تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية –الشمال» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أمس، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، فيما تجددت الاشتباكات بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا العربيتين في شرق دارفور، حيث استُخدمت أسلحة ثقيلة وسط مخاوف من سقوط مئات الضحايا من الجانبين. وأعلنت قوات الدعم السريع، التابعة لجهاز الأمن السوداني أن قواتها استعادت السيطرة على منطقتي عقب والهدرا في ولاية جنوب كردفان، وقتلت 20 من متمردي «الحركة الشعبية- الشمال». وأكد القائد الميداني لتلك القوات في ولاية جنوب كردفان أبوعبيدة محمد دين أن جنوده «سيطروا على منطقتي عقب والهدرا واستولوا على كميات من الأسلحة والذخائر بعد فرار المتمردين من المنطقتين مخلّفين وراءهم 20 قتيلاً». وأضاف أنهم سيواصلون مهاجمة كل الأماكن التي تؤوي المتمردين ضمن حملة واسعة شنتها القوات الحكومية، ضمن عمليات الصيف الحاسم على قواعد المتمردين حتى يتم تطهير الولاية من «فلول التمرد». وفي شمال دارفور، قال القائد في قوات الدعم السريع عبدالرحيم جمعة إن قواته استردت أكثر من 2000 رأس من الإبل والأبقار والضأن، مؤكداً القضاء على التمرد في الإقليم بنسبة 90 في المئة. أما في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الأثيوبية، فذكر الناطق باسم متمردي «الحركة الشعبية– الشمال» أرنو نقوتلو لودي في بيان أمس، أن مقاتليهم صدوا أول من أمس، هجومين شنتهما القوات الحكومية وقتلوا 13 منهم ودمروا 16 سيارة. وذكر لودي أن الهجومين وقعا في جبل كولقو في مقاطعة بوط في ولاية النيل الأزرق. وأضاف: «كبدنا العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد»، موضحاً أن قواتهم دمرت دبابة واستولت على شاحنة عسكرية و20 قطعة من رشاشات كلاشنيكوف وأسرت الجندي حامد بانقا عيسى، وخسرت عنصراً و3 جرحى. وفي تطور آخر، اندلعت مواجهات دامية بين قبيلتي المعاليا والرزيقات في ولاية شرق دارفور بعد ظهر أمس، استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة، وسط مخاوف من سقوط مئات الجرحى والقتلى، جراء الاقتتال الذي يُعد الأعنف حتى الآن بين الطرفين. وأعربت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور «يوناميد» عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوتّر بين القبيلتين. وحضّت زعماء وأعضاء القبيلتين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والانخراط في حوار مُجدٍ من شأنه تسوية خلافهما. وأكدت البعثة مواصلة جهودها في حماية المدنيين وتسهيل ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية وزعماء القبيلتين وغيرهم من الشركاء لنزع فتيل التوتر والتوصل إلى مصالحة تحقق الاستقرار بالمنطقة.