قبل أسبوع ونصف من فتح صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في ولاية أيوا، خلطت الاستطلاعات الأخيرة أوراق المرشحين في الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وأعطت خصم هيلاري كلينتون السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز قفزة في الولايات الأولى، في مقابل استمرار صعود نجم الثري الجمهوري دونالد ترامب في أوساط اليمين. واستعداداً لليوم الكبير في أول شباط (فبراير) المقبل، غصت ولاية أيوا في شمال وسط الولاياتالمتحدة، بآلاف الناشطين من الحملات الديموقراطية والجمهورية، نظراً الى أهميتها في توجيه مسار السباق. وأيوا هي الولاية التي وضعت الرئيس الأميركي باراك أوباما على مسار الفوز في 2008، وستكون لنتائجها دلالات كبيرة على مسار السباق. وفي حال فاجأ ساندرز كلينتون بهزيمتها هناك مع تقلص الفارق بينهما الى نقطتين، سيعني ذلك سباقاً مضنياً لوزيرة الخارجية السابقة قد يستمر الى منتصف الربيع المقبل، مع ترجيح حسمها له وكونها تتصدر الاستطلاعات الوطنية والولايات الكبرى التي تصوت في آذار (مارس) المقبل. أما بين الجمهوريين وحيث المنافسة في أيوا هي بين ترامب والسناتور تيد كروز، فسيعطي الفوز رجل الأعمال زخماً كبيراً للبناء عليه في الولايات الأخرى أي نيو هامبشير وساوث كارولينا حيث يتقدم حالياً. أما في حال فوز كروز، فسيضع ذلك العصي في دواليب ترامب وقد يطيح بحظوظه بوقت مبكر ويفتح المجال لمرشحين معتدلين مثل جيب بوش أو كريس كريستي أو ماركو روبيو للتنافس على اللقب. ونقلت مواقع يمنية أمس احتمال قيام المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن بإعلان دعمها لترامب في أيوا. أما كروز فهو يعتمد على أصوات الانجيليين والقاعدة المتدينة. وتتخوف المؤسسة الجمهورية من سباق طويل يصاحبه ضجيج ترامب حتى المؤتمر الحزبي في تموز (يوليو) المقبل.