بيونغيانغ – أ ب، رويترز، ا ف ب – بدأت كوريا الشمالية امس، تزويد صاروخ باليستي وقوداً لإطلاقه حاملاً «قمراً اصطناعياً»، فيما عزّز القائد الجديد للبلاد كيم جونغ أون سلطته، بتعيينه «سكرتيراً أول» للحزب الشيوعي الحاكم. وستطلق بيونغيانغ، بين اليوم والإثنين المقبل، صاروخ «أونها-3» من مركز تونغشانغ-ري الفضائي شمال غربي البلاد، ليضع في المدار «قمراً اصطناعياً»، وذلك تزامناً مع إحياء الذكرى المئوية لولادة كيم ايل سونغ، مؤسس الدولة الستالينية. وتؤكد كوريا الشمالية أن القمر الصناعي مخصص للاستخدام المدني، لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها تعتبران عملية الإطلاق تجربة مستترة لصاروخ باليستي. وقال بيك شانغ هو، مدير معهد مراقبة الأقمار الاصطناعية التابع للجنة الكورية لتكنولوجيا الفضاء: «بدأنا ضخّ الوقود، وموعد الإطلاق سيقرره المسؤولون». وكان بيك يتحدث لصحافيين أجانب، دعتهم السلطات الى زيارة مركز مراقبة الأقمار الصناعية في ضاحية بيونغيانغ، وحيث يعمل 16 تقنياً من الرجال والنساء حول شاشات اجهزة الكومبيوتر. وتبث شاشة عملاقة ما قال مسؤولون رسميون انه صور مباشرة لصاروخ يبلغ ارتفاعه 30 متراً، على إهبة الاطلاق. لكن خبراء أجانب اعتبروا ان تجهيزات المركز بدائية جداً، مقارنة بالتكنولوجيا الروسية او الغربية. وشكّلت الحكومة اليابانية خلية أزمة لمواجهة إطلاق الصاروخ، اذ خُصص مكتب في مقر رئيس الوزراء، لموظفين وخبراء لجمع معلومات وتحليلها. واقامت الخارجية اليابانية في مكاتبها بطوكيو، مركزاً خاصاً لإدارة الوضع الكوري الشمالي. وقال ناطق باسم الحكومة اليابانية: «الحكومة ستدعو دائماً كوريا الشمالية الى الغاء عملية الاطلاق هذه حتى اللحظة الاخيرة، مع الاستعداد في الوقت ذاته لاحتمال اطلاق الصاروخ». وفي واشنطن، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان بلادها «تجري مشاورات واسعة» مع شركائها، و «سننفذ الخطوات المترتبة على ذلك». وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مغ نظيرها الياباني كويشيرو غيمبا: «اذا كانت كوريا الشمالية تتطلع الى مستقبل سلمي افضل لشعبها، عليها الامتناع عن القيام بإطلاق جديد يشكّل تهديداً للأمن الاقليمي». كيم جونغ أون في غضون ذلك، افادت وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية بتعيين كيم جونغ أون «سكرتيراً أول» للحزب الحاكم في البلاد. واستُحدث هذا المنصب، خلال مؤتمر استثنائي لحزب العمال الشيوعي الحاكم، في اطار إحياء الذكرى المئوية لميلاد كيم سونغ ايل. كما مُنح الزعيم الراحل كيم جونغ ايل، والد كيم جونغ أون، لقب «السكرتير العام الأبدي». وأوردت صحيفة الحزب بتعيين كيم جونغ غاك وزيراً جديداً للقوات المسلحة، خلفاً لكيم يونغ تشون (75 سنة) الذي خدم في القوات المسلحة منذ 1956، وكان بين ستة من العسكريين وقياديي الحزب البارزين الذين ساروا الى جانب كيم جونغ أون عندما رافق جثمان والده الى مثواه الأخير في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال تشونغ سونغ تشانغ، من «معهد سيجونغ» في كوريا الجنوبية: «استقالة كيم يونغ تشون المقرّب من كيم جونغ ايل، اشارة الى ان كيم جونغ أون يعيّن مقرّبين في مراكز مهمة».