حذّرت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد»، أمس، من أن ازدياد معدلات العنف في الإقليم «ينذر بالخطر»، فيما تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في ولاية جنوب كردفان ما أوقع أكثر من 20 قتيلاً بين الطرفين وسط جدل في شأن علاقة التمرد مع دولة الجنوب المجاورة. وأكد رئيس البرلمان، أحمد إبراهيم الطاهر، أن أمام متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» فرصة واحدة هي العودة إلى الداخل وترك العمل العسكري وفك الارتباط مع «القوى الخارجية»، مبيّناً أن «أصدقاء» المتمردين في أميركا نصحوهم باللجوء إلى العمل السياسي بدل العسكري. وشدد الطاهر في تصريحات، أمس، على أنه لا توجد فرصة لمتمردي الشمال في الاستمرار في النشاط العسكري بعدما فقدوا خط الامداد بسبب توقيع اتفاقات تعاون بين الخرطوموجوبا أخيراً، مشيراً إلى أن حركة التمرد التي «كانت تستقوي بالجيش الجنوبي» باتت الآن تواجه وضعاً ضيقاً بعد الاتفاق بين السودان وجنوب السودان. وأضاف الطاهر أن حكومته ضمنت أن جوبا لن تكون خطاً لمد الحرب في السودان وخصوصاً في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وطالب نواب في مجلس الولايات (الغرفة الثانية في البرلمان) الحكومة بفتح باب التفاوض المباشر مع متمردي الشمال من دون أي محاذير والوصول معهم إلى اتفاق بغض النظر عن الجدل القانوني المتعلق بوضعهم بعد انفصال الجنوب. وقال وزير الدولة للشؤون الرئاسة إدريس عبدالقادر أمام المجلس إن منطقة أبيي ستظل تحت سيادة السودان إلى أن يحسم مستقبلها عبر الاستفتاء أو أي خيارات سياسية أخرى يتفق عليها الطرفان. وأبدى عدم ممانعة الخرطوم في تقسيم أبيي مناصفة مع جوبا. وتابع: «لا نمانع في التقسيم أو أي خيارات أخرى إذا اتفق الطرفان على تجميد الاستفتاء». إلى ذلك، قالت السلطات السودانية في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لدولة جنوب السوان إن متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» هاجموا منطقة أم دحليب ما أدى إلى مقتل 12 متمرداً وأربعة مدنيين. وقال محافظ منطقة كالوقي في ولاية جنوب كردفان آدم الفكي إن «قوة من المتمردين تقدر بنحو 110 من المقاتلين هاجمت منطقة أم دحليب (30 كلم شرق قاعدة التمرد الرئيسية في كاودا)، لكن القوات الحكومية صدتهم وكبدتهم خسائر كبيرة». وتابع أن «القوات الحكومية لا تزال تطارد المتمردين في منطقة جبل دوبي». وهذه المرة الثانية في خلال ثلاثة شهور التي يهاجم فيها المتمردون منطقة أم دحليب. كما حذرت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد» أمس من أن ازدياد معدلات العنف في الاقليم «ينذر بالخطر». وقالت رئيسة البعثة بالوكالة عائشة سليمان في افتتاح اجتماع شركاء دوليين لتنفيذ اتفاق سلام الدوحة في الخرطوم أمس: «نشاهد ازدياد الحوادث الأمنية في شمال دارفور بما فيها صدامات مسلحة بين مجموعات مختلفة، وينتج من ذلك أعداد كبيرة من الضحايا». ووصف قائد قوات «يوناميد» باتريك نيومبا الأوضاع في دارفور بأنها معقدة وقال إن هناك قتالاً بين الحكومة والحركات المسلحة بجانب أعمال الاجرام واللصوص.