قلّلت بكين من أهمية معلومات أفادت بنشرها صواريخ أرض-جو على جزيرة متنازع عليها في بحر الصينالجنوبي، فيما التزمت «رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في اختتام قمة استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما في كاليفورنيا، إيجاد «تسوية سلمية للنزاعات» في المنطقة. وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن «الشيوعيين الصينيين نشروا نظام دفاع صاروخي جوي» على جزيرة «وودي» في بحر الصينالجنوبي. ورجّح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية نشر بكين صواريخ أرض-جو على الجزيرة، في خطوة اعتبر الأميرال هاري هاريس، قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، أنها «تضفي صبغة عسكرية على بحر الصينالجنوبي، في شكل قال الرئيس (الصيني) شي جينبينغ إنه لن يفعله». وكانت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية بثّت أن صوراًَ التقطتها أقمار اصطناعية تابعة لشركة «إيميج سات انترناشونال» أظهرت أن الجيش الصيني نشر الأسبوع الماضي بطاريتين في كلّ منها ثماني قاذفات صواريخ ونظام رادار، على جزيرة «وودي»، وهي جزء من أرخبيل «بارسيل» في بحر الصينالجنوبي، وتطالب بها أيضاً تايوان وفيتنام. ونقلت الشبكة عن مسؤول أميركي أن الصواريخ هي من طراز «أتش كيو-9» للدفاع الجوي، ويبلغ مداها 200 كيلومتر، معتبراً أنها ستشكّل تهديداً لأي طائرات مدنية أو عسكرية تحلّق قرب الجزيرة. وفي مطلع الأسبوع قالت مجلة ديبلومات إن الصين تبني قاعدة لطائرات الهليكوبتر في دنكان وهي جزيرة أخرى في أرخبيل بارسيل. ورأى كيفين تشينغ، وهو رئيس تحرير مجلة «آسيا باسيفيك ديفينس» لشؤون الدفاع في آسيا والمحيط الهادئ، وتصدر في تابه، أن نشر الصواريخ «يمكن أن يُعتبر انتهاكاً للدعوة الأميركية إلى حرية الملاحة في المنطقة، ويصبح مبرراً لواشنطن للتدخل في شؤونها». لكن وزارة الدفاع الصينية تحدثت عن «مبالغة» في وسائل إعلام غربية، مشددة على أن جزر «باراسيل» أرض صينية، ومشيرة إلى أن «نشر دفاعات جوية وبحرية في الجزر والشعاب ذات الصلة، موجود منذ سنوات». ووصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي التقارير في هذا الصدد بأنها «محاولة من وسائل إعلام غربية لإيجاد قصص جديدة». وأضاف بعد لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب أن على الصحافة أن «تولي اهتماماً أكبر بالمنارات التي شيّدناها على جزر وحياد مرجانية في بحر الصينالجنوبي». وأكد أن «منشآت الدفاع عن النفس التي شيدتها الصين في الجزر، تتماشى مع حق الحفاظ على النفس وحمايتها الذي تتمتع به الصين وفق القانون الدولي، لذلك يجب ألا يكون هناك أي تساؤل حول ذلك». السجال حول نشر الصواريخ الصينية تزامن مع اختتام أوباما قمة «آسيان» في كاليفورنيا، مشدداً على وجوب التوصل إلى تسوية «سلمية» لأي نزاع حدودي في بحر الصينالجنوبي. وأشار إلى أن المجتمعين ناقشوا «ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة في البحر لخفض التوترات»، داعياً إلى «الامتناع عن القيام بمزيد من أعمال الاستصلاح والتشييد، ووقف عسكرة مناطق متنازع عليها»، في إشارة إلى النشاطات الصينية في المنطقة. وكرر أن «الولاياتالمتحدة ستتابع التحليق والإبحار والتحرك، في كل مكان يسمح به القانون الدولي، وسندعم حق كل الدول في أن تفعل الأمر ذاته». لكن بياناً مشتركاً صدر بعد القمة لم يتضمن إشارات محددة كانت واشنطن تطلبها في شأن بكين ومحاولتها تأكيد سيطرتها على بحر الصينالجنوبي. واكتفى البيان بإبراز أهمية «الاحترام المتبادل لسيادة الأراضي ووحدتها، والمساواة والاستقلال السياسي لكل الدول»، لافتاً إلى «التزام مشترك بتسوية سلمية للنزاعات».