رفضت بكين، اليوم (الأحد)، الدعوة التي وجهتها اليها واشنطن لوقف عمليات الردم في بحر الصينالجنوبي، مؤكدةً ان ما تقوم به يندرج في اطار ممارستها لسيادتها، ويعزّز قدراتها في مجال البحث والانقاذ البحري. وقال نائب رئيس هيئة أركان جيش التحرير الشعبي الصيني، الادميرال سون جيان قوه، خلال مؤتمر دولي في سنغافورة يحضره مسؤولون عسكريون كبار، إن «الوضع في بحر الصينالجنوبي هو في شكل عام سلمي ومستقر، ولم يسبق ان حدثت فيه ابدا اي مشكلة تتعلق بحرية الملاحة». واضاف ان «الصين قامت ببناء بعض الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصينالجنوبي، وذلك أساساً بغرض تحسين وظائف الجزر والشعاب ذات الصلة، وتحسين ظروف العمل والمعيشة للأفراد المتمركزين هناك». واكد المسؤول العسكري الصيني انه «فضلاً عن تلبية الاحتياجات الدفاعية اللازمة، فان هذه الاعمال ترمي بالاكثر الى تحسين قدرة الصين على تحمل مسؤولياتها واداء التزاماتها الدولية في ما خصّ البحث والإنقاذ البحري، والوقاية من الكوارث، والإغاثة والبحث العلمي البحري، ومراقبة الأرصاد الجوية وحماية البيئة وسلامة الملاحة، وإنتاج مصايد الأسماك، والخدمات». واتى تصريح سون غداة مطالبة وزير الدفاع الاميركي كارتر آشتون، خلال المؤتمر نفسه، كل الدول التي تتنازع السيادة في بحر الصينالجنوبي ب«وقف فوري ومستديم» لعمليات الردم التي تقوم بها لانشاء جزر شبه اصطناعية في المنطقة، مؤكداً ان ما تقوم به بكين خصوصاً في هذا المجال «لا يتفق» والقواعد الدولية. وقال كارتر، أمس (السبت): «قبل كل شيء نريد تسوية سلمية لكل النزاعات، وفي سبيل ذلك يجب ان يكون هناك وقف فوري ومستديم لاعمال الردم من جانب كل المطالبين»، بالسيادة على ارخبيل «سبراتليز». واضاف «نحن نعارض ايضاً اي عسكرة اضافية للمناطق المتنازع عليها»، مشدداً على ان القوات الاميركية ستواصل الدخول الى ما اسماه المياه والاجواء الدولية في هذه المنطقة المتوترة. واكد الوزير الاميركي ان ما تقوم به بكين في بحر الصينالجنوبي «لا يتفق مع القواعد والمعايير الدولية». ولكن آشتون اعترف ايضاً بأن هذه الاعمال لا تقتصر على الصين وحدها، بل ان دولاً اخرى تقوم بمثلها، ولكن على مستوى ادنى ونطاق اضيق، كفيتنام (48 جزيرة اصطناعية) والفيليبين (8) وماليزيا (5) وتايوان (1). واضاف «لكن هناك دولة واحدة مضت اسرع بكثير، وابعد بكثير، من اي دولة اخرى، وهي الصين. الصين تطالب بالسيادة على الفي آكر اي اكثر من جميع المطالبين الباقين مجتمعين، واكثر مما شهدته المنطقة في تاريخها برمته، والصين فعلت ذلك في غضون الاشهر ال18 الاخيرة فقط». وجزر «سبراتليز» تشكل ارخبيلاً مترامياً في بحر الصينالجنوبي، يمتد على مساحة تناهز 410 الاف كيلومتر مربع. وتقع عند تقاطع طرق بحرية استراتيجية للتجارة العالمية، ويُعتقد انها تحوي احتياطاُ كبيراُ من المحروقات. ويتنازع السيادة الكاملة او الجزئية على هذه الجزر كل من الصين وفيتنام والفيليبين وبروناي وتايوان وماليزيا. وكانت قمة «رابطة دول جنوب شرق آسيا» (آسيان) حذرت في نهاية نيسان (ابريل) الماضي من ان عمليات الردم التي تقوم بها بكين في الارخبيل «يمكن ان تقوض السلام والامن والاستقرار». واظهرت صور التقطتها اقمار صناعية ونشرها مركز ابحاث اميركي ان الصين تقوم بعمليات ردم ضخمة لشعب مرجانية متنازع عليها. وتظهر الصور عمليات ردم ضخمة لتوسيع مساحة جزيرة صغيرة وبناء موانئ اصطناعية على الحيد البحري لجزر «سبراتليز».