أسفر تفجير سيارة مفخخة استهدف نادياً لضباط الشرطة في مساكن برزة في شمال شرقي دمشق وتبناه «داعش» عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة عشرين آخرين على الأقل، في وقت واصل الطيران الروسي غاراته على ريف حلب شمال سورية قرب حدود تركيا وسط استمرار المعارك بين قوات النظام وأنصارها من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «قتل تسعة أشخاص وأصيب عشرون آخرون على الأقل، غالبيتهم من عناصر الشرطة، في تفجير سيارة مفخخة في مرأب نادي الشرطة» في منطقة مساكن برزة. وكانت حصيلة أولية أفادت بمقتل ثمانية أشخاص. وأضاف «المرصد» أن «انتحارياً كان يرتدي زي الشرطة أقدم على تفجير نفسه داخل السيارة». ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر في وزارة الداخلية أن «سيارة حاولت اقتحام نادي ضباط الشرطة في مساكن برزة وتصدى لها عناصر حماية النادي فقام الانتحاري بتفجيرها ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة عدد من المواطنين»، من دون تحديد الحصيلة. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في وقت لاحق أن التفجير تسبب «بارتقاء ثلاثة شهداء وجرح 14 مواطناً». وتبنى «داعش» بعد ظهر الثلثاء التفجير. وقال في بيان تداولته مواقع وحسابات متطرفين على الإنترنت أن «انطلق الأخ الاستشهادي أبو عبد الرحمن الشامي (...) بسيارة مفخخة لينغمس بها وسط مقر الضباط النصيرية المجرمين (...) محولاً أمنهم رعباً وعيشهم نكداً». وتستهدف تفجيرات مماثلة العاصمة السورية بين الحين والآخر، كان آخرها في 31 كانون الثاني (يناير) حين قتل 70 شخصاً على الأقل في تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، في منطقة السيدة زينب جنوبدمشق وتبناها تنظيم «داعش». إلى ذلك، دارت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط تل الصوان في الغوطة الشرقية، بحسب «المرصد» وتحدث عن «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين» وعن قصف قوات النظام لمناطق في بلدتي أوتايا والنشابية بالغوطة الشرقية. وتابع: «دارت منذ ما بعد منتصف ليل (أول من) أمس وحتى الآن اشتباكات متفاوتة العنف، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وجيش تحرير الشام ورجال الملاحم المقربان من تنظيم داعش من جهة أخرى في مدينة الضمير، الواقعة شرق العاصمة، وذلك إثر هجوم الفصيلين المقربين من التنظيم، على إحدى مقرات للفصائل الإسلامية في المدينة». وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، وأسفرت الاشتباكات هذه عن مقتل 4 مواطنين جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال الاشتباكات بين الطرفين، إضافة إلى «مصرع 7 مقاتلين من الفصائل إثر الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بينهما». وتشهد المدينة منذ أسابيع توتراً جراء الاشتباكات الدائرة بين هذين الطرفين، والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين المدنيين بالإضافة لمصرع عدة مقاتلين في الاشتباكات ذاتها. في الوسط، نفذت طائرات حربية يرجح أنها روسية بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء ما لا يقل عن 14 غارة، على مناطق في ريف حمص الشمالي، استهدفت ب 8 منها مناطق في مدينة تلبيسة، وب 3 غارات مناطق في قرية تيرمعلة وبغارتين أخريين مناطق في بلدة عز الدين وغارة أخرى على أماكن في الطريق الواصل بين بلدة الغنطو وقرية تيرمعلة «ما أدى إلى استشهاد مواطنة في مدينة تلبيسة وسقوط جرحى»، بحسب «المرصد». وأشار إلى معارك «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومسلحين من جهة أخرى في محيط منطقة المخرم بريف حمص الشرقي», في الشمال، قصفت قوات النظام صباح اليوم مناطق في أحياء بني زيد والشعار والمشهد والصالحين بمدينة حلب، في وقت «نفذت طائرات حربية يرجح أنها روسية صباح اليوم (أمس)، أكثر من 21 غارة استهدفت مناطق في بلدات كفر حمرة وبيانون وحيان وعندان بشمال غرب مدينة حلب وفي ريفها الشمالي»، بحسب «المرصد». وزاد: «دارت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط منطقة المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». كما قصفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية «مناطق في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي بالتزامن مع اشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة أخرى في محيط حرش خان طومان بريف حلب الجنوبي الغربي». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» انه استمرت «معارك الكر والفر في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، بين الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف، وغرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة لقوات النظام والحرس الثوري الإيراني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، ما أدى إلى استشهاد قائد كتيبة في فرقة مقاتلة، ليرتفع إلى 4 عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة الذين استشهدوا خلال ال 24 ساعة الماضية وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».