ندد مجلس الأمن أمس «بقوة» بإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى، اعتبرت أنه حفر درباً مجيداً ل «بخار ساحر»، من خلال وضعه قمراً اصطناعياً في المدار. لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها رأت في الأمر «استفزازاً لا يُغتفر»، اذ ينتهك قرارات مجلس الأمن التي تحظر على بيونغيانغ تطوير تكنولوجيا باليستية. وبعد جلسة طارئة لمجلس الأمن عُقدت بطلب من الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، ندد المجلس «بقوة» بإطلاق كوريا الشمالية الصاروخ، وكرر عزمه على اتخاذ «إجراءات مهمة» رداً على إعلان الدولة الستالينية تفجير «قنبلة هيدروجينية» في 6 كانون الثاني (يناير) الماضي، ما قوبل بتشكيك في الغرب. وأشار المندوب الفنزويلي رافاييل راميريز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس، إلى «توافق لإدانة هذا النوع من الانتهاك للعقوبات». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أن بلاده ستعمل مع المجلس لاتخاذ «تدابير مهمة» لمحاسبة بيونغيانغ، علماً أن إطلاق الصاروخ والتجربة النووية يُعتبران جزءاً من جهود الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لتعزيز شرعيته، قبل مؤتمر لحزب العمال الشيوعي الحاكم في أيار (مايو) المقبل، سيكون الأول منذ عام 1980. وبثّ التلفزيون الكوري الشمالي أن الصاروخ أُطلِق من قاعدة «سوهاي» شمال غربي الدولة الستالينية، مشيراً إلى انه «وضع بنجاح في المدار قمرنا الاصطناعي لمراقبة الأرض كوانغميونغسونغ-4» (النجم الساطع-4). ورأى في الأمر «حدث العصر في التطوّر العلمي والتقني والاقتصادي للبلاد، ولقدراتها الدفاعية»، فيما أشادت «الإدارة الوطنية لتطوير الفضاء» في كوريا الشمالية ب «بخار ساحر لقمر جوتشي المحلّق في سماء صافية وزرقاء في ربيع شباط (فبراير)، عشية يوم النجم الساطع». معلوم أن «جوتشي» هي فلسفة لكوريا الشمالية تركّز على الاعتماد على الذات، فيما أن «يوم النجم الساطع» يشير إلى ذكرى ميلاد الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، والد كيم جونغ أون، في 16 شباط. في الوقت ذاته، أعلنت السفارة الكورية الشمالية في موسكو أن بيونغيانغ تعتزم مواصلة إطلاق صواريخ تحمل أقماراً اصطناعية، علماً أنها كانت أجرت عملية مشابهة عام 2012. وأعلنت قيادة القوات الاستراتيجية الأميركية أنها رصدت صاروخاً يدخل الفضاء، لكن مسؤولاً أميركياً لفت إلى أن الأمر سيتطلّب أياماً، لتقويم نجاح عملية الإطلاق التي أثارت إدانة دولية واسعة، اذ اعتبرتها الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي «استفزازاً لا يُغتفر»، وحضت مجلس الأمن على تبنّي «تدابير عقابية قوية». وتعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي «حماية شعبه»، فيما حذر البيت الأبيض من «عواقب خطرة». وأعلنت سيول وواشنطن أنهما قررتا بدء محادثات رسمية لنشر نظام دفاعي أميركي مضاد للصواريخ من طراز «ثاد» في كوريا الجنوبية. لكن الصين تعترض على نشر هذا النظام قرب حدودها، معتبرة انه «يهدد مصالحها الأمنية». لكنها أسِفت ل «إصرار» كوريا الشمالية على إطلاق الصاروخ، فيما رأت روسيا أن بيونغيانغ أبدت مرة أخرى «احتقاراً متهوراً لقواعد القانون الدولي».