ينتظر ان يتسارع إعلان لوائح المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية في صفوف كل من المعارضة والموالاة بعد إقفال باب الترشح منتصف ليل اليوم، مع استنفاد مناورات ربع الساعة الأخير، في لعبة الحصص، ضمن كل فريق، على وقع المفاوضات الجارية التي أوجبت الإعلان عن إحجام البعض عن الترشح، أو عن تبديل في المرشحين أو عن التريث في إعلان بعض اللوائح لارتباط ذلك باكتمال الاتفاق على لوائح في مناطق أخرى، نظراً إلى ترابط الدوائر في ما بينها. وتوالت أمس عملية إعلان البرامج الانتخابية من قبل القوى السياسية الرئيسة. فعقد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) محمد رعد مؤتمراً صحافياً، حضره مرشحو الحزب وبعض الحلفاء، شدد فيه على أهمية «التفاهم التاريخي بين الحزب والتيار الوطني الحر (بزعامة العماد ميشال عون) كخطوة رائدة لجهة العمل على صوغ شراكة حقيقية». وركز على المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي «واستكمال تحرير ما تبقى من أراض محتلة، خصوصاً في مزارع شبعا وكفرشوبا»، معتبرا أن «أي استراتيجية دفاعية يمكن التوافق عليها لا بد من ان تنطلق من مسلمة الاستفادة من القدرات الراهنة للمقاومة والجيش والشعب ووضع خطة لتطوير هذه القدرات». وأكد برنامج «حزب الله» على التمسك بالشرعة الوطنية المعبّر عنها باتفاق الطائف وما اشتمل عليه الدستور من قضايا ميثاقية، داعياً الى «إنتاج سلطة متوازنة تحترم هذه الشرعة ولا تحيد عنها ولا تعبث بموجباتها». وذكّر باتفاق الدوحة معتبراً ان «الروح الوفاقية التي ساهمت في صوغه مدخل لتعزيز الشراكة الوطنية والعمل التوافقي». وطالب بإلغاء الطائفية السياسية وبقانون انتخاب على أساس النسبية والإنماء المتوازن واللامركزية الإدارية. وأعلن نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر الذي يشكل محور العمل على تشكيل لائحة في دائرة المتن الشمالي يتعاون فيها المستقلون مع قوى 14 آذار، عن ترشحه. وعرض في اجتماع حضره 45 رئيس بلدية و128 مختاراً ورؤساء نواد وجمعيات، ما وصفه ب «المحاسبة المطلوبة للنائب عما فعله خلال 4 سنوات، ثم البرنامج للسنوات المقبلة». وقال المر انه انضم الى تكتل نيابي مسيحي (يقصد تكتل العماد عون النيابي)، «يكون بيضة القبان بين فريقي المعارضة والموالاة ويشكل صمام الأمان وأداة التوازن الوطني». وأضاف: «أُصبنا بخيبات أمل لأن التكتل... بدأ بالمواقف السلبية تدريجاً ومقاطعة رئيس مجلس النواب والانسحاب من حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة، ومقاطعة رئيس الجمهورية (اميل لحود) والبطريركية المارونية والتهجم عليها والمشاركة في الاعتصامات ومقاطعة انتخابات الرئاسة وتعطيل جلسات الانتخاب». وتضمن عرض المر لبرنامجه المستقبلي تشديداً على بناء الدولة القادرة والعادلة واعتماد ما جاء في خطاب القسم للرئيس ميشال سليمان في 26-5-2009 ودعا الى «عدم التأثر بالشعارات الرنانة الفارغة وأن يتذكروا من كان السبب بالحروب العبثية». وفي سياق الحديث عما بعد الانتخابات، قال الرئيس سليمان أثناء استقباله وفداً من البرلمان الأوروبي «ان الدستور يلزم الاعتراف بالروح الميثاقية التي تكفل تمثيل الجميع أياً كانت نتائج الانتخابات». اما على صعيد العقد التي تؤخر إعلان اللوائح، فقد أوضحت مصادر في المعارضة ان العماد عون يتريث في إعلان لائحة بعبدا، نظراً الى انه يربط قبوله بالمرشح عن حركة «امل» للمقعد الشيعي طلال حاطوم بقبول رئيس البرلمان نبيه بري بترشح فوزي ابو فرحات عن المقعد الكاثوليكي في الزهراني بدلاً من النائب ميشال موسى أو بقبول مرشحه عن المقعد الماروني في جزين بدلاً من النائب سمير عازار المقرب من بري، وإلا فإن عون يطالب بمجاراته في ترشيح القيادي في تياره رمزي كنج (شيعي). وفي انتظار تدخل «حزب الله» بين الحليفين للمساعدة في معالجة التنافس، فإن الأمر نفسه حصل مع قوى 14 آذار حيث ادى إعلان «القوات اللبنانية» ترشيحها ريشار قيومجيان عن دائرة بيروت الأولى وإصرارها على ترشيح إدي ابي اللمع في المتن الشمالي، الى تأخر إعلان اللائحة في الدائرة الأخيرة، وكذلك في طرابلس (حيث تقرر ان يكون على لائحة 14 آذار وتحالفها مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي سامر جورج سعادة عن المقعد الماروني) على رغم حسم اسماء المقاعد كافة في عاصمة الشمال بعد لقاء زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري والصفدي أول من أمس. وفي هذا السياق، شدد المكتب السياسي لحزب الكتائب بعد اجتماعه امس على ضرورة إعلان اللوائح في سرعة بعد إغلاق باب الترشيحات. ورد بيان المكتب السياسي على أسف رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط لاضطراره الى التعاون مع الحزبيين من المسيحيين لا المستقلين بالقول: «إذا كان المسيحيون يتمثلون بالأحزاب فهذا مرده الى انهم يمثلون حالة تقدمية في لبنان والشرق وهم طليعيون في تأسيسها حتى ان الزعامات والبيوتات السياسية التي لم تكن ملتزمة بالأحزاب تبادر الى الانضمام إليها بعد انتخابها». وأدى الحرص على التفاهم مع الطائفة الأرمنية، بعد انضمام حزب «الطاشناق» الى التحالف مع العماد عون في شكل نهائي، الى دفع قوى 14 آذار للتحضير لطرح المرشحين الأرمن المتعاطفين معها. وفي هذا السياق زار الحريري أمس بطريرك الأرمن الأرثوذكس ارام الأول كشيشيان. ويتوقع ان تتجنب الأكثرية تسمية مرشح أرمني في لائحة المتن الشمال. ورد الحريري على ما وصفه بزرع الشكوك بالقول ان لوائح الأكثرية حسمت بأكثرها وقوى 14 آذار ستخوض المعركة مع بعضها بعضاً. وغادر الحريري بعد الظهر الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة. وفي سياق التبديلات في المرشحين، أعلن النائب مصطفى هاشم (تيار المستقبل) عن عزوفه عن الترشح في عكار، ما أفسح المجال لأن تتشكل لائحة 14 آذار من الآتية أسماؤهم: خالد الضاهر، خالد زهرمان ومحمد سليمان عن السنّة، رياض رحال ونضال طعمة عن الأرثوذكس، هادي حبيش عن الموارنة والسفير السابق خضر حبيب عن العلويين.