سيول – أ ب، رويترز، أ ف ب – «اختلس» الرئيس الأميركي باراك أوباما النظر إلى كوريا الشمالية أمس، وهددها بمزيد من العزلة إذا نفّذت خطة لإطلاق صاروخ بعيد المدى، مؤكداً أنها لن تجني شيئاً من «استفزازاتها» للمجتمع الدولي، كما انتقد الصين بسبب «مكافأتها» حليفتها بيونغيانغ على «تصرفات سيئة». أتى ذلك عشية مشاركة أوباما في سيول، في القمة الثانية للأمن النووي، بعدما استضاف الأولى في واشنطن العام 2010. ولم تُدع كوريا الشمالية أو إيران الى حضور القمة التي تستمر يومين، ولكن يُرجّح أن يتطرّق المشاركون الى الملف النووي للبلدين. وحذر أوباما كوريا الشمالية من احتمال انهيار اتفاق لتزويدها مساعدات غذائية، في مقابل وقف نشاطات نووية، اذا نفذت خطة لإطلاق صاروخ بعيد المدى من أجل وضع «قمر اصطناعي» في المدار، تعتبرها واشنطن وحلفاؤها ستاراً لتجربة صاروخية. وقال اوباما، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، ان «كوريا الشمالية لن تحقق شيئاً، من خلال التهديدات او الاستفزازات». واضاف : «السلوك السيء لن يُكافأ. كان ثمة نمط، طيلة عقود، اعتقدت كوريا الشمالية من خلاله بأنها إذا تصرّفت في شكل استفزازي، ستحصل على رشوة للكفّ عن الاستفزاز. اتفقت مع الرئيس لي، منذ بداية علاقتنا، على أن نكسر هذا النمط». ووجّه أوباما انتقاداً علنياً الى بكين، بسبب «مكافأتها» حليفتها بيونغيانغ على «تصرفات سيئة، وتغاضيها عن استفزازات متعمدة»، لافتاً الى أنه سيثير هذه المسألة خلال لقائه نظيره الصيني هو جينتاو اليوم. وأعرب الرئيس الأميركي عن تفهمه خوف الصين من أن ممارسة ضغوط شديدة على كوريا الشمالية، قد تثير أزمة لاجئين على حدودها، لكنه شدد على أن مقاربة بكين للمسألة خلال عقود، لم تحدث «تغييراً جذرياً» في سلوك بيونغيانغ. وزاد: «الصين جادة جداً، ولا تريد أن ترى كوريا الشمالية تملك سلاحاً نووياً، ولكن عليها التحرّك في هذا الشأن». وتطرّق أوباما الى الزعيم الجديد في الدولة الستالينية، معتبراً أن «من الصعب تكوين فكرة عن كيم جونغ أون، لأن الوضع في كوريا الشمالية يبدو غير واضح. لا يمكننا أن نعرف تحديداً مَن يمسك بزمام الأمور، وما أهداف النظام على المدى البعيد». أما لي ميونغ باك فرأى أن «من المبكّر» تقويم وضع كيم جونغ أون، مشدداً على أن إطلاق بيونغيانغ صاروخاً ينتهك «الاتفاق الأميركي – الكوري الشمالي ويُعتبر استفزازاً يشكّل تهديداً للسلام والأمن الدوليين». وقال انه اتفق مع أوباما على «مواصلة تعزيز الاستعداد الدفاعي القوي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والردّ بقوة على أي استفزازات أو تهديدات من الشمال». وكان الرئيس الأميركي بدأ رحلته الى سيول، بزيارة جنود أميركيين في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الكوريتين، حيث ينتشر مئات الآلاف من الجنود، في ما يُعتبر من مخلفات الحرب الباردة، اذ تقسّم شبه الجزيرة الكورية، منذ انتهاء الحرب بين شطريها (1950-1953)، من دون إبرام معاهدة سلام. واستخدم أوباما منظاراً لمشاهدة أراضي الدولة الستالينية حتى عمق 17 كيلومتراً، قائلاً لجنود أميركيين: «أنتم على حدود الحرية. التناقض بين الكوريتين لا يمكن أن يكون أكثر جلاءً، لجهة الحرية والرفاهية». وتزامنت زيارة أوباما مع انتهاء فترة حداد لمئة يوم في كوريا الشمالية، على الزعيم كيم جونغ ايل، فيما أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الشمال نقل الى قاعدة شمال غربي البلاد، الجزء الرئيس من صاروخ بعيد المدى سيطلقه الشهر المقبل، لوضع «قمر اصطناعي» في المدار. على صعيد آخر، ناقش أوباما الملف النووي الايراني مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وجدد موقفه في هذا الشأن، قائلاً: «ثمة متسع من الوقت لتسوية ديبلوماسية، لكن النافذة تضيق». وأشار مسؤول أميركي بارز الى أن اردوغان أبلغ أوباما بزيارته طهران آخر الشهر، لافتاً الى أنه سيناقش أيضاً مع القادة الإيرانيين الأزمة في سورية.