اقتحم عشرات من مسلحي «القاعدة» و «داعش» مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبْيَن اليمنية، وسيطروا على مبانٍ حكومية، في حين نجح مسلحو جماعة الحوثيين في قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضدهم قبل أيام في مديريات بصنعاء وإب وذمار، وفجّروا أمس عشرات المنازل لمناهضيهم. وتواصلت المعارك في المناطق الفاصلة بين محافظتي البيضاء وأبين وفي محافظة تعز، وسط أنباء عن تقدم «المقاومة الشعبية» والقوات الموالية للحكومة الشرعية ومقتل عشرات من الحوثيين وجرح آخرين. في غضون ذلك، واصل طيران التحالف قصف مواقع الجماعة والقوات الموالية لها في محافظات يمنية، كما قصفت بارجاته لأول مرة مدفعية الحوثيين في منطقة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة على البحر الأحمر، وسط محاولات للجماعة لمنع القوات البحرية للتحالف من الاقتراب من ميناء الحديدة. وفيما تُواصِل القوات الموالية للحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية التقدم في محافظة شبوة، لاستكمال تحرير آخر المناطق الجنوبية من قبضة الحوثيين، أفادت مصادر في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، بأن عشرات المسلحين من تنظيمَي «القاعدة» و «داعش» دخلوا المدينة وسيطروا على مبانٍ حكومية، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للسيطرة على المدينة وإعلانها «إمارة إسلامية»، بعد أيام على طرد الحوثيين منها. وتتواصل مساعي الأهالي في مدينة المكلا عاصمة حضرموت لإقناع قيادات «القاعدة» بتسليم المدينة التي كان سيطر عليها مطلع نيسان (أبريل) وإخراج مسلحيه منها، في ظل أنباء عن خطة للحكومة الشرعية لتحرير المدينة من قبضة التنظيم. مصادر المقاومة الشعبية في مدينة تعز أفادت أمس، بأنها حقّقت مزيداً من التقدم على الجبهات غرب المدينة وشرقها ووسطها، وأكدت مقتل 20 حوثياً وجرح 60 خلال المواجهات. كما اتهمت الحوثيين بقصف مدفعي وصاروخي طاول منازل المواطنين وباستهداف المساجد أثناء صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل مدنيين وجرح آخرين بينهم أطفال ونساء. وتمكّنت الجماعة أمس من قمع الانتفاضة الشعبية في مديرية أرحب شمال صنعاء، وفي مديرية عتمة في محافظة ذمار ومديرية الرضمة التابعة لمحافظة إب. وأفادت مصادر محلية وشهود بأن الحوثيين فجّروا 20 منزلاً لخصومهم في قرية «الجنادبة» في أرحب و6 منازل في مديرية عتمة ومنازل أخرى في مدينة إب. وأضافت المصادر أن الحوثيين عززوا قواتهم واستعادوا مديرية الرضمة من المقاومة التي تراجع عناصرها جنوباً إلى مديرية دمت المجاورة، في حين قالت مصادر المقاومة إنها قتلت 20 حوثياً في مكمنٍ استهدف تعزيزات للجماعة بين مديريتي يريم والرضمة، واعتقلت 15 آخرين في مديرية العدين غرب مدينة إب. إلى ذلك، أغار طيران التحالف على موقع للجماعة في شارع الثلاثين في مدينة إب، كما استهدف معسكر اللواء 26 في محافظة البيضاء، وسط أنباء عن فرار قائده وانضمامه إلى الجيش الموالي للشرعية في مأرب. وتردّد أنه رفض أوامر للحوثيين بقصف قرى في مديرية السوادية التي تشهد انتفاضة شعبية ضد مسلحي الجماعة. وقصف طيران التحالف مواقع للجماعة في منطقة «فرضة نهم» على المدخل الشرقي لصنعاء، وطاول القصف مناطق على طول الخط الحدودي في محافظتي حجة وصعدة (شمال غرب)، في حين تواصلت المعارك غرب مأربوجنوبها، بين مسلحي القبائل والقوات الموالية للشرعية والمسلحين الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على مأرب منذ نحو خمسة أشهر. وتحدثت مصادر المقاومة في مديرية مكيراس (بين البيضاء وأبين) عن مواجهات عنيفة في المديرية، سقط خلالها عشرات من الحوثيين ودُمِّرت آليات لهم في ظل تقدم للمقاومة والقوات الحكومية باتجاه محافظة البيضاء.