أعلنت الخرطوم أمس، أنها ستدك آخر حصون «حركة تحرير السودان» برئاسة عبدالواحد نور في وسط دارفور خلال يومين، فيما قال متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» أنهم صدوا هجوماً كبيراً للقوات الحكومية في منطقة النيل الأزرق وكبدوها خسائر كبيرة. وقال حاكم ولاية وسط دارفور جعفر عبدالحكم، خلو محافظة شمال جبل مرة بخاصة مناطق روكرو من التمرد، ووعد بدخول الجيش منطقة سرورنق الحصينة بمحافظة وسط الجبل «قولو» آخر معاقل التمرد بالولاية خلال اليومين القادمين. وقال عبدالحكم، لدى مخاطبته قيادات «حزب المؤتمر الوطني الحاكم» في زالنجي عاصمة وسط دارفور، إن الهزيمة التي لحقت بالمتمردين بعد المعارك التي خاضها الجيش السوداني في منطقة جبل مرة، أجبرت بعضهم على الفرار بعد «هلاك البعض ورجوع الكثيرون منهم لصوت العقل والدخول مع الحكومة في السلام ولم يتبقَ منهم إلا فلول في منطقة سرورنق والتي بات تحريرها وشيكاً». ودعا بقية قوات التمرد للحاق بقاطرة السلام وترك عبدالواحد نور، وشأنه وقال إنه سيعود وحيداً في القريب. وتابع: «إذا تقدم التمرد خطوة للسلام فستتقدم الحكومة عشر خطوات»، موضحاً أن المواطنين في محلية شمال جبل مرة انتظموا في مراكز التسجيل للاستفتاء لتحديد المصير الإداري لدارفور. وفي المقابل، قال الناطق باسم «الحركة الشعبية – الشمال» ارنو نفوتلو لودي أن قواتهم صدت هجوماً كبيراً للقوات الحكومية على جبل كيلقو في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الإثيوبية، وكبدوها خسائر فادحة. وفي الوقت ذاته، انتقد رئيس «الحركة الشعبية - الشمال» مالك عقار المجتمع الدولي والإقليمي، واتهمته بغض الطرف عن الظلم وعن انتهاكات الحقوق داخل السودان، لا سيما في مناطق الحروب في جنوب كردفان والنيل الأزرق. ودعا إلى توجيه موارد البلاد لتحسين الظروف المادية والاجتماعية للسودانيين كافة، موضحاً «أن تاريخ الظلم الاجتماعي في السودان والممتد منذ الاستقلال وحتى اليوم، يتمثل بعدم المساواة في توزيع الثروة والموارد، والمعاملة غير العادلة والتمييز ضد الأفراد على أساس العرق والثقافة والدين والجنس وهيكل السلطة».