قال مسؤولون فلسطينيون إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لم يحمل مبادرة سياسية جديدة في زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية أمس، لكنه قدم للجانبين أفكاراً عن رؤية إدارة الرئيس باراك أوباما للحل السياسي النهائي. وأضافوا أن اتصالات ومشاورات تجري منذ فترة بين الجانبين الفلسطيني والأميركي في شأن الحل السياسي. وأوضح مسؤول رفيع ل»الحياة» أن الإدارة الأميركية تعد لتقديم «أفكار» للحل السياسي قبل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما لتكون بمثابة الأساس الذي تستند إليه الإدارة الأميركية المقبلة. وأضاف هذا المسؤول: «هناك اتصالات في شأن هذه الأفكار، والجانب الفلسطيني أوضح للجانب الأميركي أن أي أفكار للحل يجب أن تستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي تنادي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة له، وأن أي عملية سياسية قادمة يجب أن تقوم على تجميد الاستيطان أولاً، والاتفاق على الحدود وعلى نسب تبادل الأراضي، ثم الانطلاق لمناقشة تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي لجهة المراحل والفترات الزمنية لكل مرحلة». وقال إن الجانب الفلسطيني حذر الإدارة الأميركية من أنه لن يقبل أي مبادرة أو أفكار تتضمن الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، أو إسقاط حق اللاجئين في العودة. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت قبل أيام عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أوباما يعد لمبادرة سياسية تقوم على مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان وقبول دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، ومطالبة الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وإسقاط حق العودة للاجئين. وأعرب الفلسطينيون عن انزعاجهم من استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لعملية طعن في مدينة يافا ترافقت مع زيارة بايدن للتحريض على السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» بسبب عدم استنكار العملية، واتهامه السلطة بممارسة «التحريض» وتشجيع العمليات. وقال نتانياهو: «من غير المقبول على شركائنا عدم إدانة العمليات الإرهابية التي قتل فيها سائح أميركي، بل على العكس من ذلك، فإن فتح التي يترأسها أبو مازن (الرئيس محمود عباس)، تقوم بمباركة هذه العملية. يجب على كل المجتمعات الحديثة الاتحاد في الحرب ضد الإرهاب، لقد سبق وتحدثنا عن التحريض ضد إسرائيل في المجتمع الفلسطيني الذي يريد بناء دولة مكان دولة إسرائيل وليس إلى جانبها». بدوره، قال بايدن: «إذا لم نمسك الإرهابيين فإنهم سيصلون إلينا، ونحن نرى ذلك في أنحاء العالم، الولاياتالمتحدة تدين بشدة هذه العمليات الإرهابية، وكذلك تدين كون المسؤولين لا يدينون هذه العمليات»، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية. وأضاف: «من غير المقبول أن يرى بعض المسؤولين أن هذه السياسة مقبولة، هذه العمليات ضد مواطنين أبرياء، لا يوجد أي مبرر لهذا العنف الإجرامي، ونحن نقف إلى جانب إسرائيل». وقال أنه سيزور المصابين في المستشفى، موضحاً أن زوجته جيل وأحفاده كانوا يتناولون طعام العشاء على شاطئ في تل أبيب بينما كان فلسطيني يطعن سائحاً أميركياً حتى الموت ويتسبب بإصابة 11 شخصاً آخرين بجروح «في مكان لا يبعد كثيراً». ولم يتطرق بايدن إلى الخلاف الذي برز مع نتانياهو على خلفية رفضه تلبية دعوة لزيارة واشنطن. وبعد غضب إدارة أوباما من هذا الموقف، أعلن مكتب نتانياهو أنه إنما أراد أن يتجنب الزيارة في أوج الحملة الانتخابية الأميركية. واكتفى نتانياهو بالقول خلال المؤتمر الصحافي: «الولاياتالمتحدة وإسرائيل أكثر قوة عندما تعملان بشكل مشترك، وأنا أرغب في العمل معك ومع الرئيس أوباما». من جهة أخرى، حذر بايدن من أن بلاده ستتحرك في حال قيام إيران بتجارب إطلاق صواريخ باليستية، قائلاً: «أود أن أؤكد مجدداً، لأني أعلم أنه لا تزال هناك شكوك لدى البعض، سنتحرك في حال خرقوا فعلاً الاتفاق (النووي)». وكان مقرر أن يلتقي بايدن الرئيس الفلسطيني في رام الله مساء أول من أمس.