فيما دخل لبنان مرحلة الاستحقاق الرئاسي مع بدء العد العسكي للمهلة الدستورية منذ يوم أول من أمس وحتى تاريخ 25 أيار (مايو) المقبل. وفي غياب أي صورة واضحة حول هوية الرئيس العتيد في ضوء تعدد المرشحين، ميّز رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بين الرئيس التوافقي والوفاقي. واعتبر في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «الرئيس التوافقي، يتقاسمه الزعماء ويقسّمون الوطن مناطق نفوذ. والرئيس الوفاقي، يجمع لبنان واللبنانيين في وحدة وطنية شاملة». أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فرأى أن «من مصلحة الجميع في لبنان أن يكون لنا رئيسٌ قويٌ فعلياً يُعيد للجمهورية قوتها بعد طول غياب، وإلا سيستمر الوضع في لبنان على ما هو عليه، هذا إن لم يتجه إلى ما هو أسوأ، وهذا ليس لمصلحة أحد على الإطلاق». وشدد على «أننا في حاجة لرئيس يملك برنامجاً سياسياً واضحاً، وبالطبع سأسحب «حزب الله» من سورية إذا ما أصبحتُ رئيساً للجمهورية، وهذا يعود للقوانين اللبنانية باعتبار أنه يمكن أن نفعل ما نريد تحت سقف القانون». وعن ترشحه للرئاسة، قال: «أنا مرشح طبيعي بمعنى أنني رئيس الحزب الأكثر شعبية عند المسيحيين كما تُشير كل استطلاعات الرأي، بالتالي من الطبيعي أن يكون اسمي متداولاً كمرشح رئاسي بين الأسماء المطروحة، ولكنني أنتظر اللحظة المواتية للإعلان الرسمي عن هذا الترشّح». وعن طرح عون ثلاثية أن يكون هو رئيساً للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة والأقوى شيعياً رئيساً لمجلس النواب، اعتبر أن «من الخطأ الربط بين رئاسة الجمهورية وأي شيء آخر، أو أي سلطة أخرى، كما أن الأقوى شيعياً كرئيس مجلس هو ما يحصل في الوقت الراهن باعتبار أن الثنائية الشيعية أي أمل و «حزب الله» اختارا الرئيس نبيه بري لهذا المنصب، وبالطبع الرئيس الحريري كرئيس للحكومة أرى أن هذا تحصيلٌ حاصل باعتبار أنه الأقوى سنّياً، بالتالي إذا اعتمدنا هذه المعادلة، تبقى انتخابات رئاسة الجمهورية كأي انتخابات أخرى». وعن رأي البطريرك الماروني بشارة الراعي بترشحه، أجاب: «أن رأي البطريرك هو أن من يرغب بالترشح فليترشح، وبالأخص الأقوياء على الساحة المارونية كي لا يتركوا فراغاً»، مؤكداً أن «الأمل في تسمية تيار المستقبل العماد عون كمرشح للرئاسة معدومٌ تماماً». وعن الغزل السياسي مع «حزب الله»، أوضح جعجع: «لسنا حلفاء مع «حزب الله»، بل نحن على طرفي نقيض في السياسة، ولكن موقفنا كان دائماً أنه يجب أن نتحاور لنصل إلى النتيجة المرجوة، وأي حوار يحتاج إلى منطلقات أولها الدستور والقوانين وثانيها الجديّة، وحتى الساعة وانطلاقاً من كل الحوار مع «حزب الله» لم يتبيّن أنه جديٌ في مسألة الحوار»، مشيراً إلى أنه «حتى لو تحالف التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، فمن المؤكد أننا لن نتحالف مع «حزب الله» كرد فعل». وعن علاقته بالمملكة العربية السعودية، أكّد جعجع «أن العلاقة مع المملكة بأفضل حال، وفي ذكرى 14 آذار هذا العام ما كدتُ أنتهي من خطابي حتى تلقيتُ اتصالاً هاتفياً من أحد كبار المسؤولين في المملكة ليُبدي رأيهُ إيجاباً بهذا الخطاب، ونحن على تواصل دائم مع سفير السعودية في لبنان ومع كل المسؤولين في المملكة تبعاً للظروف».