دارت اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين بين «المقاومة الشعبية» مسنودة من الجيش الوطني من جهة ومسلحي الحوثيين والقوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى، وسط مديرية خب الشعف شرقي محافظة الجوف. وأكد المتحدث باسم «مجلس أحرار مقاومة الجوف» عبدالهادي العصار ل «الحياة»، أن قصف المدفعية والدبابات التابعة للجيش والمقاومة استهدف معسكر اللبنات الذي يسيطر عليه الحوثيون. ومع اتساع المواجهات بين «اللجان الشعبية» (المؤيدة للرئيس هادي) وتنظيم «القاعدة» في محافظة أبين، دعا التنظيم أمس إلى اغتيال قائد «اللجان الشعبية» عبداللطيف السيد وأعلن عن تخصيص «مكافأة» قدرها سبعة ملايين ريال (حوالى 32500 دولار) لمن يرشده إلى المكان الذي يوجد فيه أو من يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتله. ودخل الطيران على خط المواجهات أمس وألحق خسائر فادحة في صفوف الحوثيين شرقي الجوف، الذين سقط منهم عدد من القتلى والجرحى كما وقع عدد آخر في الأسر. ومن بين القتلى القائد الميداني للجماعة أبو منصور الفخري وهو من أبناء الجوف وعدد من مرافقيه. وأشار العصار إلى أن سقوط معسكر اللبنات الواقع شرقي مدينة الحزم عاصمة الجوف يعتبر بداية هزيمة الحوثيين وضربة موجعة لهم، كما يعتبر بداية تحرير محافظة الجوف وسيرفع من معنويات المقاومة والجيش. واستهدفت ست غارات على الأقل مواقع للحوثيين ومنصات إطلاق صواريخ في بيحان بمحافظة شبوة وفي حريب وهيلان في محافظة مأرب المجاورة أدت إلى مقتل عشرة مسلحين على الأقل. كما ضربت الغارات مواقع متفرقة للجماعة وقوات صالح في محافظة تعز التي تشهد معارك ضارية على مختلف جبهاتها، وأكدت مصادر المقاومة أن القصف طاول مواقع الانقلابيين في مناطق الشريجة وحيفان وعزان والأحيوق والصنمة وموزع وموقع الدفاع الجوي بالحوبان، ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وجبل العلا على طريق الحوبان. من جهة أخرى، أعلن تنظيم «القاعدة» أمس عن تشكيل «مجلس أهلي» لإدارة شؤون مدينة جعار ونصب مسلحوه نقاط تفتيش ووزعوا منشوراً عقب صلاة الجمعة تضمن رصد مكافأة قدرها سبعة ملايين ريال (32500 دولار) لمن يرشدهم إلى المكان الذي يوجد فيه قائد «اللجان الشعبية» عبداللطيف السيد أو من يدلي بمعلومات تقود إلى قتله. وكان مسلحو التنظيم يقودهم القائد الميداني أحمد عبد النبي استولوا أول من أمس على مركز مديرية «باتيس» وهي مسقط رأس السيد وقاموا بنهب منزله وذلك بعد يوم من سيطرتهم بقيادة جلال بلعيدي على مدينة زنجبار عاصمة أبين ومدينة جعار ثانية كبريات مدن المحافظة. وفيما أكد شهود أن التنظيم سحب أمس عدداً من مسلحيه من مدينة جعار بعد إخضاعها إلى مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، كشفوا عن أن بلعيدي نجا ظهر أمس من غارة جوية يعتقد أنها لطيران التحالف استهدفت منزلاً في زنجبار، حيث شوهد وسط مسلحيه وهو يتفقد آثار الغارة. في هذا الوقت أصدرت قيادة التحالف أمس بياناً ذكرت فيه أن ظروف العمليات النشطة الجارية في تعز حالياً تتطلب من المنظمات المدنية والإغاثية أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وذلك إثر إصابة عيادة تابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في مدينة تعز. وأكدت القيادة أنها تتخذ الإجراءات كافة للتأكد من دقة تحديد وإصابة الأهداف تجنباً لأي أضرار جانبية. سياسياً، يجتمع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد اليوم في عدن مع الرئيس عبدربه منصور هادي، ويتوقع أن يعلن في ضوء الاجتماع موعد الجولة المقبلة من المحادثات بين الأطراف اليمنيين التي يرجح أن تكون بين 10 و12 الشهر الحالي في جنيف. وتطالب الحكومة اليمنية «بوقف متدرج» للنار وتحديد آليات للتحقق من التزام الحوثيين به، وفق السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني الذي شدد على أن «عدم صدقية الحوثيين تستدعي عدم إعطائهم الفرصة لاستغلال أي وقف للنار، وهو ما يعني ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار في تعز أولاً من جانبهم».