة للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وفي بداية الاجتماع الوزاري، اعترضت قطر والسودان على اختيار وزير الخارجية المصري السابق لخلافة الأمين العام نبيل العربي، الذي قال إنه لا يرغب بالتجديد، ثم سحب السودان اعتراضه لاحقاً لكن قطر تمسكت باعتراضها، مشيرة إلى أنها لا تعترض علي جنسية المرشح، وإنما على اسمه. وطلب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم إرجاء التصويت شهراً، «إلى حين الوصول إلى توافق»، مستنداً إلى نص في لائحة الجامعة يلزم بانتخاب الأمين العام «في غضون شهر» من اجتماع الدورة غير العادية المطلوب منها اختياره. ورفضت القاهرة المهلة التي طلبتها قطر، وأصرت على الانتهاء من الملف أمس وطلبت التصويت على مرشحها لنيل ثلثي الأصوات، وفق اللائحة التي تقول بالتصويت في حال غياب الإجماع أو غياب قاعدة التوافق، وأوضحت أن «قاعدة في غضون شهر تعني أن الشهر بدأ بالفعل باجتماع الدورة غير العادية». غير أن دولاً عربية عدة أصرت على الإجماع، ودعت مصر إلى الصبر في سبيل التوصل إليه. وأشارت مصادر ديبلوماسية عربية إلى أن السعودية والإمارات بذلتا جهوداً لإقناع قطر بالموافقة على المرشح المصري. وعُقد اجتماع ضم وزراء خارجية مصر والسعودية والإماراتوقطر ونائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي، لإقناع قطر بالتراجع عن الاعتراض، ثم جرت تفاهمات بين المسؤولين القطريين والسودانيين. وبعد إخفاق المحاولات، بدأ اجتماع تشاوري لكل الوفود ترأسته البحرين، لم يحسم الملف، فانتقل الوزراء إلى افتتاح دورتهم العادية الرقم 145، ثم عادوا إلى جلسة تشاورية في إطار الدورة غير العادية التي طلبتها مصر لتسمية الأمين العام الجديد، قبل أن يعقدوا جلسة ثالثة لمناقشة اختيار الأمين العام مساء. وبررت مصادر اعتراض قطر بمواقف أبو الغيط منها إبان توليه حقيبة الخارجية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، فيما اعتبره ديبلوماسيون في القاهرة «نوعاً من المناكفة لمصر» التي تمر علاقاتها بالدوحة بأسوأ فتراتها، خصوصاً منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في العام 2013. وكانت القاهرة تلقت قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري دعم عواصم عدة لترشيح أبو الغيط للمنصب، وقال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن الوزير سامح شكري «أُخطر بدعم تونس لترشيح أبو الغيط»، خلال لقاء مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي. والتقى شكري وزراء خارجية السعودية عادل الجبير وسلطنة عمان يوسف بن علوي قبيل انطلاق الاجتماعات، كما اجتمع مساء أول من أمس مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية الجزائري عبدالقادر مساهل، الذي نقل إليه دعم بلاده ترشح أبو الغيط. وعقدت اللجنة الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، اجتماعاً وزارياً على هامش المجلس برئاسة الإمارات ومشاركة مصر والسعودية والبحرين والأمين العام للجامعة، «للبحث في استمرار إيران في اتباع سياسات عدائية تتعارض مع أحكام ميثاق الأممالمتحدة والنظر في الإجراءات التي يمكن الاتفاق عليها لمواجهة التدخلات الإيرانية المرفوضة في الشؤون الداخلية للدول العربية». وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن الفلسطيني عقدت اجتماعاً مساء أول من أمس في مقر الخارجية المصرية برئاسة شكري وحضور العربي ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت. وناقشت اقتراح فرنسا عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تنبثق عنه آلية دولية لمعالجة القضية الفلسطينية وفق جدول زمني محدد. وناقشت اللجنة التي تضم الأردن وفلسطين والمغرب وتترأسها مصر، تقديم مشروع قرار عربي حول الاستيطان إلى مجلس الأمن «لما يشكله من عقبة أمام السلام وأمام حل الدولتين، إضافة إلى المطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني». واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن «المبادرة الفرنسية جاءت في وقتها حتى لا يحدث مزيد من التصعيد على الأرض، وما يهمنا مخرجاتها». وشدد على «ضرورة اللجوء إلى مجلس الأمن لإعطاء دعم قوي لتلك المبادرة حتى تستطيع أن تحقق أهدافها».