لمح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في تصريحاته أمس إلى أن إنجاز تفاهمات مع واشنطن في شأن التجميد الموقت للاستيطان، قد لا يتم خلال الجولة الحالية للموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي وصل إلى إسرائيل أمس ويلتقي نتانياهو اليوم، وقال إن ثمة حاجة إلى مزيد من الوقت للتفاوض على المسائل التي لم يتم التوصل حولها إلى اتفاق. من جهتها، أفادت صحيفة «هآرتس» اعتماداً على مصادر فلسطينية وأوروبية، أن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستستأنف الشهر المقبل على أساس تفاهم تم التوصل إليه أخيراً يقضي بالإعلان رسميًا خلال عامين عن قيام دولة فلسطينية. وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته، وقبل ساعات قليلة من مغادرته إلى القاهرة ولقائه الرئيس حسني مبارك مساءً، إن ثمة تقدماً طرأ في المفاوضات مع الأميركيين في بعض المسائل «لكن هناك مسائل أخرى لم نسجل فيها تقدماً». وأضاف أن «ثمة عملاً ينتظرنا ونأمل بأن ننجح في تقليص الفوارق وجسر الفجوات لنتمكن من تحريك العملية السياسية». وحمل الفلسطينيين مسؤولية التأخير في استئناف المفاوضات بقوله: «لسنا نحن من يضع عقبات، ومن جانبنا لا يوجد ما يؤخر خوض مفاوضات سياسية فوراً». وأضاف نتانياهو إن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى إطلاق صاروخي كاتيوشا على شمال إسرائيل اول من امس. وتابع مهدداً أن إسرائيل «لن تسلّم بمثل هذه الممارسات وبأي إرهاب ينطلق في اتجاه مواطنيها». وأضاف أن إطلاق الكاتيوشا تم من منطقة تقع جنوب نهر الليطاني و«هذا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الرقم 1701». وحمّل حكومة لبنان المسؤولية «عن أي خرق لوقف النار وأي اعتداء على أراضينا. سنواصل الدفاع عن أنفسنا، أمنياً وفي الحلبة الدولية وسنواصل مساعينا من أجل السلام». المفاوضات تركز على الحدود اولاً من جهة اخرى، ذكرت «هآرتس» ان المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي ستستأنف الشهر المقبل ستركز في المرحلة الأولى على ترسيم الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية. وأضاف أنه إزاء تحفظات الفلسطينيين من دولة في حدود موقتة، بحسب ما تقترحه «خريطة الطريق» الدولية، اتفق على أن تكون السيرورة بمثابة «اعتراف مسبق» بفلسطين على أساس إعلان أميركي وأوروبي رسمي بأن الحدود الدائمة ستستند إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 (مع إمكان تعديلها بالتوافق على مقايضة أراض). وتابع انه حيال معارضة نتانياهو البحث في المرحلة الأولى من المفاوضات في قضيتي القدس واللاجئين، فإن ذلك لن يؤخر الإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة. في المقابل، لن يشكل مطلب نتانياهو من الفلسطينيين اعترافهم بإسرائيل دولة للشعب اليهودي وقيام دول عربية بخطوات تطبيع شرطاً مسبقاً لاعتراف مسبق بالدولة الفلسطينية. ونقل الصحافي الإسرائيلي عن مسؤول فلسطيني تأكيده أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) قرر في الأيام الأخيرة تعيين الدكتور صائب عريقات رئيساً لطاقم المفاوضات الفلسطيني، مضيفاً أن عباس نفسه سيدير على خط مواز مفاوضات على انفراد مع نتانياهو على غرار ما فعل مع سلفه ايهود اولمرت. ونقل عن نتانياهو قوله في أحاديث مغلقة إن الخلافات مع ميتشل على قضية الاستيطان تتناول مدة تجميد البناء في المستوطنات في الضفة، وأنه فيما وافق نتانياهو على أن تكون لستة أشهر، يطالب الأميركيون بأن تمتد الفترة لمدة عام. وأعرب نتانياهو أمام مستمعيه عن ثقته بأنه سيتم التوصل إلى تسوية في هذا الشأن، من دون استبعاد أن يتم ذلك خلال لقائه ميتشل اليوم، ما من شأنه أن يمهد للقاء ثلاثي في نيويورك الأسبوع المقبل يجمعه بالرئيس باراك اوباما وعباس على هامش افتتاح الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وقال مصدر ديبلوماسي رفيع لم تحدد هويته الصحيفة إن اقتراح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بأن تقبل الأممالمتحدةفلسطين عضواً فيها بعد عامين، تم طرحه بموافقة كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. وتابع أن الخطة تستند أيضاً إلى أفكار طرحها الرئيس شمعون بيريز على نتانياهو وزعماء أجانب بينهم مبارك وميتشل ووزير الخارجية الأسبانية ميغيل موراتينوس.