استدعى تصاعد وتيرة الحملات المتبادلة بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على خلفية إسقاط مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» لقانون الانتخاب امس، تدخل بكركي عبر رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الذي توجه إلى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالقول: «أنتما مسؤولان، فضعا كل شيء جانباً أمام مصلحة الوطن». ودعا إلى «الهدوء والحوار والتبصر والعمل من أجل إيجاد قانون توافقي»، مشيراً إلى أن الحديث عن «الحرب المسيحية-المسيحية هو لإراحة الساحة السنية الشيعية غير صحيح». وقال مطر في حديث إذاعي: «في اجتماع بكركي الأول كان هناك إجماع على الأرثوذكسي، وفي الاجتماع الثاني تم تعليق المشروع، وأصبح هناك تفكير في إيجاد قانون جديد توافقي يؤمن التمثيل الصحيح والمناصفة، ومن وقتها بدأ التداول بالقانون المختلط»، لافتاً إلى أن «البطريرك الماروني بشارة الراعي طلب منه زيارة القيادات والتمني عليهم مواصلة الجهود للوصول إلى توافق». «الأحقاد والمتاريس القديمة» وكان النائب إيلي كيروز حمل بعنف أمس على العماد عون، متهماً إياه ب «التقلب من النقيض إلى النقيض»، سائلاً: «كيف تتباهى باستعادة الحقوق في الانتخابات الماضية وتنقض موقفك اليوم؟»، معتبرا أن «الخلل في التمثيل المسيحي بدأ واستمر منذ عام 1990، عبر سيطرة النظام السوري في لبنان، ويستمر اليوم بتحالف عون مع حلفاء النظام السوري». وقال كيروز في مؤتمر صحافي في المجلس النيابي: «قانون الانتخاب لا يمكن أن يكون صنيعة طائفة أو حزب أو فريق»، داعياً «عون إلى وقف حملة المزايدات ومنع العودة إلى الأحقاد والمتاريس القديمة والحفاظ على مساحة من العقل»، كما دعا «المسيحيين إلى التبصر إذا كان الثمن تقدم المشروع السوري والإيراني الذي يلغي لبنان، وعلى القوى المسيحية توقيع ميثاق شرف في ما بينها لتوقف لغة التخوين». وإذ نفى كيروز كل الأحاديث حول تنازل جعجع عن «الأرثوذكسي»، لأنه وعد من قبل «المستقبل» بتأمين بعض المقاعد النيابية»، قال: «إن العماد عون هو رب التنازلات والتقلبات». ورد عضو «تكتل التغيير» النيابي نبيل نقولا بهجوم اتهم فيه جعجع بإسقاط «القانون الأرثوذكسي»، وقال: «جعجع، وكما فعل عام 1989، حين مشى بالطائف للتخلص من العماد عون، قايض اليوم الأرثوذكسي بالمختلط للهدف نفسه، فكل ما فعله ويفعله يندرج في إطار سعيه لنكاية العماد عون». «غرامه بالرئاسة أعمى قلبه» وإذ لفت إلى أن «جعجع الذي لا يأبه لمصلحة المسيحيين أقدم على اسقاط القانون الارثوذكسي بالضربة القاضية، ولم ينظر إلى ما سيخلفه قراره من تداعيات دراماتيكية على الوضع المسيحي»، توجه إليه قائلاً: «إذا كان (الرئيس السابق للحكومة) سعد الحريري وعدك برئاسة الجمهورية، فحري بك أن تتذكر الماضي القريب حين وعدك (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري بالشيء نفسه كي تسير بالطائف، فسعى لجعلك الزعيم المسيحي الأوحد، فاغتيل داني شمعون وهُجّر أمين الجميل والعماد عون وبعدها أتى دورك وحصل ما حصل... فإذا لم تتعلم من الدرس الأول نشك في أن تتعلم من الثاني، باعتبار أن غرامك بكرسي الرئاسة أعمى قلبك».