اتسع نطاق المعارك المندلعة منذ أسابيع بين القوات السودانية وتحالف متمردي «الجبهة الثورية» ليشمل ولايات وسط دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وأعلن الطرفان تحقيق انتصارات والسيطرة على مواقع، في حين يعيش المدنيون من سكان تلك المناطق أوضاعاً إنسانية حرجة. وأعلن متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» وهي أكبر فصيل في «الجبهة الثورية»، أن قوة مشتركة بينها وبين «حركة تحرير السودان» - فصيل عبدالواحد نور، هاجمت رئاسة محافظة دلامي في ولاية جنوب كردفان. وقال الناطق باسم الحركة أرنو نقوتلو أن المعركة إستمرت ست ساعات، مؤكداً تكبيد القوات الحكومية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وقال نقوتلو فى بيان إن مدفعية المتمردين قصفت الجيش الحكومي في منطقة أم برمبيطة في الوقت ذاته الذي شُنّ فيه الهجوم على رئاسة محافظة دلامي. في المقابل، أكد الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، تصدي الجيش لهجوم المتمردين على مدينة دلامي في ولاية جنوب كردفان. وأضاف أن المتمردين قصفوا المدينة ما أدى الى مقتل عدد من النساء والأطفال، وذلك تمهيداً لدخولها عبر محورين. وأكد أن «القوات المسلحة تصدت لهم وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ما أدى إلى فرار باقي المتمردين الذين طاردهم الجيش وأعاد الأمن والهدوء والاستقرار إلى المدينة». وذكر سعد أن الجيش صدّ هجوماً آخر لمتمردي «حركة تحرير السودان» بزعامة نور، على قافلة تجارية كانت ترافقها قوة من الجيش من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في طريقها إلى زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، مبيناً أن الهجوم وقع في منطقة فوقو ديكو. وأضاف أن الجيش استولى على 14 سيارة مسلحة و26 مدفعاً من مختلف الأنواع وبعض الأسلحة الصغيرة. وفرّ بقية المتمردين في اتجاه منطقة كبكابية حيث طاردتهم قوة من الجيش جُرح 7 من عناصرها. من جهة أخرى، قال سعد إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على منطقة ملكن الاستراتيجية في جبال الانقسنا الواقعة في ولاية النيل الازرق المتاخمة للحدود الاثيوبية. وأضاف: «بهذا نكون تمكنا من تأمين جبال الأنقسنا تماماً وتأمين المواطنين والمشاريع الزراعية والتعدين». وكان الرئيس السوداني عمر البشير أكد خلال مخاطبته قيادات الحزب الحاكم في ولاية النيل الأزرق أمس، ان العام الجاري سيشهد «صيفاً ساخناً» لحسم التمرد، مثنياً على تقدم الجيش في النيل الأزرق وجنوب كردفان.