أياً يكن الفائز في ولاية أيوا الأميركية اليوم، فإن انتخاباتها الرئاسية التمهيدية هزت المؤسسات الحزبية الديموقراطية والجمهورية، ورفعت أسماء خارج «السرب» التقليدي مثل الاشتراكي بيرني ساندرز ورجل الأعمال دونالد ترامب أو السيناتور اليميني تيد كروز، في حين أغرقت أسماء آخرين مثل الحاكم السابق لولاية فلوريدا جيب بوش الذي كان فوزه أكثر من مرجح قبل أشهر. وكشف كريستيان برغ هاربفيكن، مدير معهد البحوث حول السلام في أوسلو، عن اقتراح بترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام. وجاء في رسالة ترشيح المرشح الجمهوري للرئاسة، والتي تلقّى هاربفيكن نسخة عنها: «يستحق ترامب أن يُكافأ لعقيدته المتشددة للسلام عبر القوة، والتي استخدمها سلاح ردع في مواجهة الإسلام المتطرف وتنظيم داعش، أو امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وكذلك الصين الشيوعية». ويقدم آلاف الأشخاص عبر العالم، بينهم برلمانيون ووزراء وفائزون بالجائزة وأساتذة جامعات، اقتراحات ترشيح للجائزة. وقد يقبل معهد نوبل كل الاقتراحات، لكن الترشيح لا يعني أن يتبناه المعهد. ويمكن الأعضاء الخمسة في اللجنة التي تختار الفائز أن يضعوا على الطاولة أيضاً ترشيحاتهم المفضلة خلال الاجتماع الأول الذي تعقده في 29 الشهر الجاري. وبين العاصفة الثلجية التي ضربت ولاية أيوا فجر أمس وملايين الدولارات وآلاف الناشطين الذين تهافتوا إلى الولاية الشمالية، أعطت المؤشرات الأولى تقدماً لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون على ساندرز في الاقتراع الديموقراطي، فيما خاض كروز وترامب معركة ضارية في الاقتراع الجمهوري، مع صعود غير متوقع للسيناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو. وفي حال حقق ساندرز مفاجأة الفوز اليوم، سيعني ذلك معركة مفتوحة لدى الديموقراطيين. أما فوز ترامب بالتصويت الجمهوري فقد يؤهله لاكتساح الولايات الثلاث المقبلة، فيما سيوجه فوز كروز ضربة مبكرة لترامب وانتقال السباق الجمهوري إلى مواجهة بين كروز وروبيو. طريقة التصويت عبر التجمعات الانتخابية وليس الاقتراع المباشر في أيوا، وتردد الإنجيليين في دعم ترامب رغم تقدمه في الاستطلاعات، أعطيا كروز المتدين نافذة لكسب الولاية. وتشير المعطيات إلى منافسة طويلة في هذه الانتخابات، في ظل جمع كلينتون 163 مليون دولار وجيب بوش 155 مليوناً، وكروز 90 مليوناً، وروبيو 77 مليوناً وساندرز 75 منذ بدء السباق. وتضع الأرقام كلينتون في أول جدول الأموال غير المنفقة، ويليها ساندرز. أما ترامب فجمع 19 مليوناً، وهو يعتمد في شكل كبير على التغطية الإعلامية والتلاسن مع باقي المرشحين للرئاسة لترويج حملته. وقبل بدء التصويت بساعات أمس، وصف ترامب منافسه كروز بأنه «كاذب»، وكرر وعده بانتصارات لا حدود لها إذا انتخِب رئيساً للولايات المتحدة. وبعد أيوا ستصوّت ولاية نيو هامبشير الثلثاء المقبل، علماً أن اقتراع الولايات سيستمر حتى أول الصيف، قبل تحديد اسمي الفائزين اللذين سيتواجهان في الانتخابات العامة على كرسي البيت الأبيض.