علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن اشتداد المعارك شرق الرمادي أجبر الحكومة على العدول عن التحضير لهجوم على قضاء «هيت». وأوقفت قيادة الجيش خطط نقل وحدات من الفرقة الذهبية إلى خارج المدينة. وكان مجلس محافظة الأنبار أبدى استياءه من تأخر حسم المعارك شرق الرمادي، وطالب بإشراك الفرقة الذهبية، بدلاً من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية التابعتين ل «قيادة عمليات الأنبار» التي تواجه مقاومة شديدة من «داعش». وقال مصدر محلي، طلب عدم نشر اسمه ل «الحياة» أن «قيادة الجيش أوقفت نقل وحدات من الفرقة الذهبية إلى خارج الرمادي كانت بدأت قبل أيام، في إطار خطة لتنفيذ عملية غرب الأنبار». وأضاف أن اشتداد المعارك في الشرق، والمقاومة العنيفة التي يبديها داعش دفعا الحكومة لتغيير خطتها خشية انقضاض التنظيم على الرمادي واستعادة السيطرة عليها بعد شهر من تحريرها». وزاد أن «الجيش، بدعم اميركي، كان يستعد لتحرير قضاء هيت». وأوضح أن المفاجأة التي حصلت في فشل تحرير بلدات سجارية وصيبة وجويبة شرق الرمادي منذ ثلاثة اسابيع، والهجمات الانتحارية الكبيرة التي يشنها داعش، كانت السبب وراء إعاد الحسابات». وكان شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ قضاء «هيت» قال ل «الحياة» الاسبوع الماضي أن «استعدادات تجرى لتنفيذ عملية في القضاء بدعم من القوات الأميركية»، وأن «لقاءات أجريت في قاعدة عين الأسد بين ضباط اميركيين وعراقيين من قوات الفرقة الذهبية في إطار هذه الاستعدادات». ويستميت «داعش» في الدفاع عن بلدات شرق الرمادي المتصلة، عبر طرق تؤدي إلى جزيرة الخالدية، حيث الممر الرابط مع الفلوجة». وفي حال خسارة هذه الجزيرة، فإن عناصره سيواجهون حصاراً خانقاً في آخر المدن التي يسيطر عليها شرق الرمادي. إلى ذلك، قال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة» أن «الرمادي مدينة اشباح بسبب حجم الدمار الذي تعرضت له»، وأضاف ان «الحديث عن عودة الحياة إلى المدينة ما زال مبكراً بسبب المكامن ودمار البنى التحتية». ولفت إلى أن «المناطق الشرقية من الرمادي تمثل العمق الدفاعي عن المدينة. وبقاؤها بيد داعش يعني استمرار تهديد المدينة»، وطالب قوات الامن ب «الحذر من استنزاف الجيش». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان امس ان طيران التحالف الدولي شن غارات على قاطع شرق الرمادي أسفرت عن تدمير 3 مقرات ل «داعش» في مناطق البو فراج والحامضية.