قضت غارة شنتها أمس طائرة أميركية من دون طيار على القيادي البارز في تنظيم «القاعدة» في اليمن جلال بلعيدي المرقشي، المشهور ب «أبي حمزة الزنجباري» مع اثنين من مرافقيه باستهداف سيارة كانت تقلهم في مسقط رأسه في منطقة المراقشة الجبلية التابعة لمحافظة أبين (شرق عدن). وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن تخصيص مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال بلعيدي. ورد تنظيم «القاعدة» مباشرة على مقتل قائده بالسيطرة على المؤسسات الحكومية في مدينة زنجبار (عاصمة محافظة أبين) وإعلانها «إمارة إسلامية» والاستيلاء على مدينة المحفد في المحافظة نفسها. وذكرت مصادر أمنية وشهود ل «الحياة»، أن مسلحي التنظيم نقلوا أشلاء بلعيدي المحترقة إلى منزل أحد أقاربه في زنجبار وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء للتعبير عن غضبهم ورفعوا أعلامهم السود فوق المؤسسات الحكومية ونشروا نقاط التفتيش في مداخل المدينة ومخارجها بعد طرد المسلحين الموالين للسلطات المحلية في المحافظة وبدأوا حملة اعتقالات في صفوف من يعتقدون أنهم مسؤولون عن زرع شريحة تتبّع سهّلت استهداف بلعيدي. وكان تنظيم «القاعدة» سيطر قبل أسابيع على زنجبار وجعار ومناطق أخرى في أبين لكنه سمح للسلطات المحلية بالاستمرار في ممارسة مهماتها مقابل الإبقاء على حضوره العسكري والأمني، كما سيطر قبل أيام على مدينة عزان، وهي ثانية كبريات مدن محافظة شبوة المجاورة، ونشر عناصره في مدينة الحوطة عاصمة لحج (شمال عدن) إلى جانب سيطرته منذ نيسان (أبريل) الماضي، على مدينة المكلا عاصمة حضرموت ومناطق مجاورة لها على ساحل بحر العرب. ويعد جلال بلعيدي واحداً من أخطر القادة الميدانيين ل «القاعدة»، وسبق أن قاد هجمات واسعة على مقرات الجيش والمؤسسات الحكومية في حضرموت وأبين وشبوة خلال العامين الأخيرين، ويعتقد أنه المسؤول عن مجموعة مسلحة تابعة للتنظيم قامت بإعدام 15 جنديا ذبحاً بعد خطفهم أثناء سفرهم بالزي المدني إلى صنعاء على متن حافلة للركاب في وادي حضرموت في آب (أغسطس) 2014. إلى ذلك أكد شهود في مديرية المحفد في محافظة أبين أن مسلحي «القاعدة» سيطروا على مركز المديرية أمس ونشروا فيها نقاط التفتيش عقب مقتل بلعيدي، في حين أفادت مصادر في محافظة شبوة المجاورة بأن غارة لطائرة من دون طيار كانت قتلت قبل ساعات من استهداف بلعيدي أربعة من عناصر التنظيم على متن سيارة في قرية المجازة بمنطقة «مفرق الروض» شرق مدينة عتق عاصمة شبوة. وعلى صعيد المعارك المتواصلة بين القوات المشتركة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعوم من قوات التحالف العربي من جهة وبين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، أكدت مصادر المقاومة أمس أنها واصلت تقدمها في جبال نهم المحيطة بالمدخل الشمالي الشرقي لصنعاء في منطقة فرضة نهم تحت غطاء جوي لطيران التحالف. وأضافت أن المعارك تدور في محيط المعسكر الرئيس للواء 312 الذي يسيطر عليه المتمردون في المنطقة بعد تقدم قوات الشرعية من الجهة الشمالية عبر جبال «يام» ومن الجهة الغربية عبر منطقة «بران»، في ظل مقاومة ضارية من قبل مسلحي الحوثيين وصالح الذين يستميتون لمنع سقوط مواقعهم الاستراتيجية على بوابة صنعاء. ولاحقاً، أكدت مصادر الجيش أن قواته سيطرت على مقر قيادة اللواء 312 بفرضة نهم، وقالت إن المعارك خلفت عشرات القتلى والأسرى في صفوف الحوثيين وصالح «التي أجبرت على الفرار خارج المعسكر تحت ضربات أبطال الجيش والمقاومة». وذكرت مصادر الجيش أنها «استولت على كميات كبيرة من العتاد والتجهيزات العسكرية والأسلحة بينها مدرعات ودبابات وصواريخ وطوقت منطقة مسورة» التي تعد النقطة الوسطى بين نقيل الفرضة ونقيل ابن غيلان الأقرب الى صنعاء، كما كشفت عن وساطة قبلية تعمل من أجل استسلام الميليشيات في مسورة وتسليم أسلحتها مقابل خروجهم سالمين. وأشارت مصادر إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى خلال ال24 ساعة الماضية في منطقة الفرضة التي تشكل السيطرة عليها مكسباً مهماً لقوات الشرعية لقربها من صنعاء، ولكونها تتحكم في الطريق الذي يصل بين العاصمة ومحافظتي مأربوالجوف. وفي حين واصل طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين وقوات صالح في محيط صنعاء ومحافظات تعز وصعدة وذمار وحجة وعمران أفادت مصادر المقاومة بأن غارات ضربت مواقع الميليشيا شمال الضالع في مدينة «دمت» وفي مناطق «معزبة الحدي» التابعة إدارياً لمديرية الرضمة في محافظة إب والقريبة من دمت. إلى ذلك كشفت مصادر المقاومة، أن القوات المشتركة تمكنت أمس وبدعم من التحالف ومروحيات «الأباتشي» من السيطرة على كامل مدينة ميدي شمال غرب محافظة حجّة الحدودية بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، وأضافت أنها تقترب من إحكام السيطرة على كامل مدينة حرض جنوب منفذ الطوال الحدودي والزحف نحو مدينة عبس جنوباً، بالتزامن مع تدمير الطيران والمدفعية مواقع للمتمردين ومخازن أسلحة وعربات ومدرعات عسكرية حاولت التقدم لتعزيز قوات الانقلابيين. كما تجددت المعارك في جبهات محافظتي الجوف وتعز، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن 15 حوثياً على الأقل قتلوا في جبهات تعز بالتزامن مع غارات لطيران التحالف، فيما واصل الحوثيون قصفهم بالصواريخ على بلدة «كرش» الواقعة بين تعز ولحج.