مرة أخرى، انقلبت ولاية أيوا الريفية على المستطلعين والمراقبين والمؤسسات الحزبية، وتوّجت انتصاراً للسناتور اليميني تيد كروز على رجل الأعمال دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية. وفرضت أيوا «شبه تعادل» بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ومنافسها الاشتراكي السناتور بيرني ساندرز في انتخابات الحزب الديموقراطي. وتحوّلت أنظار المرشحين الجمهوريين الى نيو هامبشاير التي تصوت الثلثاء المقبل، فيما عززت حملة كلينتون حضورها في الجنوب والغرب لتفادي خسارة أمام ساندرز. وفيما حاز كروز على 28 في المئة من أصوات الجمهوريين وحققت كلينتون فوزاً هزيلاً بفارق 0.3 في المئة على ساندرز (49.9 في مقابل 49.6 في المئة)، شكلت خسارة ترامب العنوان الأكبر لانتخابات أيوا، بعدما بنى حملته على وعود بالانتصارات والتبجح بنجاحاته، وأعطته الاستطلاعات تقدماً مريحاً قبل التصويت، إذ حل ثانياً بنسبة 24.3 في المئة من الأصوات في مقابل 23.1 في المئة للثالث وهو السناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو. وتبع هذه النتائج انسحاب مرشحين لم تتجاوز أصواتهم نسبة الواحد في المئة، بينهم الديموقراطي مارتن أومالي والجمهوري مايك هاكابي. وتسابق المرشحون بعد أيوا الى ولاية نيو هامبشاير، حيث سيحاول كروز وروبيو البناء على نتائجهما ليل الإثنين- الثلثاء، لكسب الولاية، في حين سيحاول ترامب الحفاظ على تقدمه هناك رغم انتكاسة أيوا وتصدع ماكينته الانتخابية. وستقرر نيو هامبشاير أيضاً مصير حملات جيب بوش وجون كايسيك وكريس كريستي بعد أدائهم المذري في أيوا. وفي حال خسارتهم هناك، سيعني ذلك حصر السباق بين كروز وترامب وروبيو. ولدى الديموقراطيين، يتقدم ساندرز بهامش مريح في نيو هامبشاير التي هرعت إليها كلينتون لتقليص الفارق. وأعلنت حملتها الفوز في أيوا من دون أن يقرّ ساندرز بالخسارة، إذ طلبت حملته لوائح التصويت من الحزب الديموقراطي للتأكد من النتائج. وعكست معركة كسر العظم بين كلينتون وساندرز أزمة السيدة الأولى السابقة مع اليسار وشريحة الشبان التي صوتت غالبيتها لساندرز. وتحظى هذه الشريحة الليبرالية الميول، بحضور قوي في أيوا ونيو هامبشاير. لكنها أقل شعبية في ولايات الجنوب والغرب، حيث تعول كلينتون على الأقليتين الأفريقية - الأميركية واللاتينية لحسم السباق. وتعتبر بقية الانتخابات التمهيدية مواتية أكثر لهيلاري كلينتون، علماً أن 11 ولاية ستصوت في الأول من آذار (مارس) المقبل، لتوزيع 21 في المئة من المندوبين الديموقراطيين لمؤتمر تنصيب مرشح الحزب. وتعتبر المرحلة الأولى من الانتخابات في أيوا رمزية الى حد ما، لأن عدد المندوبين في هذه الولاية ضئيل جداً، أي 1 في المئة فقط من إجمالي العدد المشارك في مؤتمر تنصيب مرشح كل حزب. لكنها المرة الأولى التي خضع فيها دونالد ترامب لحكم صناديق الاقتراع لمعرفة إذا كانت نسب التأييد الاستثنائية التي نالها في استطلاعات الرأي ستتبلور واقعاً. ويتواجه كلينتون وساندرز غداً في مناظرة على شبكة «أم أس أن بي سي». كما يعقدان لقاءً انتخابياً متلفزاً على محطة «سي إن إن» مساء اليوم.